-
℃ 11 تركيا
-
12 يونيو 2025
دماء الأبرياء تسيل قبيل عيد الأضحى.. كيف تمر أجواء العيد على أهالي غزة؟
عيد بطعم الدم.. شهداء قبل الأضاحي
دماء الأبرياء تسيل قبيل عيد الأضحى.. كيف تمر أجواء العيد على أهالي غزة؟
-
4 يونيو 2025, 7:16:08 م
-
434
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
محمد خميس
بينما تستعد الشعوب الإسلامية لاستقبال عيد الأضحى المبارك، حيث تُذبح الأضاحي وتُعلو أصوات التكبيرات وتزدهر الأسواق، تمرّ غزة المنكوبة بأجواء العيد وسط رائحة الدم والبارود، ودموع الفقد والدمار، لتغدو مناسبة الفرح موسمًا إضافيًا للحزن.
فمنذ بدء الحرب التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تسفك دماء الأبرياء يوميًا، وتهتز الأرض تحت أقدام النازحين، لتتحوّل كل مناسبة دينية أو اجتماعية إلى فصل جديد من المعاناة الإنسانية.
عيد بطعم الدم.. شهداء قبل الأضاحي
قبيل حلول العيد، كانت المجازر حاضرة بكثافة في شتى أنحاء القطاع. عائلات كاملة دُفنت تحت الأنقاض، وأطفال استشهدوا وهم نائمون في خيام النزوح، ونساء قضين وهن ينتظرن طابور المساعدات. فالعيد يأتي هذا العام في غزة محاطًا بالدماء بدلًا من الأضاحي، وبأنين الجرحى بدلًا من التهاليل.
لم يعد الحديث في غزة عن لبس العيد أو تجهيز الحلويات، بل عن أكفان جديدة، ودفن جماعي، وحزن يتجدد كل ساعة.
أجواء العيد في غزة: لا زينة ولا سلام
في غزة، الأسواق خالية، المخابز مغلقة، الأفران مهدمة، والملابس ممزقة. كل ما كان يُميّز الأعياد من استعدادات وزيارات وعيديات اختفى، وحلّ مكانه مشهد الملاجئ، وصفوف انتظار الماء والغذاء، ومشاهد النزوح المتكررة من حي إلى آخر.
ويقول أحد سكان خان يونس: "في العيد كنا نعلّق الزينة على الجدران، اليوم نحاول تثبيت أقمشة الخيمة حتى لا تسقط فوق رؤوسنا من الرياح."
أطفال غزة.. ضحايا العيد المغتصب
كان العيد في غزة يُعدّ مناسبة الأطفال الأولى، ينتظرونها بشغف للعب والفرح والهدايا. أما اليوم، فالأطفال إما شهداء، أو جرحى، أو فُقدوا بين الأنقاض، ومن تبقّى منهم يعيشون صدمة نفسية متكررة يوميًا.
طفلة في مخيم النصيرات تقول: "كنت أريد حذاءً جديدًا، لكني الآن أريد فقط بيتًا لا يُقصف، وماءً لا يُملح، وطعامًا لا أُزاحم عليه."
الفرح غائب.. والمجازر هي العنوان
تمرّ أيام العشر الأُول من ذي الحجة، التي تعدّ من أعظم أيام الله، في غزة وقد غابت فيها العبادة والطاعة بسبب القصف والجوع، ويأتي يوم العيد نفسه وقد تحوّل إلى يوم مأساة وطنية جديدة.
الأسر لا تجتمع حول مائدة، بل تتجمع حول صور الشهداء وذكريات الماضي، بينما يُستقبل العيد بمزيد من الجنازات ونداءات استغاثة من تحت الركام، وسط صمت دولي مطبق، وعجز عربي مهين.
متى يعود العيد إلى غزة؟
في غزة، العيد لم يغادر القلوب رغم كل شيء، لكنّه غائب عن الواقع، ممنوع من الدخول، محاصر في المعابر، مهدد بالقنابل.
يقول أحد الشبان من مدينة غزة: "عيدنا الحقيقي سيكون يوم يتوقف فيه القصف، وتفتح المعابر، ويعود الشهداء إلى أهلهم ولو بالدعاء. نريد أن نعيش فقط، لا أكثر."
غزة تذبح كل يوم.. والعيد ينزف
بينما يذبح المسلمون أضاحيهم في عيد الأضحى، تُذبح غزة بكاملها منذ شهور، لا تمييز بين طفل وامرأة، أو بين مسجد ومخبز. إنها مدينة تُقدّم دماءها أضحيةً على مذبح صمت العالم.
ويبقى السؤال المؤلم: هل يمرّ العيد القادم وقد عادت الحياة إلى غزة؟ أم سيظل العيد مجرد ذكرى مؤلمة في ذاكرة شعب لم يعرف الراحة منذ عقود؟









