الجيش الإسرائيلي في حالة استنفار دائم

تغيُّر تكتيكات المقاومة يُربك الاحتلال: جرأة متصاعدة ومحاولات أسر جنود في غزة

profile
  • clock 14 يوليو 2025, 4:00:00 م
  • eye 426
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

محمد خميس

تشهد المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة تحولًا نوعيًا في تكتيكات المواجهة العسكرية مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، في ظل العدوان المتواصل منذ أكثر من 21 شهرًا. ووفقًا لتقارير إسرائيلية، فإن المقاومة تعتمد مؤخرًا على احتكاك مباشر وجرأة متزايدة، تُنذر بإمكانية أسر جنود إسرائيليين في أي لحظة، وهو ما يربك الحسابات العسكرية لجيش الاحتلال.

المقاومة تفاجئ الجيش بتكتيكات جديدة

بحسب ما أوردته صحيفة "يسرائيل هيوم"، تبنّت المقاومة في الأسابيع الأخيرة أسلوبًا قتاليًا يقوم على التضحية والمباغتة، مخالفًا لنهج العمليات الخاطفة سابقًا. وأشارت الصحيفة إلى أن عملية محاولة أسر الجندي أفراهام عازولاي في خان يونس كانت دليلًا واضحًا على تغير استراتيجية المقاومة.

وقد قُتل الجندي الإسرائيلي بينما كان يعمل على جرافة عسكرية بعد استهداف المركبة من قبل عناصر المقاومة، في وقت كانت فيه القوات الإسرائيلية تتمركز في قلب المدينة ضمن خطة لتطويق مراكز القيادة الفلسطينية.

الجيش الإسرائيلي في حالة استنفار دائم

في أعقاب العملية، أصدرت القيادة العسكرية توجيهات مشددة للوحدات الميدانية بالبقاء على أقصى درجات اليقظة، مع إجراء تقييمات دورية لاستخلاص الدروس وتجنُّب تكرار الخسائر. ومع ذلك، فإن تكيّف المقاومة وابتكارها لأساليب قتالية جديدة يضع تحديات غير مسبوقة أمام قادة الجيش.

وتساءلت الصحيفة الإسرائيلية عن مدى جدوى اقتحام المنازل بعد أن زرعت المقاومة متفجرات داخل بعضها، ما أدى إلى إصابات مباشرة في صفوف الجنود، كما طرحت أسئلة حول كيفية تأمين المركبات المدرعة بشكل أفضل.

حرب عصابات تُنهك الاحتلال

من جهته، وصف الجنرال الإسرائيلي المتقاعد يسرائيل زيف – الرئيس السابق لشعبة العمليات في الجيش – ما يحدث في غزة بـ"حرب العصابات المروّعة"، مضيفًا أنها تُقلّل كثيرًا من إنجازات الجيش الإسرائيلي. وحذر زيف في مقابلة مع القناة 12 من أن الحرب تسير بلا وضوح في الأهداف وقد تستمر لسنوات في ظل "شعارات النصر الفارغة".

وأكد أن المقاومة الفلسطينية تعتمد تكتيكات الكر والفر والهجمات الخاطفة، ما يُصعب على الجيش الإسرائيلي التحكم الكامل في مسار المعركة.

أزمة داخل وحدات النخبة الإسرائيلية

وفي تطور لافت، تحدث جنود من وحدات النخبة الإسرائيلية (مثل الكوماندوز و"ماجلان") عن استياء متزايد بسبب تكليفهم بمهام غير معتادة تتجاوز ما تدربوا عليه، نتيجة النقص الحاد في القوى البشرية بعد مقتل وجرح نحو 10 آلاف جندي.

وأكدت القناة 12 أن بعض المهام تمتد لـ12 ساعة متواصلة، ما أدى إلى تململ داخلي متزايد في صفوف القوات.

المقاومة تُظهر تماسُكًا في القيادة والتخطيط

وفي سياق متصل، أشار الخبير العسكري العقيد الركن المتقاعد نضال أبو زيد إلى أن العمليات المتزامنة التي نفذتها المقاومة في كل من خان يونس وحي الشجاعية، تدل على أن المقاومة لا تزال تُحافظ على تخطيط مركزي وتنفيذ لامركزي، ما يعكس تماسك منظومتها القيادية والعسكرية رغم الظروف الميدانية القاسية.

التعليقات (0)