-
℃ 11 تركيا
-
2 أغسطس 2025
د. محمد الصاوي يكتب: نار السويداء…. نتنياهو يوقّع بالنار على جغرافيا سوريا بالقوة
“الهدنة في سوريا؟ لم تأتِ بالدعاء… بل بالقوّة.”
د. محمد الصاوي يكتب: نار السويداء…. نتنياهو يوقّع بالنار على جغرافيا سوريا بالقوة
-
19 يوليو 2025, 2:36:01 م
-
472
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
سوريا
في الشرق الأوسط، لا تُترك الحرب للقدر… بل تُشعل بخطة. واليوم، تحترق السويداء من الداخل، لكن اللهب لا يُقيد بموقع واحد؛ فهو ينساب باتجاهات متعددة: التشكيك في مشروعية الدولة السورية والهياكل الإقليمية، ويفضح مشاريع شديدة الصمت في أروقة عدة عواصم. وفي وسط هذا الحريق، يظهر بنيامين نتنياهو، ليس كمراقب، بل كموجه أوركسترا الدم والنار. مكرّسًا مقولته التي أصبحت منهجه:
“الهدنة في سوريا؟ لم تأتِ بالدعاء… بل بالقوّة.”
ليس مجرد مشهد محلي—بل فصلٌ ملهَم من كتابٍ لا يهدء، هو الرواية السورية.
باكو: مؤتمر بلا خارطة وسوريا بلا بوصلـة
في ربيع 2025، احتضنت باكو “أكثر محادثات الشرق الأوسط سرية منذ أوسلو”:
اجتمع مسؤولون أمنيون من إسرائيل وتركيا، بوساطة أذربيجانية، وشارك وفد سوري رمزي يُنظر إليه على أنه جسد السلطة الانتقالية… لكنه بلا صلاحيات. هدفهم: منع اصطدام محتمل، تقنين التمركز الإسرائيلي، وإنشاء غرفة تنسيق أمني.
ولكن: إسرائيل رفضت التمركز التركي قرب تدمر، تركيا عاندت أي حصار إسرائيلي لإدلب، والوفد السوري… لم يملك حتى إذن التصوير التذكاري.
انتهت باكو كما بدأت: مؤتمر به تهديد من دون قرار، وهدنة بلا التزام.
السويداء: معادلة الحريق لُغيت!
في يوليو 2025، انفجرت السويداء حصيلة نزاع عشائري بين دروز وبدو راوح عدد القتلى فيه ما بين 300 و600 مدنيًا ومقاتلًا ؛ تدخل الجيش السوري قوبل برفض مسلح محلي، مما استدعى تدخلًا إسرائيليًا مباشراً بضرب مواقع للحكومة السورية، مبرّرًا بما تسميه “حماية الدروز”؛ نتنياهو كان صريحًا:
“إسرائيل لن تسمح بأي وجود عسكري سوري جنوب دمشق. وسنبقى هناك ما دام أمننا مهددًا.”
وفي تصريحات سابقة (ديسمبر 2024): “إذا سمح النظام للإيرانيين أو بتسليح حزب الله، سنركعه بالقوة… وما حدث للنظام السابق سيحدث لهذا النظام أيضًا.”
ما لم تقله باكو… قالته السويداء
فشلت دبلوماسية “خفض التصادم” لأنها اعتقدت أن النار يمكن تهذيبها دون إطفائها ؛ لكن السويداء علمتنا أن كل هدوء هشّ يأتي بفرقعة مؤلمة ؛ نتنياهو لم يكن يبني سلامًا، بل كان يفرض وجودًا جغرافيًا سياسيًا عبر القصف الجوي. إسرائيل تتجاوز حدود الدفاع لتعيد رسم بنية الدولة السورية داخليًا. السويداء لم تعد مجرد إقليم مهمّش، بل مركز حواري قاسٍ يعري هشاشة مشروعية السلطة المركزية.
ويأتي الوسيط الأمريكي ليعلن هدنة “مدعومة من واشنطن وتبنّاها الأردن وتركيا” … لكنها هدنة مفروضة بالقوة لا بالفكر.
السلام الذي يشتعل:
باكو لم يكن اتفاقًا… بل مراوغة بلا مضمون — من صمتها وُلد الانفجار ، إسرائيل لم تعد تدافع عن حدودها؛ بل تحكم الداخل السوري من خلال ضربات جويّة تُعيد صياغة الواقع الإقليم ؛ السويداء تمثل تحديًا سياسيًا لا أمنيًا فقط: هي سؤال مركزي في تبديل معادلة تمثيل سوريا وتفكيك السلطة المركزية . وكأن سوريا لم تعد تفتقر للحلول، بل لعالم لا يحاول بيع استقرار زائف.
النار فوق الطائرات
إن لم تَخلق الوقائع أرضية سياسية تحترم الشعوب، فإن السلام سيظل وهمًا وهدنة تُشترى بالنار: “لا صوت يعلو فوق صوت الطائرات… ولا اتفاق فوق إرادة القوة.”
🗂️ مراجع موثقة
مؤتمر باكو
• Caspian News: Azerbaijan Hosts Israel‑Türkiye Syria Talks
• Times of Israel: Israel confirms technical talks with Turkey on Syria
• FDD: Azerbaijan mediates Syria deconfliction talks
أحداث السويداء
• Reuters: Syria believed it had green light from US, Israel to deploy troops to Sweida
• Reuters: Israel and Syria agree ceasefire as Israel allows Syrian troops limited access to Sweida
• AP News: Renewed clashes… Israeli strikes in Syria’s Druze province
• The Guardian: Violence in Sweida… Israeli airstrikes amid Druze-Bedouin conflict
• Reuters: Syrian government urges respect for shaky truce in Druze region
تصريحات نتنياهو
• Al Arabiya English: Netanyahu: Syria ceasefire obtained by force
• Jerusalem Post/Reuter: Netanyahu confirms ceasefire forced by IDF
• Wikipedia: 2025 Jaramana clashes, Netanyahu: we will not allow harm to Druze







.jpg)
.jpg)