تكبير الخط تصغير الخط

صرّح رئيس الأركان الروسي، الجنرال ألكسندر نوفاك، خلال اجتماع بالكرملين يوم السبت، بأن جميع القوات الأوكرانية أُجبرت على الانسحاب من أجزاء من منطقة كورسك الروسية، التي فقدت موسكو السيطرة عليها العام الماضي إثر توغل أوكراني مفاجئ. ونفى المسؤولون الأوكرانيون هذا الادعاء.

وقال بيسكوف لوكالة إنترفاكس للأنباء الروسية إن رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية فاليري جيراسيموف أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتن بهذا النبأ في اجتماع يوم السبت.

وفي بيان، هنأ بوتن الجنود والقادة الروس، وقال إن عملية كييف "فشلت تماما".

وقال إن "الهزيمة الكاملة لعدونا على طول منطقة الحدود في كورسك تخلق الظروف المناسبة لتحقيق المزيد من النجاحات لقواتنا وفي مناطق مهمة أخرى على الجبهة".

أوكرانيا تنفي

مع ذلك، صرّح مسؤولون أوكرانيون باستمرار القتال. وصرحت هيئة الأركان العامة الأوكرانية يوم السبت: "إنّ تصريحات ممثلي القيادة العليا للدولة المعتدية حول انتهاء الأعمال العدائية المزعوم في منطقة كورسك التابعة للاتحاد الروسي غير صحيحة".

تستمر العمليات الدفاعية لقوات الدفاع الأوكرانية في بعض مناطق منطقة كورسك. الوضع العملياتي صعب، لكن وحداتنا تواصل التمركز في مواقع محددة وتنفيذ المهام الموكلة إليها، مع إلحاق أضرار نيرانية فعّالة بالعدو بجميع أنواع الأسلحة، بما في ذلك استخدام تكتيكات الدفاع النشط.

فاجأ الجيش الأوكراني روسيا في أغسطس 2024 بهجومه عبر الحدود، وسيطرته على ما يُقدر بـ 1300 كيلومتر مربع (500 ميل مربع) من الأراضي. اعتقد قادة البلاد أن الاستيلاء على الأراضي الروسية قد يُسهم في أي مفاوضات سلام مستقبلية، لكن مكاسبهم تضاءلت تدريجيًا، واستمرت القوات الأوكرانية في فقدان السيطرة على المنطقة حتى أوائل عام 2025.

كما أكد جيراسيموف يوم السبت أن جنودًا كوريين شماليين قاتلوا ضد القوات الأوكرانية في منطقة كورسك الروسية. وقال إنهم شاركوا في "مهام قتالية جنبًا إلى جنب مع الجنود الروس خلال صد التوغل الأوكراني" و"أظهروا احترافية عالية، وصمودًا وشجاعة وبطولة في المعركة".

وفي الخريف الماضي، قالت أوكرانيا والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية إن كوريا الشمالية، التي كانت تزود موسكو بالأسلحة في السابق، نشرت ما بين 10 آلاف و12 ألف جندي في روسيا للقتال في كورسك.

وحتى الآن، ردت موسكو وبيونج يانج بشكل غامض على مزاعم كوريا الجنوبية والغرب بشأن نشر القوات ، مؤكدتين أن تعاونهما العسكري يتوافق مع القانون الدولي، دون الاعتراف بشكل مباشر بوجود القوات الكورية الشمالية في روسيا.

لقاء ترامب وزيلينسكي

وتأتي هذه الأنباء في الوقت الذي التقى فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مدينة الفاتيكان على هامش جنازة البابا لمناقشة اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار.

قال المتحدث باسم الرئاسة الأوكرانية، سيرغي نيكيفوروف، إن الرئيسين التقيا في كاتدرائية القديس بطرس لمدة 15 دقيقة تقريبًا. وكان مكتب زيلينسكي قد أعلن في البداية أن الزعيمين سيواصلان المفاوضات في وقت لاحق من يوم السبت، إلا أن نيكيفوروف صرّح للصحفيين لاحقًا بأنه لن يكون هناك اجتماع ثانٍ بسبب جدول أعمال الرئيسين المزدحم.

بعد وصوله إلى روما يوم الجمعة الماضي، صرّح ترامب عبر مواقع التواصل الاجتماعي بضرورة عقد لقاء بين أوكرانيا وروسيا لإجراء "محادثات رفيعة المستوى" لإنهاء الحرب الدائرة منذ ثلاث سنوات والتي أشعلها الغزو الروسي. وكان مبعوثه، ستيف ويتكوف، قد التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في وقت سابق من يوم الجمعة، وقال ترامب إن الجانبين "قريبان للغاية من التوصل إلى اتفاق".

هجمات روسية

قال مسؤولون محليون اليوم السبت إن ثلاثة أشخاص قتلوا ليل الخميس الجمعة في هجمات روسية في أنحاء أوكرانيا.

لقي شخصان حتفهما في غارة جوية على بلدة ياروفا في منطقة دونيتسك شرقي أوكرانيا، وفقًا لما ذكره الحاكم المحلي فاديم فيلاشكين في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي. وصرح الحاكم سيرهي ليساك بأن شخصًا آخر توفي في منطقة دنيبروبيتروفسك. وأضاف أن ستة أشخاص أصيبوا، بينهم امرأة تبلغ من العمر 88 عامًا وفتاة تبلغ من العمر 11 عامًا.

أطلقت روسيا ثلاثة صواريخ و114 طائرة مسيرة فوق أوكرانيا ليلاً، وفقًا لبيان صادر عن القوات الجوية الأوكرانية يوم السبت. دُمرت 66 طائرة مسيرة، بينما فشلت 31 طائرة مسيرة وهمية أخرى في الوصول إلى وجهتها.

في هذه الأثناء، أسقطت الدفاعات الجوية الروسية 45 طائرة أوكرانية بدون طيار خلال الليل، حسبما قالت وزارة الدفاع الأوكرانية.