مجاعة تمتد من الشمال إلى الجنوب

تفشي فيروس مجهول في غزة.. كارثة صحية تهدد الأطفال وسط المجاعة ونقص الدواء

profile
  • clock 1 سبتمبر 2025, 7:43:40 م
  • eye 425
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

محمد خميس

يشهد قطاع غزة كارثة صحية متفاقمة مع تحذيرات أطباء وإداريين من تفشٍ سريع لفيروس مجهول يضرب الأطفال والكبار على حد سواء، في ظل ظروف إنسانية مأساوية سببها العدوان الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من عامين، والذي دمّر البنية التحتية الصحية وأدى إلى انهيار المنظومة الطبية بشكل شبه كامل.

فيروس غامض يضرب المستشفيات

كشف مدير الإغاثة الطبية في غزة، محمد أبو عفش، أن الإصابات بالفيروس تتضاعف يومياً بمعدل يصل إلى ثلاثة أضعاف، وخاصة داخل المستشفيات المزدحمة والمراكز الطبية التي تعمل فوق طاقتها.
وأوضح أن أعراض الفيروس تتشابه مع ما ظهر خلال جائحة كورونا، مثل الحمى والسعال وضيق التنفس، غير أن غياب أدوات الفحص والتحاليل المخبرية يجعل من الصعب تحديد طبيعة المرض أو تصنيفه بدقة، ما يزيد من خطورته وسرعة انتشاره.

خطر على الأطفال والمسنين

أبو عفش لم يستبعد سيناريو الوفيات الجماعية بين الأطفال بسبب تزامن تفشي الفيروس مع المجاعة وسوء التغذية، الأمر الذي أضعف مناعة معظم السكان، خصوصاً الفئات الهشة مثل الأطفال والمسنين والحوامل.
وأشار إلى أن الفرق الطبية في غزة تتعامل مع "أجساد هزيلة تشبه الهياكل العظمية" نتيجة الجوع، ما يجعل أي عدوى فيروسية أكثر خطورة وقد تكون قاتلة.

نقص الأدوية والأجهزة الطبية

الأزمة الصحية تتعمق أكثر بسبب نقص حاد في المستلزمات الطبية، حيث تفتقر المستشفيات إلى أجهزة الأكسجين، المحاليل الطبية، المغذيات الخاصة بالأطفال، والمختبرات القادرة على تحليل العينات.
ومع خروج معظم المرافق الصحية عن الخدمة جراء القصف الإسرائيلي المباشر للمستشفيات، لم يعد أمام الأطباء سوى تقديم الرعاية الأولية المحدودة في ظروف أقرب ما تكون إلى "طب الكوارث".

مجاعة تمتد من الشمال إلى الجنوب

وأكد أبو عفش أن المجاعة لم تعد مقتصرة على شمال غزة فحسب، بل امتدت إلى مناطق جنوب القطاع مثل خان يونس، حيث يعيش السكان بلا غذاء كافٍ أو مياه صالحة للشرب، وسط انهيار شبه كامل في الخدمات الصحية.
وأضاف أن غياب الرعاية الطبية ومغذيات الأطفال يفتح الباب أمام انتشار الأوبئة، مشيراً إلى أن الوضع الصحي يوشك أن يخرج عن السيطرة في أي لحظة.

كارثة إنسانية مركبة

تأتي هذه التطورات بينما تتواصل الحرب المدمرة على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي أسفرت حتى اليوم عن استشهاد وإصابة أكثر من 224 ألف فلسطيني، بينهم نسبة كبيرة من الأطفال والنساء، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.
كما تسببت الهجمات الإسرائيلية في نزوح مئات الآلاف من السكان، وحرمانهم من الغذاء والدواء والمأوى، ما زاد من هشاشة الوضع الإنساني.

البنية الصحية تحت النار

منذ بداية العدوان، استهدفت قوات الاحتلال بشكل مباشر المستشفيات والمراكز الطبية وسيارات الإسعاف، ما أدى إلى خروج أكثر من 70% من مرافق غزة الصحية عن الخدمة.
وبحسب وزارة الصحة، فإن 288 منشأة طبية تعرضت للتدمير الكلي أو الجزئي، ما جعل القطاع الصحي عاجزاً عن تلبية الحد الأدنى من احتياجات السكان.

خطورة الوضع الصحي عالمياً

يحذر خبراء الصحة من أن انتشار فيروس مجهول في بيئة مكتظة مثل غزة، مع غياب الإمكانيات الطبية، قد يتحول إلى كارثة وبائية تهدد ليس فقط الفلسطينيين، بل المنطقة بأكملها.
ويؤكدون أن استمرار الحصار ومنع دخول المساعدات الطبية والوفود الصحية الدولية يضاعف من حجم المأساة، ويجعل من غزة "بؤرة صحية خطيرة" على حد وصفهم.

دعوات عاجلة للتحرك الدولي

في مواجهة هذه الكارثة، ناشد الأطباء والمؤسسات الحقوقية المجتمع الدولي ومنظمات الصحة العالمية إلى التدخل الفوري، من خلال إدخال الأدوية وأجهزة الفحص الحديثة و توفير أجهزة الأكسجين والمحاليل الطبية و إرسال وفود طبية متخصصة لمتابعة الوضع ووقف الاستهداف المباشر للمرافق الصحية وضمان حماية الطواقم الطبية.

التعليقات (0)