تكبير الخط تصغير الخط

كتبت/ غدير خالد

أكّد جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، جاهزيته لإعادة تموضع قواته في مناطق حدودية جديدة، وذلك ضمن الاستعدادات الجارية للمفاوضات المتعلقة بوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع حركة حماس، بحسب ما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية رسمية.

 استعدادات ميدانية لخطط انسحاب محتملة

وقال متحدث باسم جيش الكيان الصهيوني إن "القوات تستعد لتعديل خطوط انتشارها بناءً على التطورات السياسية والأمنية المرتبطة بالمحادثات الجارية"، مشيرًا إلى أن "الجيش سيبقى على أهبة الاستعداد لإجراء تغييرات ميدانية في حال التوصل إلى تفاهمات رسمية". وتشير تقارير إلى أن هذه الخطوة قد تشمل انسحابًا من بعض المحاور جنوب قطاع غزة، خاصة محور "موراغ"، الذي تصاعدت حوله الخلافات داخل الائتلاف الحكومي.

 العدوان المتواصل يضغط باتجاه التوصل إلى تفاهم سياسي

تأتي هذه التصريحات في ظل استمرار العدوان العسكري الذي يشنه الكيان الصهيوني على قطاع غزة منذ أشهر، والذي خلّف آلاف الضحايا المدنيين، وفقًا لتقارير أممية ومحلية. ويرى محللون أن التعديل العسكري في خطوط الانتشار قد يكون محاولة لتقديم "بادرة حسن نية" في سياق التفاوض، أو تمهيدًا لتحويل التصعيد الميداني إلى مكسب سياسي داخلي.

انقسام داخل الحكومة الإسرائيلية حول خيارات التفاوض

وفي ظل هذه المستجدات، برزت مواقف متباينة من داخل الحكومة الإسرائيلية، حيث عبّر وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير عن رفضه لأي انسحاب من غزة، واصفًا ذلك بأنه "انحدار خطير ضمن صفقة استسلام". وقال في بيان له:"على رئيس الحكومة أن يعود لرشده، فانسحاب من محور استراتيجي مثل ’موراغ’ يُعد إهانة لدماء الجنود الذين قاتلوا هناك".

خيارات مفتوحة وتطورات مرتقبة خلال الأيام المقبلة

مع استمرار التصريحات والتغيرات في المواقف السياسية والعسكرية، تبقى الصورة ضبابية بشأن مستقبل الاتفاق المحتمل. وبينما يروّج قادة الكيان الصهيوني لتقدم في المفاوضات، تُطرح تساؤلات حول مدى استعدادهم لتقديم تنازلات حقيقية على الأرض. ومن المنتظر أن يشهد الأسبوع المقبل حراكًا مكثفًا من الوسطاء، فيما تتجه الأنظار إلى الدوحة والقرارات المرتقبة التي قد تُعيد تشكيل المشهد بأكمله.