-
℃ 11 تركيا
-
13 يونيو 2025
روسيا تتقرب من الأطراف العربية.. مصالح متبادلة أم أوراق ضغط؟
مصالح متبادلة أم أوراق ضغط؟
روسيا تتقرب من الأطراف العربية.. مصالح متبادلة أم أوراق ضغط؟
-
29 مايو 2025, 2:08:11 م
-
425
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
بوتين
متابعة – محمد خميس
في خضم التحولات الجيوسياسية المتسارعة في الشرق الأوسط، تبرز روسيا كلاعب رئيسي يسعى لإعادة تموضعه في المنطقة، من خلال سياسة تقارب غير مسبوقة مع الأطراف العربية. هذا الحراك الروسي الجديد يطرح تساؤلات عدة حول دوافعه، وما إذا كان يعكس شراكة استراتيجية طويلة الأمد أم مجرد محاولة لاستخدام أوراق ضغط في مواجهة الغرب.
ما سر التقارب الروسي مع الأطراف العربية؟
بشكل لافت، بدأت روسيا في تكثيف تحركاتها تجاه عدد من الدول العربية، سواء عبر زيارات دبلوماسية رفيعة المستوى أو من خلال دعوات رسمية لحضور قمم مشتركة. وقد دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جميع قادة الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية لحضور القمة الروسية-العربية الأولى، في خطوة تعكس حجم الاهتمام الذي توليه موسكو للمنطقة.
لكن ما السر خلف هذا التوجه؟
الجواب يكمن في أن روسيا تسعى لتعزيز وجودها السياسي والاقتصادي في منطقة لطالما كانت تحت التأثير الغربي، خصوصًا الأمريكي. كما أن التوترات العالمية، خصوصًا الأزمة الأوكرانية، دفعت موسكو إلى توسيع دائرة تحالفاتها وتحقيق توازن استراتيجي مع شركاء جدد، خاصة في العالم العربي.
ماذا تريد روسيا من الدول العربية؟
إن تقرب روسيا من الدول العربية لا يأتي من فراغ، بل يخدم جملة من الأهداف الحيوية، أهمها:
كسر العزلة الدولية: عبر بناء علاقات أوثق مع الدول العربية، تسعى روسيا إلى تخفيف آثار العقوبات الغربية والحد من عزلتها على الساحة الدولية.
تعزيز التعاون الاقتصادي: روسيا ترغب في فتح أسواق جديدة لصادراتها، سواء في مجال الطاقة أو السلاح أو المنتجات الزراعية، وتبحث عن استثمارات عربية في قطاعاتها المتعثرة.
النفوذ الجيوسياسي: التقارب مع الدول العربية يمنح موسكو نفوذًا إضافيًا في ملفات مثل سوريا، ليبيا، واليمن، ويجعلها لاعبًا مؤثرًا في معادلات الشرق الأوسط.
الرد على واشنطن: من خلال بناء تحالفات في "الملعب التقليدي" للولايات المتحدة، توجه روسيا رسالة واضحة مفادها أنها قادرة على مزاحمة النفوذ الغربي في أكثر المناطق حساسية.
السياسة الروسية الجديدة في المنطقة العربية
من الواضح أن السياسة الروسية اليوم تختلف كثيرًا عمّا كانت عليه في العقود الماضية. فبدلًا من الاكتفاء بدور المراقب أو الحليف التقليدي لبعض الأنظمة، باتت موسكو تتحرك بفعالية على أكثر من جبهة، سواء بدعم سياسي مباشر، أو تدخل عسكري كما هو الحال في سوريا، أو حتى مبادرات اقتصادية ودبلوماسية في الخليج وشمال إفريقيا.
وما يميز هذه السياسة الجديدة هو المرونة والبراغماتية؛ إذ تسعى روسيا إلى التعامل مع جميع الأطراف دون الانحياز لطرف دون آخر، ما يمنحها قدرة أكبر على المناورة، ويعزز فرصها في لعب دور الوسيط في الأزمات العربية المعقدة.
مصالح متبادلة أم أوراق ضغط؟
في المحصلة، يظهر أن التقارب الروسي مع الدول العربية يحمل بعدين متوازيين: فمن جهة، توجد مصالح متبادلة حقيقية في مجالات الطاقة، الأمن، والاستثمار؛ ومن جهة أخرى، لا يمكن إغفال البعد الاستراتيجي المرتبط باستخدام هذا التقارب كورقة ضغط على الغرب في ظل الصراعات الدولية الراهنة.
يبقى السؤال مفتوحًا: هل تنجح روسيا في تحويل هذا الحراك إلى شراكة استراتيجية مستقرة؟ أم أن هذه العلاقة ستظل مرهونة بظروف اللحظة السياسية وتوازنات القوى العالمية؟
.jpeg)









