"ترامب سئم من كل شيء".. انسحاب قاذفات أمريكية من دييغو غارسيا

profile
  • clock 10 مايو 2025, 9:12:01 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن انسحاب ثلاث قاذفات أمريكية من طراز B-2 Spirit من قاعدة دييغو غارسيا الجوية التابعة لسلاح الجو الأمريكي، والواقعة في المحيط الهندي، في خطوة أثارت تكهنات واسعة حول تغيير في توجهات واشنطن العسكرية في الشرق الأوسط.

بن كاسبيت: إسرائيل كانت قادرة على "حرق الشرق الأوسط"

في هذا السياق، كتب الصحفي الإسرائيلي بن كاسبيت في صحيفة "معاريف" العبرية أن إسرائيل، في ظل الظروف الإقليمية الراهنة، كانت تمتلك القدرة على إشعال منطقة الشرق الأوسط بالكامل، مشيراً إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو – والذي أشار إليه باسم "بيبي" – لم يستغل هذه الفرصة بسبب تردده المعتاد. وقال كسبيت بلهجة نقدية: "إسرائيل كان لديها وقتها لحرق كل الشرق الأوسط، لكن بيبي متردد كالعادة"، في إشارة إلى ما يعتبره افتقاراً للحسم في اتخاذ قرارات استراتيجية كبرى.

ترامب يسحب جزءاً من القوات: "سئم من كل شيء"

وأضاف بن كسبيت أن الرئيس الأمريكي آنذاك، دونالد ترامب، لم يعد يبدي اهتماماً كبيراً بالبقاء منخرطاً في صراعات المنطقة، بل أظهر ميولاً للانسحاب الجزئي، قائلاً: "ترامب سئم من كل شيء"، مشيراً إلى أن الإدارة الأمريكية بدأت بالفعل بإعادة بعض القوات إلى الوطن. هذه الخطوة تمثل انعطافاً ملحوظاً في السياسات الأمريكية، وتثير أسئلة حول مستقبل الالتزام الأمريكي تجاه أمن إسرائيل وحلفائها في الشرق الأوسط.

دييغو غارسيا: قاعدة أمريكية استراتيجية منذ السبعينيات

تُعد قاعدة دييغو غارسيا من أهم القواعد العسكرية الأمريكية خارج الولايات المتحدة، وقد بدأت واشنطن باستخدامها منذ سبعينيات القرن الماضي كركيزة رئيسية لعملياتها في المحيط الهندي والشرق الأوسط. وتضم القاعدة منشآت عسكرية متقدمة تشمل مدارج طويلة للطائرات الثقيلة، وموانئ للسفن الحربية، ومستودعات للأسلحة والمعدات، فضلاً عن مراكز استخبارات ومراقبة ذات تقنيات عالية. وقد لعبت القاعدة دوراً محورياً في دعم العمليات العسكرية الأمريكية خلال حربي العراق وأفغانستان، إضافة إلى مهام الردع الاستراتيجي ضد دول مثل إيران.

قاذفات B-2 Spirit: استعدادات أمريكية لردع إيران

وفي سياق التصعيد المتزايد في المنطقة، كانت الولايات المتحدة قد أرسلت سابقاً ست قاذفات B-2 Spirit، المعروفة بقدراتها النووية والتخفي، إلى قاعدة دييغو غارسيا. ووفقاً لتقارير نشرتها وكالة "أسوشيتد برس"، تمّ رصد هذا الانتشار من خلال صور أقمار اصطناعية جرى تحليلها، ما اعتُبر مؤشراً على تحضيرات أمريكية محتملة لتنفيذ ضربات جوية ضد أهداف في الشرق الأوسط، وعلى وجه الخصوص داخل الأراضي الإيرانية. هذا التطور جاء في وقت كانت فيه واشنطن تسعى للضغط على طهران خلال مفاوضات متعثرة بشأن ملفها النووي.

السياق الإقليمي: مفاوضات نووية وجولة مرتقبة لترامب

تأتي هذه التحركات العسكرية والانسحابات المتزامنة في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط تحولات سياسية وأمنية متسارعة. فالولايات المتحدة منخرطة في مفاوضات مع إيران بشأن برنامجها النووي، وسط تشكيك إسرائيلي في نوايا طهران وقدرتها على الالتزام بأي اتفاق طويل الأمد. كما يستعد الرئيس دونالد ترامب للقيام بجولة في المنطقة، تبدأ من السعودية، ثم تشمل قطر والإمارات، في محاولة لتعزيز العلاقات مع الحلفاء الإقليميين وطمأنتهم بشأن التزامات واشنطن الأمنية، رغم الانطباع المتزايد بأن الولايات المتحدة باتت تميل إلى تقليص حضورها العسكري في المنطقة.

التعليقات (0)