تكبير الخط تصغير الخط

كتبت/ غدير خالد

في تصعيد جديد يُضاف إلى سلسلة الاعتداءات المتكررة، أفادت وكالة "سانا" الرسمية بأن طيران الاحتلال الصهيوني شنّ غارات جوية استهدفت وسط مدينة السويداء جنوبي سوريا مساء الثلاثاء، مخلّفًا دمارًا كبيرًا في الأبنية السكنية ومواقع حيوية وأثار حالة من الذعر بين المدنيين.

عدوان مباشر وسط المدينة

بحسب المصادر الميدانية، نفّذت الطائرات الحربية للاحتلال غارات متتالية على مواقع وسط السويداء، وهي منطقة تشتهر بكثافتها السكانية وتاريخها المدني البعيد عن أي وجود عسكري علني. وقد أسفر العدوان عن سقوط عدد من المصابين، بينهم نساء وأطفال، فيما هرعت فرق الإسعاف والدفاع المدني لانتشال الجرحى من تحت الأنقاض وسط نقص حاد في المعدات الطبية.

تحليل أولي ودلالات التصعيد

يرى مراقبون أن استهداف السويداء، وهي محافظة حافظت على قدر نسبي من الاستقرار خلال السنوات الماضية، يشير إلى محاولة الكيان الصهيوني توسيع دائرة التوتر داخل سوريا، وضرب أي جهود محلية لاحتواء النزاعات الداخلية. ويُعتقد أن العدوان يأتي في وقت تشهد فيه المحافظة اضطرابات أمنية داخلية، ما يجعل توقيت القصف مشوبًا بشبهات سياسية وأمنية.

ردود فعل رسمية ودعوات للمحاسبة

نددت الحكومة السورية عبر وزارة الدفاع بهذا العدوان "الغاشم"، مؤكدة أن استهداف السويداء يُعد انتهاكًا صريحًا لسيادة البلاد وللقانون الدولي. وطالبت سوريا المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوضع حد للعدوان الصهيوني الذي يستهدف المدنيين والبنية التحتية دون أي مبرر. كما دعت منظمات حقوقية إلى فتح تحقيق دولي في هذه الحادثة كجزء من سلسلة الاعتداءات التي تُرتكب بحق السوريين.

قلق دولي وصرخات محلية

في الوقت الذي عبّرت فيه بعض الدول عن "قلقها العميق" من التصعيد الأخير، يعيش أهالي السويداء حالة من الهلع وسط توقعات بأن يكون هذا العدوان بداية لموجة جديدة من التوترات العابرة للحدود، ما يستدعي تحركًا سريعًا لحماية السكان ومنع الاحتلال الصهيوني من الاستمرار في تنفيذ سياسات القصف الممنهج بحق المدن الآمنة.