الحسين عليه السلام كفكرة

سجاد الياسري يكتب:حسين النهضه والاصلاح

profile
سجاد الياسري إعلامي وصحفي عراقي
  • clock 20 يونيو 2025, 11:08:14 ص
  • eye 422
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
الحسين عليه السلام


إن الحسين عليه السلام رسالة إنسانية واجتماعية ارسلة الله لعبادة المؤمنين لترسيخ مكارم الأخلاق والثورة على السلطان الجائر على الرعية وهذا . نراه جلياً في كلام الإمام الحسين... حين قال  ﴿مثلي لا يُبايع مثله﴾  نظراً نجد انا امام قصد  ليس اي شخص يجوز له البعة. 

 

 ‏مقاله بخطبة﴿ اني لم اني اخرج شراً ولابطرا ان ما خرجة لطلب اصلاح بأمة جدي رسول الله﴾ من جميع اقوال الامام الحسين ايش الدنيا هذا القول الاشر او البطر ان الحسين لم يكن الا انسانا اراد الاصلاح في حكم سلطان جائر الذي كان يستبيح محرم الله ويحرم حال الله..


 وفي قول اخر ايضا قال الحسين(  ان داعي إبن الدعي قدركز اثنتين بين السله والذلة فهيهاة من الذله يا اباها لنا الله ورسوله) لكن كيف يمكن لثورة حصلت قبل ١٤٠٠ سنة ان تكون غير مكتملة لحد الان، بعد هذا التاريخ الطويل من انطلاقها الاول..


قطعا، لهذا التساؤل وجاهته ومبرراته إذا كنا نفهم ما جرى في العاشر من محرم الحرام سنة 61 للهجرة النبوية بمقاييس الثورات الاعتيادية التي ألفها البشر في علاقاتهم فيما بينهم من جهة، او بينهم وبين حكامهم من جهة أخرى، والتي تقترن بتحولات سريعة وتقلبات عنيفة غالبا ما تنتهي الى نتائج تخالف الأهداف النبيلة التي انطلقت منها. اما عندما نقف إزاء ثورة وثائر بوزن الحسين عليه السلام الروحي والاجتماعي، وفي زمن حرج من تاريخ ظهور الإسلام، فالأمر بحاجة الى دراسة وتأمل بطريقة اخرى. لا نريد الخوض طويلا في الحديث عن شخصية الحسين عليه السلام وظروف خروجه على السلطة؛ لأن هذا الامر بات معلوما للقاصي والداني، وقد ملئ الحديث فيه ملايين الصفحات من الكتب عبر التاريخ، ولكن طالما ذكرنا ان الثورة الحسينية لم تكتمل، فمن حق القارئ ان يحصل على تفسير لذلك ولو بشكل مختصر.

 

يدل تاريخ الثورات على اختلاف اشكالها ومنطلقاتها على ان أي ثورة لا توصف بكونها ثورة ما لم تقود الى احداث تغيير جذري في المجتمع الذي تحصل فيه، حتى تكون الأمور بعد الثورة مختلفة تماما عما كانت عليه قبلها، على مستوى السياسة والاجتماع والاقتصاد والثقافة. هكذا فعلت الثورة الفرنسية 1789م ، والثورة الامريكية 1775م ، والثورة البلشفية 1917م ... وعندما نتحدث عن ثورة قام بها الحسين عليه السلام قد نوصف من قبل بعض المختصين في علم الاجتماع والسياسة بكوننا مغالين او مبالغين، بحجة أن الحدث اقرب الى تمرد منه الى ثورة، لأن مظاهر الثورة لم تتحقق فيه، فالسلطة الظالمة لم تتغير واستمرت بالوجود لأكثر من ثمانين سنة لاحقة، وحتى السلطة التي اعقبتها لم تختلف عنها كثيرا في سيرتها واستمرت بالوجود لأكثر من 500 سنة اخرى، ونفس الحجة سيتم ايرادها بشكل أو آخر عن تأثير الثورة في مجالات الحياة الأخرى المرتبطة بالثقافة والاجتماع والاقتصاد... وانكار هذه الحجج من قبل المحبين للحسين عليه السلام  والتمادي بالقول انها ثورة حصلت وحققت أهدافها في الزمان والمكان الذي جرت فيه لن يسلم من الطعن. اما الزعم ان الحدث هو نهضة او حركة او قضية فذلك سيبعده عن مراميه الصحيحة ويضعف قوة زخمه وتأثيره، حتى لو جادل أصحاب هذا الرأي بالقول: ان المفردات الأخيرة لها بعد أوسع وأعمق من بعد الثورة، وذلك لأسباب كثيرة يعرفها المختصون بعلم السياسة، وقد يناصرهم في ذلك زملاء لهم من علم الاجتماع.

