خامنئي: أُبارك للشعب الإيراني.. الكيان الصهيوني سُحق تحت ضربات الجمهورية الإسلامية

profile
  • clock 26 يونيو 2025, 11:29:50 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

ألقى المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، آية الله علي خامنئي، اليوم الخميس، رسالة مصوّرة هي الثالثة له موجهة إلى الشعب الإيراني، وجّه فيها جملة من التهاني بمناسبة ما وصفه بـ"الانتصارات الأخيرة"، مشيدًا بالوحدة الوطنية، وبالرد العسكري الإيراني على كل من الكيان الصهيوني والولايات المتحدة.

وجاء في نص خطابه:

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام والتحية للشعب الإيراني العزيز والعظيم.
أولًا، أستذكر بكل احترام شهداء الأحداث الأخيرة، من القادة الشهداء والعلماء الذين كانوا بحق وبإنصاف ذوي قيمة كبرى للجمهورية الإسلامية، وقد خدموا، وهم الآن – إن شاء الله – يتلقّون جزاء خدماتهم البارزة أمام الله عز وجل.

وأشعر أنه من الواجب أن أبارك للشعب الإيراني هذه المناسبة، وهناك ثلاث تهاني أود توجيهها:

التهنئة الأولى: سحق الكيان الصهيوني

التهنئة الأولى هي بمناسبة الانتصار على الكيان الصهيوني المزيف. هذا الكيان، بكل ضجيجه وادعاءاته، سُحق تحت ضربات الجمهورية الإسلامية، وتكاد أن تنهار قواه. إن فكرة أن مثل هذه الضربات قد تُوجَّه له من جانب الجمهورية الإسلامية، لم تكن لتخطر في بالهم قط، لكنها وقعت. نشكر الله الذي أعان قواتنا المسلحة، ووفّقهم لاختراق الدفاعات المتعددة الطبقات والمتطورة للعدو، واستطاعوا أن يستهدفوا مناطق مدنية وعسكرية عديدة بالصواريخ والأسلحة المتطورة ويحوّلوها إلى أنقاض.

إنه من أعظم النِعم الإلهية، وهو مؤشر واضح على أن الكيان الصهيوني عليه أن يدرك أن التعرض للجمهورية الإسلامية له كلفة باهظة. وهذه الكلفة أصبحت واقعًا، وشرف هذا الإنجاز يعود إلى قواتنا المسلحة، وإلى شعبنا العزيز الذي أنشأ هذه القوات من بين أبنائه، وساندهم ودعمهم، ومكّنهم من تنفيذ عمل بهذا الحجم والجرأة.

التهنئة الثانية: الفشل الأمريكي

التهنئة الثانية تتعلق بانتصار إيران العزيزة على النظام الأمريكي. لقد دخلت الولايات المتحدة الحرب بشكل مباشر لأنها شعرت أن الكيان الصهيوني سيُباد تمامًا إذا لم تتدخل، فتدخلت لإنقاذه، لكنها لم تحقّق شيئًا. شنوا هجومًا على منشآتنا النووية – وهو عمل يستوجب ملاحقة جنائية في المحاكم الدولية – لكنهم فشلوا في تحقيق أي نتيجة مهمة.

الرئيس الأمريكي بالغ في وصف ما حدث بشكل غير طبيعي، مما يدل على حاجته إلى تلك المبالغات. كل من استمع إلى تصريحاته أدرك أن هناك واقعًا مختلفًا خلف كلماته. لم يحققوا أهدافهم، ويحاولون تغطية الحقيقة بالكلام الفارغ. في المقابل، وجهت الجمهورية الإسلامية صفعة قوية للولايات المتحدة عبر قصف قاعدة "العديد" الأمريكية المهمة في المنطقة وألحقت بها أضرارًا.

أولئك الذين ضخّموا نتائج هجماتهم، حاولوا التهوين من وقع هذا الرد، وادعوا أنه لم يحدث شيء، بينما ما حدث كان كبيرًا: أن تتمكن الجمهورية الإسلامية من الوصول إلى مواقع أمريكية حساسة في المنطقة وتردّ عليها عندما تقتضي الحاجة، فهذا ليس بالأمر البسيط، بل تطور ضخم. وسيظل هذا الرد قابلًا للتكرار مستقبلاً. إذا تجرأ العدو مجددًا، فإن الكلفة عليه ستكون عالية بكل تأكيد.

التهنئة الثالثة: وحدة الشعب

التهنئة الثالثة تتعلق بالوحدة الرائعة والاستثنائية للشعب الإيراني. بحمد الله، حوالي تسعين مليون مواطن وقفوا كتفًا إلى كتف، بصوت واحد، متفقين على الموقف، دون أي اختلاف في الأهداف أو المطالب. هتفوا معًا، دعموا قواتهم المسلحة، وسيواصلون ذلك.

لقد أظهر الشعب الإيراني nobility عظمته وتميّزه، وأثبت أنه حين يتطلب الأمر، فإن صوته موحد، وقد تحقق ذلك فعلاً بحمد الله.

رفض الاستسلام الأمريكي

وأريد أن أضيف نقطة أساسية في حديثي: الرئيس الأمريكي قال في أحد تصريحاته إن "على إيران أن تستسلم". الاستسلام؟ لم يعد الحديث عن التخصيب النووي، أو الصناعة النووية، بل عن "استسلام إيران"! إن مجرد نطق هذه الكلمة هو أمر أكبر من أن يخرج من فم رئيس أمريكي.

إيران الشامخة، ذات التاريخ العريق، والثقافة العميقة، والعزيمة الوطنية الفولاذية، كيف يمكن تصور استسلامها؟ هذا الطلب ليس فقط مهينًا بل مثيرًا للسخرية من قبل كل من يعرف الشعب الإيراني. ومع ذلك، فإن هذا التصريح فضح الحقيقة: أن الولايات المتحدة، ومنذ بداية الثورة، تعارض إيران وتسعى لإخضاعها، وكل مرة تتذرع بحجة مختلفة: حقوق الإنسان، الديمقراطية، حقوق المرأة، التخصيب النووي، الصواريخ… لكنها كلها واجهات تخفي هدفًا واحدًا: إخضاع إيران.

الرؤساء السابقون لم يقولوا هذا صراحة، لأنه مرفوض منطقيًا وأخلاقيًا. كانوا يخفونه خلف شعارات مختلفة. أما هذا الرئيس، فقد فضح النوايا الحقيقية: أن أمريكا لا تريد من إيران سوى الاستسلام الكامل. هذه نقطة خطيرة يجب أن يعرفها الشعب الإيراني: العداء الأمريكي سببه أن واشنطن لا تريد لإيران أن تكون مستقلة وقوية، وهذا الأمر لن يحدث أبدًا، لن يحدث أبدًا.

إيران باقية بشرفها

الشعب الإيراني شعب عظيم، وإيران دولة قوية وواسعة، تملك حضارة عريقة. رصيدنا الثقافي والحضاري يفوق بأضعاف ما لدى أمريكا. أن يتوقع أحد استسلام إيران، فهو قول سخيف لا يثير إلا سخرية العقلاء.

شعبنا سيظل عزيزًا وشامخًا، وهو منتصر بإذن الله، وسيبقى كذلك. نسأل الله أن يحفظ هذا الشعب العزيز بعزّته وكرامته تحت ظل رحمته، وأن يرفع درجات إمامنا الراحل، وأن يرضي إمام العصر (عجّل الله فرجه) عنّا، وأن تكون مساعدته دومًا إلى جانب هذه الأمة.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

التعليقات (0)