-
℃ 11 تركيا
-
6 أغسطس 2025
تشكيك في النوايا وتضحية بالأسرى.. كيف علق الإعلام العبري على قرار احتلال غزة؟
تشكيك في النوايا وتضحية بالأسرى.. كيف علق الإعلام العبري على قرار احتلال غزة؟
-
6 أغسطس 2025, 10:42:07 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
متابعة: عمرو المصري
تناولت وسائل إعلام إسرائيلية، صباح الأربعاء 6 أغسطس 2025، ما وصفته بـ"القرار المتسارع" لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالشروع في احتلال كامل لما تبقى من أراضي قطاع غزة، وسط جدل داخلي واسع في إسرائيل حول الجدوى، والكلفة البشرية، والتداعيات السياسية والعسكرية المحتملة لهذه الخطوة.
شكوك في نوايا التنفيذ
صحيفة هآرتس العبرية، وصفت هذا التوجه بـ"الاختبار الواقعي لنوايا نتنياهو"، مشيرة إلى أن السيطرة الكاملة على القطاع، وتحديدًا المناطق المكتظة التي يقطنها نحو مليوني فلسطيني، ستتطلب "زيادة ملموسة في حجم القوات" وتجهيزات ميدانية ضخمة قد تمتد التحضيرات لها لأسابيع.
وبحسب الصحيفة، فإن "الوحدات النظامية لن تكون كافية"، خاصة بعد أن سحب الجيش عددًا كبيرًا منها مؤخرًا بناءً على قرار رئيس الأركان إيال زامير، الذي رأى أن الجنود بحاجة إلى فترة استراحة بعد شهور من القتال المكثف. وأضافت: "لا مفر من حملة تجنيد احتياط جديدة، على خلاف كل ما أُعلن سابقًا".
وأكدت أن عملية السيطرة والقضاء على مقاتلي المقاومة الفلسطينية قد تستغرق من سنة إلى سنتين بحسب تقديرات الجيش، وهو ما يزيد من التشكيك في مدى واقعية تنفيذ الخطة.
وفي هذا السياق، ذكرت الصحيفة أن نتنياهو بدأ فعليًا في تجهيز الساحة السياسية للوم رئيس الأركان زامير، إن فشلت الخطة، بعد أن عجز ائتلافه عن تحقيق وعده بـ"النصر الكامل"، فيما يعارض زامير منذ أكثر من شهر خيار الاحتلال الكامل.
زامير يرفض.. لأسباب عملياتية جوهرية
أوضحت هآرتس أن رفض زامير لا يقتصر على مخاوف من مقتل الأسرى أو التعقيدات الدبلوماسية، بل ينبع من "أزمة عسكرية حقيقية"، حيث يواجه الجيش الإسرائيلي "تآكلاً شديدًا في قدراته القتالية"، وأزمة في استجلاب القوات البشرية اللازمة، مع انخفاض "غير مسبوق" في التزام جنود الاحتياط، وتراجع ملحوظ في دافعية القوات النظامية.
موت الأسرى أصبح "مقبولًا"
من جهتها، ذهبت صحيفة يديعوت أحرونوت إلى ما هو أبعد، حين حذّرت من أن خطة احتلال غزة تعني واقعًا جديدًا صادمًا، إذ "لأول مرة منذ 7 أكتوبر، يصبح موت الأسرى الإسرائيليين خيارًا واقعيًا"، بل موضوعًا مفتوحًا للنقاش بعد أن كان محرمًا قبل عامين.
وقالت الصحيفة إن "هؤلاء الذين صمدوا وسط الجحيم، والجوع، والتعذيب، والذين تمسّكوا بالأمل في أن لا تُنسى قضيتهم، أصبحوا فجأة ضحايا مقبولين لبعض المسؤولين".
وأشارت إلى أن الحكومة، حتى لو أعلنت قرارًا كبيرًا باحتلال غزة، قد تفشل في تنفيذه، أو تلجأ إلى تبني "نموذج متواضع يُبقي الجمود على حاله"، لتبرير فشلها لاحقًا عبر تحميل المسؤولية للولايات المتحدة، أو للرئيس ترامب، أو للمجتمع الدولي، أو لرئيس الأركان الذي عيّنوه هم أنفسهم.
أزمة في القدرة التنفيذية للحكومة
وتساءلت الصحيفة، في لهجة لا تخلو من تهكم، عن مدى قدرة حكومة نتنياهو على تنفيذ خطة بهذا الحجم، في ظل فشلها حتى في إدارة "أبسط المشاريع". وكتبت: "السؤال هو: ما الذي سنخسره في الطريق؟ كم جندي سيُقتل؟ كم أسير سيدفع حياته؟ كم انقسامًا سيتعاظم؟ وكيف سينجو المجتمع الإسرائيلي من هذه التجربة؟"
حرب بلا خطة
اتفقت الصحيفتان على أن هذه الحرب التي بدأت تحت شعار استعادة الأسرى وإنهاء "خطر حماس"، تحولت إلى "حدث بلا هدف أو خطة"، سينتهي عاجلًا أم آجلًا، لكن بتكاليف استراتيجية وبشرية لا تزال غير محسوبة.
وأكدت هآرتس أن "الواقعية تفرض نفسها على الأرض، وإذا لم تُحدث الحكومة تغييرًا جذريًا في استراتيجيتها، فإن الفشل سيكون مصير القرار قبل حتى أن يُنفّذ"، في حين اختتمت يديعوت بقولها: "سينتهي كل شيء ذات يوم، وسيحاولون تسويق المسرحية على أنها انتصار، لكنها في حقيقتها مأساة بلا قيادة، ولا خطة، ولا ضمير".








