تدريبات لواء الكوماندوز في الموقع الجديد

جيش الاحتلال الإسرائيلي ينشئ مركز تدريب "لبنان الصغير" على أنقاض قرية سورية مهجرة

profile
  • clock 4 سبتمبر 2025, 3:53:06 م
  • eye 420
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

محمد خميس

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن إنشاء مركز تدريب عسكري جديد باسم "لبنان الصغير" فوق أنقاض قرية "زعورة" السورية المهجرة شمالي هضبة الجولان المحتل، ليكون نسخة شمالية من موقع "غزة الصغيرة" القائم في قاعدة "تسئيليم" منذ نحو عقدين، والذي يستخدم لتدريب الجنود على الحروب الحضرية في قطاع غزة.

وبحسب صحيفة /يديعوت أحرونوت/ اليوم الخميس، تم تصميم الموقع الجديد خصيصًا لمحاكاة العمليات العسكرية في بلدات لبنانية، مع مبانٍ متعددة الطوابق وأبراج سكنية تعكس الطابع العمراني للجنوب اللبناني، وذلك بهدف إعداد القوات لمواجهة سيناريوهات قتال حضري واسعة النطاق.

تدريبات لواء الكوماندوز في الموقع الجديد

نفذ مقاتلو لواء الكوماندوز الإسرائيلي خلال الأسابيع الماضية تدريباتهم الأولى في الموقع، وأكد ضباط الاحتلال أن الهدف من هذه التدريبات هو إعداد القوات لمسرح القتال المحتمل في الشمال اللبناني. ويشمل ذلك تدريبات على مواجهة البنية التحتية تحت الأرض، في إشارة واضحة إلى أنفاق حزب الله المنتشرة في المناطق الحدودية.

وأشار الجيش إلى أن الموقع الجديد يختلف عن نظيره في "تسئيليم"، إذ يسمح باستخدام الذخيرة الحية، حيث يمكن للجنود إطلاق النار من أسلحتهم الشخصية والدبابات، بالإضافة إلى تشغيل جرافات "D9" لتفجير العبوات وإزالة العوائق، ما يمنحهم خبرة حقيقية في العمليات الميدانية تحت ظروف قتالية واقعية.

تصميم الموقع ومميزاته التكتيكية

تم تجهيز أزقة وشوارع الموقع بعشرات الكاميرات وأجهزة التسجيل لمراجعة الأداء بعد انتهاء المناورات، بهدف استخلاص العِبَر من نقاط القوة والضعف خلال التدريبات، وتعزيز القدرة على التخطيط للمعارك المستقبلية.

وتنوعت المباني في الموقع بين بيوت أرضية بساحات داخلية، وأبنية من ثلاث وأربع طوابق، وصولًا إلى أبراج مرتفعة، مع نشر الأنقاض بين المباني لاستخدامها كأهداف للقناصة، مستفيدين من بقايا قرية "زعورة" المهجرة. ويهدف هذا التنوع إلى محاكاة بيئة قتالية حضرية معقدة تحاكي الواقع في الجنوب اللبناني، بما يشمل الشوارع الضيقة والزوايا الملتوية والمباني المدمرة.

أول تدريب واسع النطاق

من المقرر أن يشهد الموقع الشهر المقبل أول تدريب واسع النطاق يضم كتائب من قوات الاحتياط، ضمن استعدادات الجيش الإسرائيلي لجبهة لبنان، والتي تركز على القتال الحضري ومواجهة الأنفاق والهجمات الصاروخية المحتملة. ويعتبر هذا التدريب جزءًا من استراتيجية الاحتلال لتعزيز جاهزية قواته للتصدي لأي هجمات من حزب الله أو الجماعات المسلحة على الحدود الشمالية.

أهداف الجيش الإسرائيلي من إنشاء "لبنان الصغير"

يسعى الجيش الإسرائيلي من خلال هذا المشروع إلى:

تحسين جاهزية القوات لمعارك حضرية معقدة في لبنان.

اختبار وتطوير التكتيكات الحضرية للتعامل مع أنفاق وملاجئ حزب الله.

تقييم أداء الجنود بالدبابات والذخيرة الحية والجرافات الهندسية في بيئة محاكاة واقعية.

تدريب قوات الاحتياط بشكل دوري لمواجهة تهديدات الشمال بشكل فعال.

وأكد ضباط الاحتلال أن هذا النوع من التدريبات يعزز القدرة على اتخاذ القرارات السريعة تحت ضغط قتالي حقيقي، ويتيح دراسة أخطاء التكتيك وتصحيحها قبل أي مواجهة محتملة مع القوات اللبنانية أو جماعات المقاومة.

السياق العسكري والسياسي

يأتي إنشاء "لبنان الصغير" في وقت يتصاعد فيه التوتر على الحدود الشمالية لإسرائيل، في ظل تهديدات من حزب الله اللبناني، وزيادة احتمالية وقوع صدام مسلح واسع النطاق. ويعد الموقع جزءًا من استراتيجية إسرائيل الشاملة لتأمين الحدود الشمالية، بالتوازي مع التحصينات على الحدود مع غزة، والتي تشمل مواقع مثل "غزة الصغيرة" في تسئيليم.

ويُظهر هذا المشروع اهتمام الجيش الإسرائيلي بـ التدريب على سيناريوهات القتال الحضري المعقدة، والتي تعتمد على محاكاة المدن والمناطق السكنية، واستخدام الذخيرة الحية والمعدات الثقيلة، بهدف رفع مستوى الاحترافية العسكرية للقوات الإسرائيلية وجعلها أكثر استعدادًا لأي نزاع مستقبلي في لبنان أو المناطق المجاورة.

التعليقات (0)