تكبير الخط تصغير الخط

كتبت/ غدير خالد

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، في بيان رسمي، أنه نفذ غارة جوية "دقيقة" استهدفت خمسة أشخاص قرب مركبة تحمل شعار منظمة "المطبخ المركزي العالمي" في منطقة دير البلح وسط قطاع غزة، الأسبوع الماضي. وادعى الجيش أن المستهدفين لم تكن لهم أي صلة بالمنظمة الإغاثية، رغم ارتدائهم سترات صفراء تحمل شعارها.

غارة جوية وسط منطقة مدنية
 

بحسب ما نقلته قناة "آي 24 نيوز" العبرية، فإن الغارة نُفذت بواسطة طائرة مسيّرة تابعة لجيش الاحتلال، بعد أن رُصد الأشخاص الخمسة وهم يتحركون قرب مركبة إغاثية. وأوضح الجيش في بيانه أن المستهدفين "ألصقوا شعار المطبخ المركزي العالمي على ملابسهم بهدف التمويه"، وأنه "تم التأكد من عدم انتمائهم للمنظمة قبل تنفيذ العملية".

وتأتي هذه الغارة في سياق العدوان المستمر على قطاع غزة، الذي يشهد تصعيداً عسكرياً واسعاً منذ عدة أشهر، وسط انتقادات دولية متزايدة بشأن استهداف المدنيين والمنشآت الإنسانية.

جدل حول استهداف عناصر قرب مركبة إغاثية

العملية أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط الحقوقية والإعلامية، خاصة أن المركبة المستهدفة تحمل شعار منظمة دولية تعمل في مجال تقديم المساعدات الغذائية للمتضررين من الحرب. 

ورغم تأكيد جيش الاحتلال أن المستهدفين لم تكن لهم صلة بالمنظمة، إلا أن الحادثة تطرح تساؤلات حول دقة المعلومات الاستخباراتية التي تُبنى عليها مثل هذه العمليات.

منظمات حقوقية طالبت بفتح تحقيق مستقل في الحادثة، معتبرة أن استهداف أفراد قرب مركبة إغاثية يُعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، ويعكس طبيعة العدوان الذي يشنه الكيان الصهيوني على القطاع.

 ردود فعل وتحذيرات من استهداف العمل الإنساني

في بيان مقتضب، عبّرت منظمة "المطبخ المركزي العالمي" عن قلقها من استخدام شعارها في مناطق النزاع، مؤكدة أنها تعمل بشكل مستقل ومحايد، ولا علاقة لها بأي نشاط عسكري أو سياسي. ودعت إلى احترام عمل المنظمات الإنسانية وعدم الزج بها في الصراعات المسلحة.

من جهتها، قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إن استهداف أفراد قرب مركبة تحمل شعار منظمة إغاثية يستدعي تحقيقاً عاجلاً، مشيرة إلى أن مثل هذه الحوادث تضع العاملين في المجال الإنساني في خطر دائم، وتعرقل جهود الإغاثة في مناطق النزاع.

تصعيد جديد يهدد العمل الإنساني في غزة
 

تسلط هذه الحادثة الضوء على المخاطر المتزايدة التي تواجه المنظمات الإنسانية في ظل العدوان المتواصل على قطاع غزة، حيث باتت المركبات والمرافق الإغاثية عرضة للاستهداف المباشر من قبل جيش الاحتلال. 

وبينما يواصل الكيان الصهيوني عملياته العسكرية، تتزايد الدعوات الدولية لضمان حماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني، ووقف الانتهاكات التي تهدد أرواح الأبرياء.