-
℃ 11 تركيا
-
3 أغسطس 2025
العيد في غزة: لا فرحة للأطفال ولا أمان للكبار.. أمنية العيد: البقاء على قيد الحياة
غزة والعيد.. صمود في وجه الفقد
العيد في غزة: لا فرحة للأطفال ولا أمان للكبار.. أمنية العيد: البقاء على قيد الحياة
-
4 يونيو 2025, 7:45:54 م
-
452
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
محمد خميس
مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، تعيش غزة تحت الظلال القاتمة لحرب مستمرة، جعلت من أيام الفرح موسماً للحزن والخوف. فبينما تنشغل العواصم العربية والإسلامية بالتحضير للأعياد، تتكئ غزة على رماد القصف، وتستقبل عيدها بصمت المقابر وخيام النزوح، بلا أضاحٍ، ولا ألعاب، ولا حتى ابتسامات.
أطفال غزة: العيد بلا فرح
كان الأطفال هم عنوان العيد في كل بيت، ينتظرونه بلهفة ليرتدوا الجديد، ويحتفلوا بالأضاحي والحلوى والهدايا. لكن هذا العيد، سرقت الحرب الإسرائيلية منهم كل شيء: البيوت، المدارس، الأهل، وحتى طفولتهم.
في غزة اليوم، الأطفال لا يجهزون ملابس العيد، بل يشاركون ذويهم في طوابير الماء والطعام، أو يجلسون مذهولين من صدى الانفجارات التي لا تتوقف ليلًا ولا نهارًا.
فقد تحوّلت الحدائق إلى خيام للنازحين، والساحات إلى مقابر، والأسواق إلى أنقاض، ليغدو العيد بلا لون، بلا طعم، وبلا ذاكرة فرح.
أجواء باهتة في غزة عشية العيد
في كل عام، كانت أسواق غزة تشهد ازدحامًا لشراء مستلزمات العيد، وتصدح فيها تكبيرات العيد، وتزدان بالأضواء والألوان. أما اليوم، فكل ذلك اختفى، إذ خيمت أجواء باهتة ثقيلة على المدينة المنكوبة، تغلب عليها رائحة البارود ودماء الشهداء، بدلًا من روائح الحلوى وأصوات الضحك.
أغلب المحال التجارية مغلقة، والطرقات خالية إلا من سيارات الإسعاف والركام، فيما يعيش الناس على فتات المساعدات، التي بالكاد تكفي لسد الرمق.
لا وقف للنار ولا هدنة للأنين
يأتي عيد الأضحى هذا العام في ظل غياب أي اتفاق لوقف إطلاق النار، بعد تعثر المفاوضات مجددًا بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل. ويستمر القصف الإسرائيلي بوتيرة يومية، مستهدفًا منازل المدنيين، والملاجئ، وحتى مراكز الإغاثة.
وفي ظل هذه الظروف، لا يسأل سكان غزة عن أضحية العيد، بل عن فرصة للنجاة، ووقت بلا غارات، ويوم دون مأساة جديدة.
أمنية أهل غزة في العيد: البقاء فقط
في كثير من دول العالم، يتمنى الناس في العيد الصحة والرزق والنجاح. أما في غزة، فأمنية العيد أن يبقوا على قيد الحياة.
لا يسألون عن جديد الثياب، بل عن كسرة خبز.
لا ينتظرون هدايا، بل ينتظرون هدنة.
لا يحلمون بالخروج للنزهة، بل بالخروج من رعب النزوح المستمر.
إنه عيد في غزة، حيث تتبدل المعاني وتتعاظم الفواجع، ويصير البقاء أمنية جماعية، تسبق كل أحلام الطفولة وآمال الأمهات.
غزة والعيد.. صمود في وجه الفقد
رغم الجراح، لا يزال أهل غزة يقاومون اليأس، ويمارسون الصبر كعبادة يومية. ورغم أن الحرب سرقت منهم الفرح، إلا أنهم يرددون بصمتهم أن العيد لا يمكن أن يُهزم، وأن الأمل باقٍ في قلوبهم مهما اشتد الظلام.
ويبقى السؤال: هل يُصغي العالم لصوت غزة في عيدها الجريح؟ وهل يأتي عيد قادم لا يُدخله القصف ولا يُعكّره الدمار؟








