تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

كشفت القناة 12 العبرية، مساء الاثنين، عن ملامح اتفاق أمني محتمل بين إسرائيل وسوريا، يتضمن تحديث اتفاق فض الاشتباك الموقع بين الجانبين عام 1974، إلى جانب ترتيبات تنسيقية غير مسبوقة في الجنوب السوري.

تحديث اتفاق فض الاشتباك بعد نصف قرن

يتصدر الاتفاق المحتمل بندٌ رئيسي يتمثل في تحديث اتفاق فض الاشتباك الموقّع بين إسرائيل وسوريا عام 1974، والذي جاء عقب انتهاء حرب تشرين (أكتوبر). ويهدف التحديث، وفق التسريبات، إلى تكييف الاتفاق مع المتغيرات العسكرية والسياسية على الأرض، خصوصاً في ظل التهديدات التي تمثلها المليشيات الإيرانية المتواجدة في الجنوب السوري.

تنسيق أمني استخباراتي ضد إيران وحزب الله

واحدة من البنود الأكثر حساسية في الاتفاق المقترح تتعلق بـ تنسيق أمني واستخباراتي بين دمشق وتل أبيب، تحديداً لمواجهة ما تصفه إسرائيل بمحاولات إيران وحزب الله اللبناني إقامة خلايا مسلحة قرب الحدود السورية – الإسرائيلية في الجولان. ويُعد هذا التنسيق - إن تم - تحولاً كبيراً في العلاقات بين الطرفين، خاصة في ظل العداء التقليدي العلني.

 إسرائيل تعترف بسورية مزارع شبعا؟

في خطوة مفاجئة، ذكرت القناة أن الاتفاق المحتمل قد يتضمن اعترافاً إسرائيلياً بسيادة سوريا على مزارع شبعا، وهي المنطقة المتنازع عليها بين لبنان وسوريا وإسرائيل. ويأتي هذا الطرح في إطار تسويات شاملة قد تمهد لتفاهمات أوسع تشمل أطرافاً إقليمية.

 اتفاق ثلاثي محتمل مع الأردن حول مياه اليرموك

ومن النقاط البارزة أيضاً، احتمال التوصل إلى اتفاق ثلاثي بين إسرائيل وسوريا والأردن بشأن تقاسم مياه حوض نهر اليرموك، أحد أهم موارد المياه في المنطقة. ويتوقع أن يُسهم هذا الاتفاق في تقليل التوترات المائية المزمنة وتعزيز الاستقرار الحدودي.

سياق إقليمي جديد؟

تأتي هذه التسريبات في وقت تشهد فيه المنطقة تحركات دبلوماسية مكثفة، وسط مؤشرات على تقاطع مصالح بين بعض الأطراف التقليدية المتخاصمة. وقد يرى بعض المراقبين في هذه التطورات إعادة رسم لخريطة النفوذ في جنوب سوريا، ومحاولة لتطويق النفوذ الإيراني من خلال تفاهمات مع النظام السوري نفسه.

في المحصلة، ما زال الاتفاق في طور التداول غير الرسمي، لكن مجرد طرحه علناً يعكس تغييرات لافتة في الاصطفافات السياسية والأمنية بالمنطقة، ويشير إلى إمكانيات حقيقية لمرحلة جديدة من الترتيبات الإقليمية.