-
℃ 11 تركيا
-
14 أغسطس 2025
غزة تحت النار: 70 شهيداً منذ فجر اليوم بينهم 42 في مدينة غزة و26 من طالبي المساعدات
حصيلة دامية منذ الصباح
غزة تحت النار: 70 شهيداً منذ فجر اليوم بينهم 42 في مدينة غزة و26 من طالبي المساعدات
-
13 أغسطس 2025, 2:33:04 م
-
416
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
محمد خميس
أفادت مصادر طبية في مستشفيات قطاع غزة اليوم بأن حصيلة الشهداء ارتفعت إلى 70 منذ ساعات الفجر، في أعقاب تصعيد عسكري إسرائيلي استهدف مناطق متفرقة من القطاع. وأوضحت المصادر أن من بين هؤلاء الشهداء 42 مواطناً قضوا في مدينة غزة جراء قصف عنيف استهدف الأحياء السكنية المكتظة بالمدنيين.
المصادر ذاتها أكدت أن 26 من الشهداء هم من طالبي المساعدات الإنسانية، كانوا يتجمعون في نقاط توزيع الإغاثة بمناطق عدة داخل القطاع، في وقت يشهد فيه الوضع الإنساني تدهوراً غير مسبوق بسبب الحصار ونقص الإمدادات.
استهداف طالبي المساعدات: جريمة مضاعفة
بحسب روايات شهود العيان، فإن قوات الاحتلال الإسرائيلي قصفت بشكل مباشر مناطق تجمع المدنيين الذين كانوا ينتظرون حصصهم من المساعدات الغذائية والمياه، وهو ما تسبب في سقوط عدد كبير من الضحايا بينهم نساء وأطفال.
الهجوم على طالبي المساعدات ليس الحادثة الأولى، حيث تكررت مثل هذه الجرائم في الأسابيع الأخيرة، ما أثار موجة من الإدانات الدولية ومطالبات بفتح تحقيقات عاجلة لمحاسبة المسؤولين عنها.
مدينة غزة: قلب المأساة
في مدينة غزة، تركز القصف الإسرائيلي على أحياء سكنية وسط المدينة، حيث دمرت عدة منازل على رؤوس ساكنيها. وأفادت فرق الإنقاذ بأن عمليات البحث تحت الأنقاض مستمرة، في ظل نقص المعدات وصعوبة الوصول إلى بعض المناطق بسبب الانهيارات وركام المباني.
الهلال الأحمر الفلسطيني أكد أن طواقمه تعمل على مدار الساعة رغم المخاطر، مشيراً إلى أن عدد الجرحى يتجاوز قدرة المستشفيات على الاستيعاب، ما يضطر الفرق الطبية إلى معالجة المصابين في الممرات وأروقة المستشفيات.
الأزمة الإنسانية في ذروتها
الوضع الإنساني في غزة يزداد تدهوراً مع كل يوم يمر تحت الحصار والقصف، حيث يعاني السكان من:
انقطاع شبه كامل للكهرباء، مما يعرقل تشغيل المعدات الطبية وأجهزة الإنقاذ.
شح حاد في المياه، ما يجبر الأهالي على الاعتماد على مصادر غير آمنة.
انهيار القطاع الصحي، مع نقص الأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية.
ندرة المواد الغذائية، خاصة بعد استهداف طرق الإمداد ومراكز التخزين.
منظمة الصحة العالمية حذرت من أن استمرار استهداف المراكز الطبية وطالبي المساعدات سيؤدي إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة.
مواقف دولية متباينة
فيما تصاعدت الإدانات من قبل بعض الدول والمنظمات الدولية، لا يزال الموقف على الأرض دون أي تغيير يذكر.
الأمم المتحدة دعت إلى وقف فوري لإطلاق النار وفتح ممرات إنسانية آمنة.
الاتحاد الأوروبي أعرب عن "قلقه العميق" من استهداف المدنيين، مطالباً بالالتزام بالقانون الدولي الإنساني.
في المقابل، تواصل بعض الدول الغربية دعمها السياسي والعسكري لإسرائيل، وهو ما يثير جدلاً واسعاً حول ازدواجية المعايير في التعامل مع الأزمات الإنسانية.
شهادات من الميدان
أبو محمد، أحد الناجين من قصف استهدف منطقة توزيع مساعدات، قال: "كنا نقف في طابور طويل بانتظار الحصول على الدقيق والماء، وفجأة سمعنا انفجاراً هائلاً، ورأيت العشرات يسقطون أرضاً، بعضهم لم يتحرك أبداً".
في مستشفى الشفاء، الطبيبة أمل أشارت إلى أن معظم الإصابات التي وصلت اليوم ناجمة عن شظايا وانفجارات مباشرة، مضيفة: "المأساة تتكرر كل يوم، والضحايا غالباً من الأطفال والنساء".
المجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي
تضع هذه التطورات المجتمع الدولي أمام اختبار أخلاقي وإنساني، إذ يتعين على الدول والمؤسسات الحقوقية التحرك لوقف الانتهاكات وحماية المدنيين. الخبراء يحذرون من أن استمرار الصمت الدولي سيؤدي إلى ترسيخ سياسة العقاب الجماعي ضد سكان غزة.
كما أن استهداف طالبي المساعدات يطرح تساؤلات حول مدى التزام الاحتلال بالقوانين الدولية التي تحظر الاعتداء على المدنيين والأعيان الإنسانية.
حصيلة اليوم في غزة – 70 شهيداً منذ الفجر، بينهم 42 في مدينة غزة و26 من طالبي المساعدات – ليست مجرد أرقام، بل قصص لعائلات فقدت أحباءها وأحياء تحولت إلى أنقاض. ومع غياب أي أفق لوقف إطلاق النار، يظل المدنيون في القطاع هم الضحية الأولى للصراع، في انتظار تحرك عالمي حقيقي يضع حداً لهذه المأساة.








