تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

تتزايد التسريبات حول تفاصيل الورقة الأمريكية الجديدة لوقف إطلاق النار في غزة، والتي تطرحها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بصيغة غير معتادة، وسط ظروف إنسانية كارثية وضغوط إقليمية ودولية متصاعدة.

وبحسب مصادر إعلامية، يتضمن المقترح وقفًا شاملًا لإطلاق النار لمدة 60 يومًا، إلى جانب انسحاب تدريجي لقوات الاحتلال الإسرائيلي، وإدخال مساعدات إنسانية بإشراف دولي مباشر، مع فتح المجال لاحقًا أمام مفاوضات أوسع تشمل ملف تبادل الأسرى وترتيبات ما بعد الحرب.

تحول في الرؤية الأمريكية... أم تكتيك لإعادة التموضع؟

يرى مراقبون فلسطينيون أن هذا المقترح يعكس اعترافًا غير مباشر بفشل إسرائيل في تحقيق أهدافها العسكرية، كما يُظهر تحولًا لافتًا في الموقف الأمريكي، الذي طالما قدم دعمًا غير مشروط للاحتلال.

ويعتبر المحللون أن المقترح، إن نُفذ بشفافية، قد يُشكل فرصة سياسية لوقف العدوان المستمر منذ أكثر من 9 أشهر، ويُرغم المجتمع الدولي على التعامل بجدية مع الواقع الإنساني المأساوي في غزة. لكنهم في الوقت ذاته يحذرون من تحوّل الاتفاق إلى مجرد هدنة مؤقتة، قد تستخدمها إسرائيل لإعادة ترتيب صفوفها.

حماس تؤكد مسؤوليتها... وتنتظر اتفاق الإطار

في أول تعليق رسمي، قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إن الوسطاء يبذلون جهودًا مكثفة لتقريب وجهات النظر بين الأطراف، مؤكدة أنها تتعامل بمسؤولية عالية، وتجري مشاورات وطنية داخلية لدراسة المقترحات المقدمة.

وأشارت الحركة إلى أن أي اتفاق يجب أن يضمن إنهاء العدوان، وفرض الانسحاب الكامل، وتقديم الإغاثة بشكل عاجل لسكان قطاع غزة، في ظل الانهيار الكامل للمنظومة الصحية والخدمية بفعل القصف والحصار.

مخاوف من الغموض وغياب الضمانات

ورغم الأمل الذي يحمله المقترح على الورق، يحذر بعض المحللين من الانخداع بالتسريبات الإعلامية، معتبرين أنها قد تهدف فقط إلى خلق انطباع زائف بتقدم المفاوضات، في حين أن غياب الضمانات الدولية والآليات التنفيذية الفعلية لا يزال يمثل عقبة كبرى أمام وقف دائم وشامل لإطلاق النار.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد نشر، عبر منصته "تروث سوشيال"، أن "إسرائيل وافقت على الشروط اللازمة لوقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا"، مشيرًا إلى أن الوسطاء القطريين والمصريين سيتولون عرض المقترح النهائي على الأطراف المعنية.

حصيلة ثقيلة للعدوان المستمر

ويُذكر أن العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أسفر حتى الآن عن أكثر من 191,000 شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء و أكثر من 11,000 مفقود. و مئات آلاف النازحين و دمار شامل للبنية التحتية، في ما يعتبره خبراء حرب إبادة جماعية مكتملة الأركان.