 

إذا، البديل الأنسب هو ان نطلق على ما جرى وبثقة تامة انه ثورة. ثورة استطاعت في وقتها ان تحرك جمود المجتمع وتعصف بسلبيته، وتنزع عن السلطة شرعيتها وتضليلها، وتلهم اخرين للخروج عليها ومقارعتها والصراخ في وجهها. ولكن فهم حدود ثورة الامام الحسين عليه السلام بهذا الشكل فقط فيه ظلم كبير لها، لأن حدودها ابعد من ذلك، وأكثر أهمية، وعدم بلوغ الحدود الاخيرة يجعلها مستمرة وغير مكتملة. والسؤال هو كيف؟

 

الحسين عليه السلام كفكرة


لم يكن الحسين عليه السلام مجرد حدث مأساوي تعرض له انسان برئ وشريف وعظيم الشأن نتيجة حماقة واستبداد وسوء السلطة الحاكمة، بل هو فكرة شعارها الحرية وهدفها السلام والكرامة للبشر في ظل حكومة عادلة لا بغي فيها ولا تجاوز على الحقوق والحريات. وكانت هذه الفكرة ولا زالت حلم الفلاسفة، ولحن الشعراء والادباء، وطموح بني البشر بصرف النظر عن اديانهم ومذاهبهم واعراقهم وتوجهاتهم الفكرية. ولكن ليس كل البشر مستعدين للتضحية من اجل هذه الفكرة؛ لأسباب كثيرة اما جهلا او طمعا او خوفا ... فأراد الحسين عليه السلام أن يضرب للناس مثلا، قل نظيره، في التضحية من اجل ما يؤمن به. فكان الموت في سبيل الحرية كرامة وسعادة، والعيش مع الظلم والعبودية برما وشقاء لا يقوى على تحمله الانسان الحر. نعم كان الحسين الانسان حرا تماما وغير مستعد للتنازل عن حريته، لذا لم يستجب الى الإغراء او التهديد المنتج للعبودية والممهد للطغيان. ولأن الثورة الحسينية تحمل هذه الفكرة فلا يمكن ان تكون قد حققت أهدافها في ظل تاريخ طويل من العبودية والظلم في بلاد المسلمين وغيرهم، بل ومع وجود هذا الكم الهائل من العنف الذي نراه اليوم بين البشر اتجاه بعضهم البعض لأسباب مختلفة.

 

ان بقاء حالة الظلم والعنف بين الناس، مع وجود بشر مستعدين للتنازل عن حريتهم والعيش حياة الذل في نير الاستبداد والفساد، يعني بقاء الثورة الحسينية غير مكتملة، وبقاء ثوارها يستصرخون الناس لينتصروا لكرامتهم المهانة، وحقوقهم المسلوبة.

 

#الحسين عليه السلام  اساس الدين


عادة يعمد البعض الى انتقاد المسلمين لأنهم تأخروا كثيرا في القيام بحركة اصلاح ديني، كما حصل في حركة الإصلاح البروتستانتي المسيحي في القرن الخامس عشر وما تلاه، ويعدون هذا الامر سببا في تأخر المسلمين في الوقت الحاضر. الا ان الحقيقة المسكوت عنها او التي يجري تجاهلها واغفالها ان المسلمين سبقوا غيرهم كثيرا في اجراء حركة الإصلاح الديني من خلال ثورة الحسين عليه السلام


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)