-
℃ 11 تركيا
-
2 أغسطس 2025
سياسيًا وعسكريًا: تصدعات داخل المجتمع الصهيوني واعتراف بإفلاس الاستراتيجية في غزة
سياسيًا وعسكريًا: تصدعات داخل المجتمع الصهيوني واعتراف بإفلاس الاستراتيجية في غزة
-
15 يوليو 2025, 2:56:47 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
متابعة: عمرو المصري
قال الباحث في الشأن العسكري والأمني، الدكتور رامي أبو زبيدة، رئيس تحرير موقع "180 تحقيقات"، إن التصريحات واستطلاع الرأي الصادر عن صحيفة يديعوت أحرونوت بالتعاون مع معهد دراسات الأمن القومي INSS، تظهر حجم الأزمة العميقة التي يعيشها كيان الاحتلال على المستويين العسكري والسياسي، في ضوء حرب غزة الممتدة منذ 21 شهرًا، والتي أفشلت معظم أهداف العدوان، وفتحت جراحًا داخلية يصعب رأبها.
مأزق التجنيد
وأوضح "أبو زبيدة"، في تحليل نشره عبر قناتة بمنصة تليجرام، أن نتائج الاستطلاع تشير إلى أن ما يقارب نصف الجمهور الإسرائيلي لم يعد يرى الخدمة القتالية كواجب وطني جامع. أكثر من 41% سيشجعون أبناءهم على رفض الخدمة إن أُعفي الحريديم، و45% لن يقبلوا بالخدمة القتالية حتى لو التحقوا بالجيش.
وأكد "أبو زبيدة" أن هذا يعكس تراجع الجبهة الداخلية المعنوية التي تشكّل أحد أركان قدرة الجيش على الاستمرار في المناورة طويلة الأمد، فدون قاعدة مجندين قوية ومقتنعة بالمهمة، فإن وحدة الجيش تفقد شرعيتها ودافعيتها.
وحول الدلالة السياسية، لفت إلى أن الاستطلاع يشي بعمق الانقسام داخل المجتمع الصهيوني، وهو انقسام يتجاوز السياسة ليصيب أسس العقد الاجتماعي العسكري، ويزيد من تصدعات الجبهة الداخلية، التي طالما اعتمدت عليها القيادات في الحروب الطويلة.
الاعتراف بتعذر الحسم الكامل في غزة
كما نوه "أبو زبيدة" إلى إجماع معظم المتحدثين في مؤتمر يديعوت والمعهد – من غادي آيزنكوت إلى تمير هيمان – على أن القضاء على حماس غير ممكن في المدى القريب، وأن المطلوب هو إدارة الصراع والتوصل إلى وقف إطلاق نار طويل الأمد، على غرار ما حصل مع إيران وحزب الله.
وشدد على أن هذا تحول واضح عن الخطاب السياسي المتشدد الذي رفع شعار "سنسحق حماس"، ويعكس واقعية قسرية فُرضت بفعل عجز الجيش على الأرض عن تحقيق الأهداف.
كما أن الدعوة إلى إعادة الإعمار مقابل نزع السلاح، ليست جديدة، ولكنها تفشل في ملاحظة أن المقاومة الفلسطينية بنت قدراتها رغم الحصار والتجويع، ولن تتخلى عنها مقابل أي وعود اقتصادية جوفاء، خاصة في ظل تجربة طويلة من الخداع الدولي والإسرائيلي.
الهروب إلى النموذج الإماراتي
وأشار الباحث العسكري إلى أن حديث يائير غولان عن "المقاول الإماراتي" كبديل عن حفر الأنفاق، يكشف رؤية أمنية استعلائية وعنصرية تجاه الفلسطيني، تقوم على تصور أن المال يمكن أن يشتري الإرادة الوطنية، ويستبدل روح المقاومة بمصالح فردية.
غير أن الرد العملي من غزة جاء مدويًا: فحتى في ذروة المجاعة والدمار، تخرج كمائن "حجارة داوود" وعمليات "الاستنزاف المركب"، لتثبت أن الشعب في غزة يختار البندقية والكمين والاشتباك، لا الراتب ولا المقاول.
المشهد العسكري الكابوسي
ووفق تحليل "أبو زبيدة"، يُختصر هذا في كلمات اللواء هيمان عن الكابوس الأكبر لسائقي الدبابات: أن يعلقوا أحياء داخلها وهي تشتعل، كما حدث مؤخرًا في جباليا. لكن المفارقة أن هذا الكابوس لم يعد نظريًا، بل أصبح واقعًا متكررًا بفعل عبوات القسام وقذائف الياسين.
يضطر الجيش إلى استخدام آليات مدنية بدل العسكرية المتآكلة، ويتكبد خسائر متزايدة في صفوف الوحدات الهندسية والدروع، فيما القرار السياسي يبحث عن تغطيات للهروب من المأزق لا مواجهته.
ما بين شقوق التجنيد، وتآكل الثقة الداخلية، وعجز المؤسسة العسكرية عن الحسم، وانفصال القيادة السياسية عن الواقع – يبدو الكيان أمام مفترق وجودي مع حرب استنزاف شاملة تقودها المقاومة، وتحولت فيها غزة من كيان محاصر إلى ثقب أسود يمتص قوات الاحتلال ويحرق أركانه ببطء.
وختم "أبو زبيدة" تحليله بالقول إن "في الميدان، القرار ليس بيد كنيست أو معهد دراسات.. بل في يد من يحفر نفقًا ويزرع عبوة ويرابط خلف سواتر بيت حانون وعبسان".









.jpeg)