تكبير الخط تصغير الخط

كتبت/ غدير خالد

في خطوة تعكس عمق العلاقات التاريخية بين مصر ولبنان، استقبل الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، رئيس الوزراء اللبناني الدكتور نواف سلام، في أول زيارة رسمية له إلى القاهرة منذ توليه منصبه. وتأتي هذه الزيارة في إطار تعزيز التعاون الثنائي والتنسيق المشترك في ظل التحديات الإقليمية المتصاعدة، وعلى رأسها تداعيات العدوان الإسرائيلي المستمر على الجنوب اللبناني.

علاقات أخوية تتجدد

رحّب الوزير عبد العاطي برئيس الوزراء اللبناني، مشيدًا بما تمثله زيارته من دفعة قوية لمسار العلاقات الثنائية، ومؤكدًا دعم مصر الكامل لجهود الحكومة اللبنانية في الحفاظ على أمن واستقرار البلاد، وبسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية، بما فيها المناطق التي لا تزال تعاني من آثار الاحتلال الإسرائيلي.

تنسيق متصاعد وتطلعات مشتركة

أعرب الجانبان عن ارتياحهما للزخم المتنامي في العلاقات المصرية-اللبنانية خلال الأشهر الأخيرة، مشددين على أهمية استمرار هذا النسق من التشاور والتنسيق، بما يواكب تطلعات الشعبين الشقيقين ويعزز قدرتهما على مواجهة التحديات الإقليمية، خاصة في ظل الأوضاع المتوترة في قطاع غزة والجنوب اللبناني.

تعاون اقتصادي واستعدادات للجنة العليا

أكد الوزيران حرصهما على الارتقاء بمستوى العلاقات إلى آفاق أرحب، لا سيما في المجالات الاقتصادية والتجارية، وأعربا عن تطلعهما لعقد الدورة العاشرة للجنة العليا المشتركة بين البلدين، برئاسة رئيسي الوزراء، خلال العام الجاري في القاهرة. ومن المتوقع أن تناقش اللجنة ملفات إعادة الإعمار في لبنان، ودور الشركات المصرية في دعم البنية التحتية اللبنانية المتضررة من العدوان الإسرائيلي الأخير.

تصريحات رسمية: دعم ثابت في وجه الاحتلال

وفي بيان مشترك، شدد الطرفان على أهمية دعم المجتمع الدولي لمؤسسات الدولة اللبنانية، وعلى رأسها الجيش، لتمكينه من أداء مهامه الوطنية، خاصة في المناطق التي تشهد انتهاكات متكررة من قبل الكيان الصهيوني. وقال الوزير عبد العاطي:

"مصر تقف إلى جانب لبنان في مواجهة أي عدوان، وتدعم سيادته ووحدة أراضيه دون استثناء."

زيارة رئيس الوزراء اللبناني إلى مصر تمثل محطة استراتيجية في مسار العلاقات الثنائية، وتؤكد التزام القاهرة بدعم لبنان في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية، وعلى رأسها تداعيات الاحتلال الإسرائيلي. وبينما تتجه الأنظار إلى انعقاد اللجنة العليا المشتركة، يبقى التنسيق المصري-اللبناني ركيزة أساسية في تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي.