-
℃ 11 تركيا
-
3 سبتمبر 2025
جيش الاحتلال ينسف عدداً من المباني السكنية في منطقة الزرقا شمال شرق غزة
الوضع الإنساني يزداد تعقيداً
جيش الاحتلال ينسف عدداً من المباني السكنية في منطقة الزرقا شمال شرق غزة
-
31 أغسطس 2025, 7:28:56 م
-
424
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
محمد خميس
في جريمة جديدة تضاف إلى سلسلة الاعتداءات المستمرة على قطاع غزة، أقدم جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم، على نسف عدد من المباني السكنية في منطقة الزرقا شمال شرق مدينة غزة، مما أدى إلى تدمير واسع في الممتلكات وتشريد عشرات العائلات الفلسطينية التي كانت تسكن تلك الأبنية.
هذا الاعتداء يأتي في سياق التصعيد المتواصل منذ أسابيع ضد المدنيين والبنية التحتية في القطاع المحاصر.
تفاصيل القصف الإسرائيلي على منطقة الزرقا
بحسب شهود عيان ومصادر محلية، فقد استخدمت قوات الاحتلال الطائرات الحربية وصواريخ موجهة في استهداف المباني السكنية الواقعة في محيط منطقة الزرقا شمال شرق غزة، مما أدى إلى انهيار كامل لعدد منها، إضافة إلى أضرار جسيمة لحقت بالمباني المجاورة.
وأكدت المصادر أن انفجارات عنيفة هزّت المكان، حيث تصاعدت أعمدة الدخان الكثيف لتغطي سماء المنطقة، فيما هرعت طواقم الدفاع المدني والإسعاف إلى المكان لمحاولة إنقاذ العالقين تحت الأنقاض.
خسائر بشرية ومادية جسيمة
رغم أن المعلومات الأولية لم تعلن عن حصيلة نهائية للشهداء أو الجرحى، إلا أن وزارة الصحة في غزة أكدت سقوط عدد من الإصابات، بعضها وُصفت بالخطيرة، إلى جانب حالة من الذعر والهلع في صفوف المدنيين وخاصة الأطفال والنساء.
وقد وثقت عدسات الصحفيين مشاهد مأساوية لنساء وأطفال يفرّون من بيوتهم المهدمة، فيما يحاول رجال الدفاع المدني البحث بين الركام عن ناجين.
منطقة الزرقا.. من الاستهداف المتكرر إلى الدمار الشامل
تُعد منطقة الزرقا واحدة من أكثر المناطق السكنية اكتظاظًا في شمال شرق غزة، حيث تضم آلاف السكان الذين يعتمدون على أنشطة بسيطة لكسب قوت يومهم.
وقد شهدت هذه المنطقة سلسلة من الاستهدافات في جولات التصعيد السابقة، لكن عملية النسف الأخيرة وصفت بأنها الأشد تدميرًا منذ سنوات.
ويرى محللون أن استهداف الأحياء السكنية بهذا الشكل يأتي ضمن سياسة الاحتلال القائمة على العقاب الجماعي وتدمير البنية التحتية المدنية، في محاولة لإجبار سكان غزة على النزوح وخلق أزمة إنسانية متفاقمة.
ردود أفعال فلسطينية ودولية
أدانت الفصائل الفلسطينية في غزة القصف الأخير على منطقة الزرقا، واعتبرته جريمة حرب مكتملة الأركان، مشيرة إلى أن استهداف المدنيين والمنازل السكنية يعد خرقًا واضحًا للقانون الدولي الإنساني.
كما شددت الفصائل على أن المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذه الاعتداءات، مؤكدة أن الرد سيكون في الوقت والمكان المناسبين.
من جانبها، أعربت مؤسسات حقوقية محلية ودولية عن قلقها البالغ من التصعيد الإسرائيلي المستمر ضد المدنيين في غزة، ودعت المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لوقف الجرائم التي يرتكبها الاحتلال.
وأشارت منظمات إنسانية إلى أن مئات العائلات أصبحت بلا مأوى نتيجة استهداف المباني السكنية، ما يفاقم الأزمة الإنسانية التي يعيشها القطاع المحاصر منذ أكثر من 17 عامًا.
الوضع الإنساني يزداد تعقيداً
مع كل عملية قصف جديدة، تتفاقم معاناة سكان غزة الذين يواجهون أوضاعًا إنسانية صعبة للغاية. فإلى جانب انعدام الأمن الغذائي ونقص الأدوية والمستلزمات الطبية، تزداد أعداد النازحين الذين فقدوا منازلهم ويضطرون للجوء إلى مدارس أو مراكز إيواء تابعة للأونروا.
كما أن تدمير البنية التحتية من كهرباء ومياه وصرف صحي يهدد بوقوع كارثة إنسانية وصحية، خصوصاً في ظل العجز الكبير الذي تعاني منه المستشفيات والمراكز الطبية.
أهداف الاحتلال من التصعيد
يرى مراقبون أن استهداف المباني السكنية في منطقة الزرقا يدخل ضمن سياسة إسرائيلية تهدف إلى:
إضعاف الروح المعنوية للسكان من خلال تدمير مساكنهم وتشريدهم.
إحداث ضغط شعبي على المقاومة الفلسطينية لوقف عملياتها ضد الاحتلال.
إيصال رسالة ردع عبر استخدام القوة المفرطة ضد المدنيين.
إعادة رسم الخريطة السكانية في بعض مناطق غزة عبر التهجير القسري.
غير أن هذه السياسات، وبحسب خبراء، لم تفلح في تحقيق أهدافها عبر جولات التصعيد السابقة، حيث أظهرت غزة قدرة على الصمود رغم حجم الدمار الهائل.
الإعلام العالمي يغطي الحدث
حظي قصف منطقة الزرقا بتغطية واسعة في الإعلام العربي والدولي، حيث بثت وكالات أنباء وصحف عالمية صورًا وفيديوهات توثق لحظة القصف وآثاره الكارثية. وقد سلطت بعض وسائل الإعلام الضوء على الجانب الإنساني للأزمة، مركزة على شهادات الناجين الذين فقدوا منازلهم بين ليلة وضحاها.
دعوات لوقف فوري لإطلاق النار
في ظل هذا التصعيد، تتصاعد الدعوات الدولية لوقف فوري لإطلاق النار وضرورة العودة إلى التهدئة. وأكدت أطراف إقليمية ودولية أن استمرار استهداف المدنيين في غزة لن يؤدي إلا إلى تعقيد المشهد الأمني والسياسي، داعية إلى تحرك عاجل لمنع انزلاق الأوضاع نحو حرب أوسع.
يبقى قصف ونسف المباني السكنية في منطقة الزرقا شمال شرق غزة شاهدًا جديدًا على السياسة العدوانية لجيش الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين الفلسطينيين. ومع تزايد الخسائر البشرية والمادية، تتعالى الأصوات المطالبة بضرورة تدخل المجتمع الدولي لوقف هذه الانتهاكات، وإجبار الاحتلال على الالتزام بالقانون الدولي.
ورغم الدمار الهائل والمعاناة المستمرة، يؤكد أهالي غزة أن صمودهم سيظل أقوى من كل محاولات التهجير والاقتلاع، وأن ما يحدث في الزرقا ليس إلا صفحة جديدة من ملحمة الصمود الفلسطيني التي ستظل شاهدة على ظلم الاحتلال وإرادة الحياة عند شعب محاصر منذ عقود.









