جبل الرحمة يحتضن جموع الحجيج في يوم عرفة.. مشهد إيماني مهيب

profile
  • clock 5 يونيو 2025, 10:25:24 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

متابعة: شيماء مصطفى

احتشدت جموع الحجاج اليوم على جبل الرحمة في مشعر عرفات منذ ساعات الصباح الأولى، تفيض قلوبهم بالشوق إلى المغفرة والرضوان، وقد افترشوا سفوح الجبل، ورفعوا أكفّهم إلى السماء في لحظة روحانية عظيمة تتجلّى فيها السكينة والصفاء.
ويأتي هذا المشهد في أقدس أيام الحج، يوم عرفة، الذي وصفه النبي محمد ﷺ بقوله:"ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة".

جبل الرحمة.. شاهد على خطبة الوداع

يقع جبل الرحمة في قلب مشعر عرفات على بُعد نحو 17 كيلومترًا من المسجد الحرام، ويعلو عن سطح الأرض قرابة 65 مترًا، ما يجعله أحد أبرز معالم المشاعر المقدسة.

وتتجذر قيمته الدينية والتاريخية في ذاكرة المسلمين، إذ وقف عليه النبي محمد ﷺ في حجة الوداع خطيبًا أمام الصحابة عند الصخرات الشهيرة، التي ما تزال حتى اليوم قائمةً كشاهد على أعظم خطب التاريخ الإسلامي.

ويُعرف الجبل بأسماء متعددة منها: جبل الدعاء وجبل الموقف، وكلها تعبّر عن روحانية المكان وقدسيته.

مشروعات نوعية لتسهيل أداء الشعائر

في إطار حرص القيادة السعودية الرشيدة على راحة ضيوف الرحمن، شُيّدت مؤخرًا مشروعات متطورة في منطقة جبل الرحمة لتقليل الإجهاد الحراري وتوفير بيئة آمنة ومريحة للحجاج.

وقد شملت هذه المشاريع:

مساحة إجمالية تجاوزت 196 ألف متر مربع.

مظلات بمساحة 1,200 متر مربع.

129 مروحة رذاذ تعمل على تلطيف الأجواء وتقليل درجات الحرارة.

وتأتي هذه الجهود في سياق رؤية شاملة لخدمة الحجاج وتهيئة المشاعر المقدسة لأداء المناسك بأمان وطمأنينة.

مشهد إنساني يُجسّد الوحدة

منذ لحظات الشروق، تحوّلت ساحة الجبل إلى لوحة إنسانية مدهشة، تماهت فيها الجنسيات واللغات والألوان، في وحدة شعورية عميقة تتجلّى في نداء واحد: "لبيك اللهم لبيك" ترددت أصداء التكبير والتهليل والدعاء بين جنبات الجبل، في مشهد يفيض إيمانًا وخشوعًا، ويخلّد في الذاكرة كأحد أعظم لحظات القرب من الله.

جبل الرحمة في قلب الشعيرة

يُعد جبل الرحمة أحد أبرز رموز مشعر عرفات، وهو المكان الذي يقف فيه الحجاج في أهم أركان الحج.
ورغم تكرار هذا المشهد كل عام، فإنه يظلّ فريدًا ومتجدّدًا في القلوب، يحمل دلالات إيمانية عميقة وتجليات روحية لا تُشبهها أي لحظة أخرى، ليبقى الجبل رمزًا خالدًا لذكرى وقفة عرفة ومقام الرحمة الإلهية.

التعليقات (0)