تعقيب على وثيقة "الإنقاذ الوطني": بين الواقعية والانحراف عن بوصلة التحرير

profile
  • clock 15 يوليو 2025, 7:10:59 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
غزة

بقلم: رامي أبو زبيدة – كاتب وباحث في الشأن العسكري والأمني

 

في الوقت الذي تتعرض فيه غزة لأبشع أنواع الإبادة الجماعية، وتواجه المقاومة الفلسطينية معركة وجود مصيرية في وجه الاحتلال الصهيوني وأذرعه الغربية والعربية، طالعنا ما يسمى *بـ"وثيقة الإنقاذ الوطني - الشعب والوطن أولاً"،* التي أُطلقت برعاية عدد من الشخصيات السياسية والأكاديمية، وبمباركة من قيادة سلطة رام الله.

 

وبقدر ما نثمّن أي جهد وطني يسعى للوحدة ورأب الصدع الفلسطيني، فإننا نرى أن هذه الوثيقة، بصيغتها الحالية، *تغفل عن جوهر المعركة الفلسطينية، وتُعيد إنتاج مقاربة انهزامية تُحمّل الضحية مسؤولية الحرب، بينما تُقدّم المتسبب بالإخفاق الوطني باعتباره "منقذًا" و"مرجعًا".

 

أن يتم تسليم هذه الوثيقة لمنظومة أوسلو ورأسها محمود عباس، المتفرد بالقرار، والمنفصل عن نبض الشارع، والممتنع عن دعم المقاومة بل ومعادٍ لها، هو رسالة خطيرة تُفقد الوثيقة مشروعيتها. *الإنقاذ الحقيقي يبدأ بإسقاط نهج التفرد والتنسيق الأمني، وليس تعويمه من جديد بلغة المصالحات الشكلية.

 

سحب ذرائع الحرب"؟ أم تسويق الرواية الصهيونية؟

 

ما ورد في الوثيقة حول *"سحب ذرائع استمرار حرب الإبادة"" يحمل اتهامًا مبطنًا للمقاومة بأنها السبب في العدوان، وهو خطاب مشين ومتساوق مع السردية الصهيونية، فالحرب على غزة ليست نتاج انقسام داخلي، بل عدوان استعماري مخطط، يهدف إلى كسر إرادة شعب ومقاومة لا تقبل الخضوع.

 

وحدة وطنية تحت سقف المقاومة... لا تحت مظلة التسوية

 

أي مشروع وطني حقيقي لا يمكن أن يتجاهل أن *المقاومة هي الخيار الاستراتيجي الوحيد الذي أجبر العدو على التقهقر والارتباك.* الوحدة الوطنية المطلوبة هي وحدة تحت راية المقاومة، لا على قاعدة تقاسم المناصب والسلطة الفارغة.

 

إن ما نحتاجه اليوم ليس وثائق شكلية أو روابط إلكترونية، بل مشروع مقاوم يعيد بناء منظمة التحرير على أسس وطنية شاملة، ويكرّس ثوابت شعبنا، ويُسقط وهم التسوية إلى غير رجعة.


إننا ندعو أبناء شعبنا في كل مكان إلى عدم الانجرار وراء مبادرات تعويم النخب الفاشلة، والتمسك بخيار المقاومة، والالتفاف حول مشروع التحرير، ودعم الصامدين في غزة، وعدم الانخداع بمحاولات حرف البوصلة أو تمييع المفاهيم.

 


 

التعليقات (0)