الصواريخ من صنعاء إلى البحر الأحمر... طالما غزة تحت النار

تصعيد يمني–إسرائيلي يفاقم الأزمة الإقليمية: الحوثيون يتوعدون وتل أبيب تترقب

profile
  • clock 1 يونيو 2025, 1:52:57 م
  • eye 418
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

محمد خميس

الصواريخ من صنعاء إلى البحر الأحمر... طالما غزة تحت النار

في تطور لافت على صعيد التوترات الإقليمية، أعلنت جماعة "أنصار الله" (الحوثيون) في اليمن عزمها مواصلة استهداف المصالح الإسرائيلية والأمريكية في البحر الأحمر، طالما استمر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. يأتي هذا التهديد في وقت يشهد فيه الإقليم تصعيدًا متعدد الجبهات، ما يفتح الباب أمام تعقيدات جديدة في مشهد الحرب الممتدة منذ أكثر من أربعة أشهر.

الحوثيون: ضرباتنا مستمرة ما دام القصف مستمرًا

أكدت قيادة الحوثيين، في بيان رسمي، أن عملياتهم الهجومية باستخدام الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة ستتواصل ضد "الكيان الصهيوني وأدواته" في البحر الأحمر ومحيطه، في رد مباشر على استمرار القصف الإسرائيلي لغزة. واعتبرت الجماعة أن دعمها للفلسطينيين ليس دعمًا عابرًا، بل التزام ميداني يترجم إلى عمليات عسكرية فعلية، تستهدف الضغط على إسرائيل وحلفائها لوقف العدوان.

التصعيد اليمني يعقّد معادلة الصراع الإقليمي

من جهة أخرى، يرى مراقبون أن دخول اليمن بشكل أكثر فاعلية في المشهد العسكري الإقليمي، من خلال استهداف السفن والممرات الملاحية المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة، يضيف عنصرًا جديدًا إلى معادلة الحرب الجارية. فالخطر لم يعد مقتصرًا على جبهة غزة أو الضفة، بل بات يمتد إلى البحر الأحمر وخليج عدن، مما يهدد الملاحة الدولية ويضع المنطقة على صفيح ساخن.

إسرائيل تواجه "جبهة الجنوب" بخيارات محدودة

في المقابل، تجد إسرائيل نفسها أمام تحدٍّ استراتيجي متزايد. إذ إن استمرار الهجمات الحوثية من العمق اليمني يفرض على تل أبيب وحلفائها إعادة النظر في أولوياتهم الأمنية، خاصة أن الرد المباشر على اليمن قد يفتح جبهة مفتوحة يصعب السيطرة عليها. ومع تصاعد الضغوط العسكرية من الشمال في لبنان، والشرق في سوريا، والجنوب من اليمن، تصبح خيارات إسرائيل محدودة ومكلفة.

موقف أمريكي متذبذب.. والرد في إطار "الدفاع البحري"

الولايات المتحدة التي تقود تحالفًا بحريًا تحت شعار "حماية الملاحة"، اكتفت حتى الآن بالردع الدفاعي، مع شن ضربات محدودة ضد مواقع الحوثيين. إلا أن التهديدات المتكررة من صنعاء تُبرز هشاشة هذا التحالف، خاصة في ظل تعاطف قطاعات شعبية عربية مع الخطاب الحوثي الذي يربط المعركة في غزة بالمواجهة الإقليمية.

التحول من التضامن إلى الاشتباك المباشر

ما يميز الدور الحوثي في هذه المرحلة، هو انتقاله من خطاب التضامن مع غزة إلى الاشتباك العسكري المباشر مع إسرائيل وحلفائها. فإطلاق الصواريخ واعتراض السفن لا يُعد فقط "نصرة لغزة"، بل هو محاولة فعلية لتعديل ميزان القوى، وإيصال رسالة بأن الحرب على غزة لن تمر دون ثمن على المستوى الإقليمي.

خلاصة المشهد: حرب غزة تتسع

في ضوء هذه التطورات، يتّضح أن الحرب في غزة لم تعد محصورة جغرافيًا، بل تحوّلت إلى صراع إقليمي متعدد الأبعاد. فمع كل صاروخ يُطلق من اليمن، تتعمّق هشاشة الأمن الإقليمي، ويزداد الضغط على إسرائيل سياسيًا وعسكريًا، في ظل عجز دولي متواصل عن كبح جماح الحرب أو معالجة جذورها السياسية.

التعليقات (0)