تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

تشهد الساحة السورية تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق، مع إعلان الجيش الإسرائيلي تنفيذه أكثر من 160 ضربة جوية ضد أهداف سورية منذ الليلة الماضية، فيما تتحدث التقديرات الأمنية الإسرائيلية عن أيام قادمة من القتال المفتوح في عمق الأراضي السورية.

تصعيد واسع: دمشق والسويداء تحت القصف

استهدفت الغارات الإسرائيلية مقر رئاسة الأركان السورية ومواقع محيطة بـالقصر الرئاسي في دمشق، كما طالت مدينة درعا ومحافظة السويداء في الجنوب.
وأعلنت وزارة الصحة السورية عن مقتل شخص وإصابة أكثر من 28 آخرين، وسط دمار واسع وإغلاق مؤقت للمجال الجوي الجنوبي.

وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن الهجمات شملت مقار حكومية ومراكز قيادة عسكرية، وإن الجيش يستعد لنقل فرقتين عسكريتين إلى الجولان، فيما بدأ تحويل طائرات قتالية من جبهة غزة إلى الجبهة السورية.

ذريعة "حماية الدروز"... ورسائل إسرائيلية

في تبرير علني نادر، أعلن الجيش الإسرائيلي أن عملياته تتم بناء على توجيهات المستوى السياسي لحماية ما وصفه بـ"التحالف الوثيق مع الدروز"، وذلك بعد عبور عشرات الشبان الدروز من الداخل الفلسطيني إلى سوريا مرتين خلال 24 ساعة.

وأكد وزير الدفاع السابق بيني غانتس أن "الدروز في سوريا باتوا ضمن معادلة الأمن القومي الإسرائيلي"، فيما قال الجيش إن "اجتياز السياج دون تنسيق يعرض القوات للخطر ويجب وقفه".

اتفاق تهدئة في السويداء... هل يصمد؟

وسط هذه التطورات، أعلن شيخ عقل طائفة الدروز في سوريا، يوسف جربوع، التوصل إلى اتفاق شامل مع الدولة السورية يشمل وقفًا تامًا لإطلاق النار إخراج العناصر الخارجة عن القانون , اندماج السويداء أمنيًا ضمن مؤسسات الدولة

ونقلت "سانا" عن مصدر أمني أن الحواجز العسكرية انتشرت داخل المدينة ضمن خطة لفرض الأمن بعد أسابيع من التوترات.

مواقف دولية: إدانة وتحذير وقلق

الخارجية التركية وصفت الهجمات الإسرائيلية بأنها "عمل تخريبي يهدف إلى إفشال مساعي السلام السورية".

وزير الخارجية الأمريكي أعرب عن "قلق بالغ" ودعا إلى وقف القتال، مؤكدًا أن واشنطن على تواصل مع جميع الأطراف.

الرئيس اللبناني أدان الغارات معتبرًا إياها "انتهاكًا لسيادة دولة عربية شقيقة".

المبعوث الأمريكي لسوريا شدد على ضرورة "الحوار الهادف ووقف دائم لإطلاق النار"، مشيدًا ببيان الرئاسة السورية حول السويداء.

فصائل المقاومة: دعم لسوريا وإدانة للعدوان

أدانت حركتا حماس والجهاد الإسلامي الغارات الإسرائيلية، ووصفتا العدوان بأنه "إرهاب منظم يستهدف وحدة سوريا واستقرارها"، داعيتين إلى موقف عربي وإسلامي موحّد لوقف التصعيد.

ختام تحليلي: نحو مواجهة إقليمية؟

بينما تحذر أوساط أمنية إسرائيلية من "تصاعد القتال لأيام مقبلة"، تؤكد التقارير أن نتنياهو ووزير الدفاع يعقدان اجتماعات أمنية طارئة لتقييم الوضع. وفي ظل نقل القوات وارتفاع وتيرة القصف، يرى محللون أن سوريا قد تكون على أعتاب جبهة جديدة مفتوحة، في لحظة إقليمية شديدة الحساسية تمتد من غزة إلى لبنان والعراق.