-
℃ 11 تركيا
-
14 أغسطس 2025
زيلنسكي يطالب بضغط اقتصادي إضافي على روسيا ويؤكد تمسكه بوحدة أراضي أوكرانيا قبل محادثات ألاسكا
محادثات ألاسكا: الأمل في تقدم دبلوماسي
زيلنسكي يطالب بضغط اقتصادي إضافي على روسيا ويؤكد تمسكه بوحدة أراضي أوكرانيا قبل محادثات ألاسكا
-
13 أغسطس 2025, 2:40:03 م
-
418
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
زيلنسكي
محمد خميس
دعوة لزيادة الضغط عبر العقوبات الاقتصادية
في تصريحات جديدة تعكس موقف أوكرانيا الثابت في مواجهة الحرب المستمرة مع روسيا، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي المجتمع الدولي إلى ممارسة ضغط إضافي على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من خلال العقوبات الاقتصادية، بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
زيلنسكي شدد على أن العقوبات يجب أن تكون أكثر شمولاً وفعالية، بحيث تمس القطاعات الحيوية للاقتصاد الروسي، مؤكداً أن الضغط الاقتصادي والدبلوماسي هو السبيل لإجبار موسكو على الجلوس إلى طاولة المفاوضات بجدية.
لا تنازل عن الأراضي الأوكرانية
وفي سياق متصل، أكد زيلنسكي أن أوكرانيا لن تتخلى عن أي جزء من أراضيها في إقليم دونباس، رافضاً بشكل قاطع أي نقاش حول وحدة الأراضي الأوكرانية. وأضاف أن هذه المسألة تمثل "خطاً أحمر" بالنسبة لكييف، وأن أي اتفاق سلام يجب أن يحترم السيادة الوطنية والحدود المعترف بها دولياً.
الرئيس الأوكراني أشار إلى أن التخلي عن أي أراضٍ لصالح روسيا سيكون بمثابة مكافأة للعدوان، وهو أمر غير مقبول من الناحية الأخلاقية والسياسية، مؤكداً أن الشعب الأوكراني يقف خلف قيادته في الدفاع عن وحدة البلاد.
محادثات ألاسكا: الأمل في تقدم دبلوماسي
زيلنسكي عبّر عن أمله في أن يكون وقف إطلاق النار هو الموضوع الرئيسي لمحادثات ألاسكا المرتقبة، والتي ستشهد مشاركة وفود دولية تسعى إلى إيجاد مخرج دبلوماسي للأزمة. وأوضح أن هذه المحادثات تمثل فرصة مهمة لاختبار مدى جدية الأطراف في إنهاء الحرب وبدء مسار سياسي شامل.
كما شدد على ضرورة أن تتضمن المحادثات ضمانات أمنية واضحة لأوكرانيا، بما يمنع تكرار الاعتداءات ويؤسس لسلام دائم في المنطقة.
خلفية النزاع في دونباس
إقليم دونباس في شرق أوكرانيا كان وما زال محور النزاع المسلح منذ عام 2014، حين بدأت المواجهات بين القوات الأوكرانية والانفصاليين المدعومين من روسيا. ومع اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير 2022، أصبح دونباس مسرحاً للمعارك الأكثر ضراوة، حيث تسعى موسكو للسيطرة الكاملة عليه.
ورغم الخسائر البشرية والمادية الهائلة، تصر كييف على الدفاع عن الإقليم باعتباره جزءاً لا يتجزأ من الدولة الأوكرانية، رافضة أي حلول وسط تتضمن التخلي عن السيادة عليه.
أهمية العقوبات الاقتصادية في الصراع
منذ بداية الحرب، فرضت الدول الغربية حزم متتالية من العقوبات الاقتصادية على روسيا، شملت:
تجميد أصول البنوك والمؤسسات المالية.
حظر تصدير التكنولوجيا المتقدمة وقطع الغيار.
قيود على استيراد الطاقة الروسية.
عقوبات فردية على شخصيات سياسية واقتصادية بارزة.
ويرى زيلنسكي أن توسيع نطاق العقوبات ليشمل قطاعات جديدة مثل المعادن النادرة والشحن البحري، سيزيد من الضغوط على موسكو ويجبرها على إعادة النظر في استراتيجيتها العسكرية.
الموقف الدولي: بين الدعم والحذر
المجتمع الدولي منقسم في مواقفه تجاه الحرب الأوكرانية:
الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يدعمان أوكرانيا سياسياً وعسكرياً، ويواصلان فرض عقوبات صارمة على روسيا.
بعض الدول الآسيوية تلتزم الحياد أو تتبنى مواقف متوازنة، داعية إلى الحوار دون الانحياز لأي طرف.
المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة تدعو باستمرار إلى وقف إطلاق النار وحماية المدنيين، لكنها تفتقر إلى القدرة التنفيذية لفرض القرارات.
تحليل: أوراق القوة في المفاوضات المقبلة
يرى خبراء السياسة الدولية أن تصريحات زيلنسكي الأخيرة تهدف إلى:
تعزيز موقف أوكرانيا التفاوضي قبل محادثات ألاسكا.
إبقاء الضغط الدولي على روسيا عبر العقوبات.
طمأنة الداخل الأوكراني بأن الحكومة لن تقدم تنازلات إقليمية.
كما أن الإصرار على وحدة الأراضي يعكس محاولة كييف منع أي سيناريو مشابه لاتفاقيات سابقة، مثل اتفاق "مينسك" الذي لم ينجح في إنهاء النزاع بشكل دائم.
آفاق الحل السياسي
نجاح محادثات ألاسكا في تحقيق تقدم نحو وقف إطلاق النار يعتمد على عدة عوامل، أبرزها:
استعداد روسيا لقبول تسوية سياسية تحفظ ماء الوجه.
ضمانات أمنية قوية من الدول الكبرى لحماية أوكرانيا.
التزام المجتمع الدولي بمواصلة الضغط السياسي والاقتصادي على موسكو.
لكن في ظل التعقيدات الميدانية والاختلافات العميقة بين الطرفين، تبقى فرص التوصل إلى اتفاق شامل مرهونة بمدى استعداد الأطراف لتقديم تنازلات متبادلة.
تصريحات زيلنسكي اليوم تؤكد أن أوكرانيا تدخل محادثات ألاسكا وهي متمسكة بوحدة أراضيها، وفي الوقت نفسه تطالب بـ تصعيد الضغط الاقتصادي على روسيا لانتزاع وقف لإطلاق النار. وبينما يترقب العالم نتائج هذه المفاوضات، يبقى السؤال المطروح: هل ستنجح الدبلوماسية هذه المرة في إخماد نيران الحرب، أم أن المعارك ستستمر بلا أفق واضح؟








