السلام المشروط بالضمانات الأمنية

تصريحات ماكرون حول أوكرانيا ولقاء ترمب–بوتين تتزامن مع مجزرة إسرائيلية شمال غزة

profile
  • clock 13 أغسطس 2025, 2:26:54 م
  • eye 433
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
ماكرون

محمد خميس

ترمب وبوتين: بوادر تفاوض ووقف لإطلاق النار في أوكرانيا

أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في تصريحات صحفية اليوم، أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب أبلغه بأن تبادل الأراضي في الأزمة الأوكرانية لا يمكن التفاوض عليه إلا من خلال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي، في إشارة واضحة إلى تمسك ترمب بمبدأ السيادة الأوكرانية في أي تسوية سياسية.

وأكد ماكرون أن ترمب أبدى، خلال لقائه الأخير مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا، رغبته في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في أقرب وقت ممكن، ما يفتح الباب أمام إمكانية حدوث اختراق في المفاوضات بين موسكو وكييف، خاصة في ظل الجمود العسكري المستمر منذ أشهر.

السلام المشروط بالضمانات الأمنية

وفي سياق متصل، شدد ماكرون على أنه لا يمكن تحقيق سلام دائم في أوكرانيا دون وجود ضمانات أمنية حقيقية لجميع الأطراف، مؤكداً أنه لا حل للأزمة الأوكرانية بدون حضور الرئيس زيلنسكي على طاولة المفاوضات. 

وأضاف: "أي اتفاق يتم التوصل إليه يجب أن يكون شاملاً ويضمن أمن أوكرانيا، وكذلك استقرار أوروبا على المدى الطويل".

هذه التصريحات تأتي في وقت تشهد فيه الساحة الدولية تحركات دبلوماسية متسارعة، حيث يراقب المجتمع الدولي عن كثب نتائج اللقاءات التي جمعت ترمب وبوتين، وما قد تحمله من انعكاسات على مسار الحرب في أوكرانيا.

غزة: الاحتلال الإسرائيلي يرتكب مجزرة بحق عناصر تأمين المساعدات

12 شهيداً في شمال غزة

بالتوازي مع التطورات على الساحة الأوكرانية، يعيش قطاع غزة يوماً دامياً جديداً، إذ أفادت مصادر طبية في مستشفيات غزة بسقوط 12 شهيداً منذ صباح اليوم جراء غارات إسرائيلية استهدفت عناصر تأمين المساعدات الإنسانية شمال مدينة غزة.

الهجوم الإسرائيلي جاء في وقت كان فيه عدد من عناصر الأمن الفلسطيني يعملون على تنظيم توزيع المساعدات على المدنيين في المناطق الشمالية، ما أدى إلى وقوع مجزرة أودت بحياة العديد من الشبان الذين كانوا يحمون قوافل الإغاثة.

استهداف ممنهج لفرق الإغاثة

هذا القصف ليس الأول من نوعه، إذ يتهم مسؤولون محليون سلطات الاحتلال باتباع سياسة ممنهجة لاستهداف عناصر تأمين المساعدات، بهدف إحداث حالة من الفوضى وإعاقة وصول الغذاء والدواء إلى آلاف العائلات المحاصرة في القطاع.

شهود عيان أكدوا أن الغارات وقعت بشكل مفاجئ ودون أي تحذير مسبق، ما تسبب في حالة هلع بين المدنيين المتواجدين في المنطقة، خصوصاً النساء والأطفال الذين كانوا ينتظرون دورهم للحصول على المساعدات.

الأزمة الإنسانية في غزة تتفاقم

مع استمرار الحصار الإسرائيلي والقصف المكثف، باتت الأوضاع الإنسانية في غزة كارثية بكل المقاييس.

ندرة الغذاء: آلاف العائلات تعاني من نقص حاد في المواد الغذائية الأساسية.

أزمة المياه: شح المياه الصالحة للشرب يدفع السكان للاعتماد على مصادر غير آمنة.

انهيار القطاع الصحي: المستشفيات تعمل فوق طاقتها، وتفتقر للأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية.

الأمم المتحدة حذرت مراراً من أن استمرار الوضع على ما هو عليه قد يؤدي إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة في القطاع، خاصة مع تزايد أعداد النازحين والجرحى.

المجتمع الدولي أمام اختبار جديد

التطورات الميدانية في غزة، إلى جانب التحركات الدبلوماسية بشأن أوكرانيا، تضع المجتمع الدولي أمام اختبار مزدوج، حيث يجب التعامل مع أزمتين إنسانيتين وسياسيتين في آن واحد.

في حين تسعى القوى الكبرى إلى تقريب وجهات النظر بين روسيا وأوكرانيا، يطالب ناشطون ومنظمات حقوقية بضرورة وقف فوري لإطلاق النار في غزة، وفتح ممرات إنسانية آمنة لضمان وصول المساعدات للمدنيين.

تصريحات ماكرون عن مواقف ترمب وبوتين من الحرب الأوكرانية تكشف عن بوادر انفراج محتملة في الصراع، لكنها تظل رهناً بمدى التزام الأطراف بضمانات أمنية متبادلة وحضور زيلنسكي في المفاوضات.

أما في غزة، فإن المجازر الإسرائيلية واستهداف عناصر تأمين المساعدات تؤكد أن الأزمة الإنسانية تتطلب تحركاً عاجلاً من المجتمع الدولي، ليس فقط لوقف نزيف الدم، بل لضمان حياة كريمة لملايين المدنيين الذين يدفعون ثمن الصراعات السياسية والعسكرية.

التعليقات (0)