ترامب يضغط على قادة أفارقة لاستقبال مهاجرين مُرحلين من أمريكا

profile
  • clock 11 يوليو 2025, 8:53:40 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
دونالد ترامب يجتمع مع قادة دول الغابون وغينيا بيساو وليبيريا وموريتانيا والسنغال في البيت الأبيض (رويترز)

في خطوة مثيرة للجدل، كشفت وكالة "رويترز" أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مارست ضغوطًا على قادة خمس دول أفريقية لاستقبال مهاجرين من جنسيات أخرى تعتزم واشنطن ترحيلهم، وذلك ضمن مساعٍ أوسع لتغيير وجهة السياسات الأمريكية تجاه القارة السمراء من "المساعدات" إلى "التجارة" وفقاً لتوصيف البيت الأبيض.

قمة مصغّرة ومطالب ثقيلة

جاءت الضغوط الأمريكية خلال قمة مصغّرة استضافها ترامب في البيت الأبيض يوم الأربعاء، وجمعت رؤساء موريتانيا وليبيريا والسنغال وغينيا بيساو والغابون. ووفقاً لما نقلته "رويترز" عن مسؤول أميركي وآخر ليبيري مطلعَين على مجريات الاجتماع، فقد طرحت واشنطن بشكل مباشر على القادة الأفارقة خطة لاستقبال مهاجرين من دول ثالثة، يتم ترحيلهم من الأراضي الأمريكية.

وبحسب المعلومات، فإن الاجتماع الذي يستمر حتى يوم الجمعة جاء في إطار حملة دبلوماسية تقودها إدارة ترامب لتعميق العلاقات الاقتصادية مع القارة الأفريقية، لكن الخطة المطروحة أثارت تساؤلات حول الأهداف الحقيقية لهذا "الانفتاح المفاجئ"، خاصة في ظل طابعها الأمني والضغط المرتبط بالهجرة.

ترحيل المهاجرين.. وأفريقيا وجهة بديلة

يأتي هذا التحرك ضمن توجه أوسع اتبعته إدارة ترامب منذ عودته إلى الحكم في يناير الماضي، يتمثل في تسريع وتوسيع نطاق عمليات الترحيل، بما في ذلك إرسال المهاجرين إلى دول لا تمثل أوطانهم الأصلية، خاصة في الحالات التي تتعذر فيها الإعادة الفورية إلى بلدانهم الأصلية.

وفي مثال عملي على هذا النهج، تم بالفعل نقل ثمانية مهاجرين من كوبا ولاوس والمكسيك وميانمار والسودان وفيتنام إلى عاصمة جنوب السودان يوم السبت الماضي، بعد فشلهم في منع ترحيلهم قانونياً. ويبدو أن إدارة ترامب تسعى الآن لتكرار هذه الخطوة مع دول غرب أفريقيا.

وقال المسؤول الأمريكي إن ليبيريا تستعد فعليًا لاستيعاب بعض المهاجرين ضمن هذه الخطط، وإن ملف الترحيل كان من أبرز محاور الاجتماع الرئاسي في البيت الأبيض، بينما لم يؤكد المسؤول الليبيري ما إذا كان الرئيس جوزيف بواكاي قد وافق رسميًا على المبادرة الأمريكية.

التجارة بدل المساعدات.. خطاب مشروط

في خطٍ موازٍ، حاول ترامب في حديثه للقادة الأفارقة أن يضفي طابعًا تنمويًا على تحركاته، مشيرًا إلى أنه يعتزم التحول من سياسة تقديم "المساعدات" إلى "الشراكة التجارية"، وذهب إلى حد الزعم بأن "الولايات المتحدة شريك أفضل لأفريقيا من الصين".

وأكد الرئيس الأمريكي أن "أفريقيا تملك إمكانات اقتصادية هائلة" وأن التعاون التجاري سيكون أكثر استدامة وفعالية من المساعدات التقليدية. لكن هذا الخطاب بدا متناقضًا في ضوء ربطه بخطط أمنية وترحيل قسري، مما يعزز الانتقادات بأن واشنطن تستخدم الاقتصاد كأداة لفرض سياسات الهجرة الخاصة بها على دول الجنوب العالمي.

موارد غنية وحدود مشروطة

تتمتع الدول الخمس التي حضرت القمة بثروات طبيعية ضخمة تشمل الذهب والماس وخام الحديد والمنغنيز والليثيوم والكوبالت، وهي عناصر رئيسية في الصناعات التقنية الحديثة. وتحرص الولايات المتحدة على تعزيز نفوذها في هذه المناطق في ظل تصاعد التنافس الصيني في القارة.

لكن على الجانب الآخر، يطرح الاتحاد الأفريقي تساؤلات حول جدية واشنطن في الانفتاح على أفريقيا، خصوصًا في ظل القيود المفروضة على التأشيرات للمواطنين الأفارقة، وسياسات تجارية وصفها مسؤولون أفارقة بأنها "تعسفية" وتعيق تطوير شراكة حقيقية قائمة على الندية والاحترام المتبادل.

استغلال أم شراكة؟

تعكس هذه التطورات مساعي إدارة ترامب للربط بين الملفات الأمنية والاقتصادية، وتحويل الدول الأفريقية إلى حاضنات بديلة لمشاكل الهجرة التي تواجهها الولايات المتحدة، في وقت لا تزال فيه هذه الدول تعاني من أزمات داخلية وتحديات تنموية مزمنة. وهو ما يثير مخاوف من أن تكون "الشراكة" التي تعرضها واشنطن مجرد واجهة لاستراتيجية استغلال سياسي واقتصادي للقارة.

التعليقات (0)