تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية تفاصيل جلسة الكابنيت الأخيرة التي شهدت سجالاً حاداً بين الوزراء وقادة الجيش بشأن الحرب في قطاع غزة، والملف الإنساني، ومصير المختطفين الإسرائيليين، وسط اتهامات مباشرة للمؤسسة العسكرية بالتقصير.

سموتريتش يهاجم الجيش ويطالب بمراجعة شاملة

اتهم وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش الجيش بـ"تضليل القيادة السياسية"، مشدداً على أن الجيش لا ينفذ القرارات الخاصة بمنع وصول المساعدات إلى حركة "حماس"، قائلاً: "كل شاحنة تقع في أيدي حماس تمثل فشلاً عسكرياً".

ودعا إلى وضع جميع القضايا على الطاولة دون مواربة، مؤكدًا أن الحل يكمن في إنشاء منطقة إنسانية جنوب نتساريم ونقل سكان الشمال إليها، لتنفيذ مناورات عسكرية دون عوائق بشرية. كما تساءل بغضب: "ماذا فعل الجيش منذ شهرين؟".

بن غفير: نحن نكرر نفس الأخطاء.. دعوا الجيش يجتاح القطاع

من جانبه، شن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير هجوماً لاذعاً على إدارة المعركة، قائلاً إن الخطط التي عرضت "مختلفة تماماً عن الواقع". وأضاف: "الهدف الرئيسي هو هزيمة حماس، وليس فقط استعادة الأسرى".

وأشار بن غفير إلى أن الجنود "في خطر لأنهم لا يتحركون للأمام"، داعياً إلى استعادة الضغط العسكري عبر اجتياح شامل لقطاع غزة، ما من شأنه - بحسب رأيه - أن يُعيد الزخم لملف الأسرى.

زامير يرد: "نحن نسيطر على 75% من غزة"

وزير الحرب يوآف زامير حاول الرد على الاتهامات قائلاً: "نحن نسيطر حالياً على 75% من القطاع، لكن القرار السياسي مطلوب لاستكمال العملية". إلا أن سموتريتش شكك في دقة الأرقام، قائلاً: "أنتم تسيطرون على 50% فقط، و25% بالنار".

كما حذّر زامير من أن اقتراح نقل السكان سيؤدي إلى وضع معقد جداً، قائلاً: "السيطرة على مليون ونصف شخص قد تعرّض قواتنا للخطر أيضاً".

الجيش يعرض خيارات.. والقرار بيد القيادة السياسية

أثناء الجلسة، طرح الجيش الإسرائيلي ثلاثة سيناريوهات محتملة لمواصلة العمليات في غزة:

إتمام صفقة تبادل أسرى.

احتلال كامل للقطاع.

فرض حصار حتى الاستسلام، مع فتح نقاط إضافية لتوزيع المساعدات، وهو ما يتطلب تحضيرات لوجستية وتكاليف مالية كبيرة.

وزير الخارجية إيلي كاتس تدخل مؤكداً: "نحن من يقرر، القيادة السياسية هي من تتحمل المسؤولية".

 نتنياهو ودرعي: لا بد من اتفاق.. ولا نريد إهدار مكاسب إيران

في ختام الاجتماع، دعا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وزعيم حزب شاس أرييه درعي إلى التوصل إلى اتفاق يراعي ما وصفوه بـ"الإنجازات المحققة في إيران"، محذرين من أن استمرار الخلاف الداخلي قد يُفشل مكتسبات استراتيجية على الساحة الإقليمية.

 تكشف هذه الخلافات عن هشاشة داخلية في أعلى هرم القيادة الإسرائيلية، وصعوبة التوصل إلى قرار موحد بشأن مستقبل الحرب في غزة، في ظل تزايد الضغوط العسكرية والإنسانية على جميع الجبهات.