-
℃ 11 تركيا
-
13 يونيو 2025
"سي إن إن": واشنطن تسعى لهدنة في غزة عبر قناة سرية مع حماس
"سي إن إن": واشنطن تسعى لهدنة في غزة عبر قناة سرية مع حماس
-
21 مايو 2025, 2:05:06 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
متابعة: عمرو المصري
في وقتٍ تتصاعد فيه الضغوط الإنسانية على سكان قطاع غزة، وتتواصل فيه المجازر الإسرائيلية المدعومة أميركيًا، كشفت مصادر مطلعة لـ"CNN" أن الولايات المتحدة دخلت في محادثات غير مباشرة مع حركة "حماس" عبر وسيط أميركي في العاصمة القطرية الدوحة، في محاولة لبلورة اتفاق لوقف إطلاق النار بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية في غزة. وتأتي هذه الخطوة وسط تنامي مشاعر الإحباط داخل الإدارة الأميركية من أداء حكومة بنيامين نتنياهو، وتحديدًا من مراوغتها في التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب.
قناة خلفية يقودها أميركي فلسطيني
المحادثات تقودها من الجانب الأميركي شخصية مثيرة للجدل، وهي بشارة بحبح، الأميركي من أصل فلسطيني الذي ترأس مجموعة "العرب الأميركيون من أجل ترامب" خلال حملة الانتخابات الرئاسية لعام 2024. ووفق المصدر، فإن بحبح لعب دورًا في وقت سابق هذا العام في التواصل مع "حماس" ضمن قناة خلفية ساهمت في إطلاق سراح الرهينة الأميركي-الإسرائيلي إيدان ألكسندر، وهو ما منح هذه القناة مصداقية داخل أروقة البيت الأبيض.
هذه القناة الجديدة، التي تسعى إدارة ترامب إلى تعزيزها، تأتي على الرغم من أن واشنطن كانت سابقًا تلجأ إلى وساطات قطرية ومصرية في التعامل مع "حماس". إلا أن تحركها لتأسيس قناة مباشرة -وإن كانت غير رسمية- يعكس رغبة في تجاوز الحلفاء الإقليميين وتقييم موقف المقاومة الفلسطينية بشكل مباشر.
خلافات داخل الإدارة الأميركية وتململ من الاحتلال
مسؤولون أميركيون سابقون رأوا في هذه الخطوة مؤشراً على وجود مفاوضات فعلية، حتى لو كانت غير معلنة، وأن إدارة ترامب تسعى لتكون لها قناة خاصة مع "حماس" من دون وسيط. غير أن مراقبين آخرين اعتبروا هذه المحاولة دليلاً على التخبط الأميركي، خاصة أن الشخص الذي يقودها لا يمتلك خبرة دبلوماسية عميقة، ولا علاقة مباشرة مع قيادات المقاومة في غزة.
لكن خلف هذه التحركات، تكمن مشاعر إحباط متزايدة من أداء الحكومة الإسرائيلية، خصوصاً مع اتضاح أن نتنياهو يماطل في التعامل الجاد مع فرص إنهاء الحرب. ونقل أحد المقربين من ترامب أن الرئيس "يريد إنهاء الحرب بأسرع وقت"، لكنه يدرك أن نتنياهو "ليس مستعداً حتى الآن".
رفض زيارة لإسرائيل ومخاوف من دعم علني للعدوان
في ظل القصف الإسرائيلي المتجدد على شمال وجنوب غزة، اتخذ نائب الرئيس الأميركي، جي دي فانس، قرارًا بعدم التوجه إلى إسرائيل بعد زيارته لإيطاليا، وهو ما فسره بعض المقربين من الإدارة على أنه تجنّب لظهور أميركا كمنحازة بالكامل للعدوان. وقال أحد المسؤولين: "من الصعب أن يُنظر إلى الولايات المتحدة كوسيط نزيه إذا زار نائب الرئيس دولة ترتكب إبادة جماعية بحق شعب أعزل".
نفي رسمي وازدواجية في الموقف الأميركي
رغم الغضب المتزايد في أروقة البيت الأبيض، لا تزال الإدارة الأميركية تصر علنًا على دعمها الكامل للاحتلال، نافية وجود أي خلافات مع حكومة نتنياهو. فقد أصدر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، ماكس بلوستين، بياناً قال فيه إن "إسرائيل لم يكن لها صديق أفضل من الرئيس ترامب"، مشيراً إلى أن الإدارة تواصل العمل مع تل أبيب لضمان إطلاق سراح الأسرى ومنع إيران من امتلاك سلاح نووي، واستغلال الفرص الاقتصادية الإقليمية كاتفاقيات "أبراهام".
لكن هذه التصريحات تتناقض مع ممارسات ميدانية أميركية تدل على رغبة في الحفاظ على مسافة عن جنون العدوان الإسرائيلي، مثل إعلان وقف إطلاق النار مع الحوثيين في اليمن رغم مطالبة الاحتلال بتصعيد ضد إيران، ما يعكس تفضيل ترامب للمصالح الأميركية على أجندة نتنياهو التوسعية.
مقترحات أميركية للهدنة وتخفيف الحصار
في إطار مساعي التهدئة، يعمل بحبح بالتنسيق مع مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الذي قدّم مؤخراً اقتراحاً جديداً لكل من الاحتلال و"حماس"، قد يُشكل أساساً لهدنة مؤقتة. ووفق مسؤولين أميركيين، فإن المقترح يتضمن ضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة، وهو ما رضخت له إسرائيل جزئياً يوم الأحد بعد حصار شامل استمر 11 أسبوعاً.
وقال وزير الخارجية، ماركو روبيو، خلال جلسة في الكونغرس، إن "إسرائيل يمكنها مواصلة عملياتها ضد حماس مع السماح في الوقت نفسه بدخول كميات كافية من المساعدات". وأضاف: "الأزمة الإنسانية في غزة واضحة للعيان، ولا يمكن إنكارها".
محاولة استثمار إطلاق أسير أميركي لدفع نحو اتفاق
تنظر الإدارة الأميركية إلى نجاح التواصل مع "حماس" في تأمين إطلاق الرهينة الأميركي كـ"بادرة حسن نية"، دفعتها إلى ترسيخ هذه القناة كوسيلة لدفع الأطراف نحو مفاوضات جدية. ومع ذلك، لم يمضِ وقت طويل على هذه التطورات حتى شن الاحتلال هجمات جديدة ضمن ما يسمى عملية "عربات جدعون" في شمال وجنوب القطاع، ما بدّد آمال التوصل إلى هدنة في المدى القريب.
نتنياهو يغضب ترامب مجددًا
وتشير مصادر مطلعة إلى أن غضب ترامب من نتنياهو ليس وليد اللحظة. فقد بدأ قبل ذلك، عندما عقد رئيس وزراء الاحتلال لقاءً خاصاً مع مستشار الأمن القومي الأميركي السابق، مايكل والتز، داخل البيت الأبيض لمناقشة خيارات عسكرية ضد إيران، وذلك قبل اجتماع مرتقب مع ترامب نفسه. وقد اعتُبر هذا التصرف محاولة للالتفاف على الرئيس الأميركي، ما ساهم لاحقًا في إقصاء والتز من منصبه.






