رسائل ميدانية في عمق "السيطرة"

تحليل عسكري.. رامي أبو زبيدة.. كمين "تل السلطان" برفح: رسائل عسكرية مشفّرة من المقاومة تهزّ ادعاءات الاحتلال

profile
  • clock 3 مايو 2025, 2:36:34 م
  • eye 427
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
رامي أبو زبيدة

في تصعيد لافت يُعيد التأكيد على حضور المقاومة الفلسطينية، أعلنت كتائب القسام عن تنفيذ عملية نوعية في منطقة تل السلطان غرب مدينة رفح، شكّلت ضربة موجعة للجيش الإسرائيلي، الذي يدّعي سيطرته على المنطقة حيث جاءت العملية لتؤكد مجددًا أن السيطرة الميدانية لا تعني نهاية المقاومة، بل ربما بداية فصل جديد من تكتيكات حرب العصابات.

 

تفاصيل العملية... تكتيك دقيق واستدراج محكم

 

بحسب بيان القسام، نفّذت وحدة من المجاهدين كمينًا محكمًا في شارع الطيران بحي تل السلطان، عصر الجمعة 27 أبريل 2025، حيث تم استدراج قوة صهيونية مؤللة تتكوّن من أربع مركبات عسكرية من نوع "همر" وشاحنة عسكرية من نوع "أموليسيا".
وقد جرى استهدافها بعدد من عبوات "الشواظ"، تبعها هجوم مباشر نفذه المجاهدون من مسافة صفر، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الجنود الإسرائيليين.

 

رسائل ميدانية في عمق "السيطرة"

وقال الدكتور رامي أبو زبيدة رئيس تحرير موقع 180 تحقيقات ، أهمية العملية لا تقتصر على الخسائر المباشرة التي لحقت بقوات الاحتلال، بل تتجاوز ذلك إلى الدلالات الميدانية والأمنية. إذ نفّذت العملية في شارع يُفترض أنه "ممشط بالكامل" من قِبل الجيش الإسرائيلي، مما يكشف عن ثغرات استخبارية كبيرة في صفوف الاحتلال، ويُبرز قدرة المقاومة على التخفي والتخطيط والاشتباك في بيئات معقّدة.

 

تعقيدات المشهد في رفح

وقالت: تُعدّ مدينة رفح واحدة من أكثر المناطق تعقيدًا من الناحية العسكرية لكل من الاحتلال والمقاومة. فبينما يحاول الاحتلال فرض سيطرة تامة على مفاصل المدينة الحيوية، تواجه المقاومة تحديات كبرى في تنفيذ عملياتها تحت هذه السيطرة المكثفة لكن العملية الأخيرة تؤكد أن المقاومة، وبالأخص كتائب القسام، قادرة على التكيّف مع الميدان، وتوظيف قدراتها الاستخبارية والهجومية بفعالية لافتة، رغم التضييق العسكري الكبير.

 

حرب استنزاف… وتكلفة متزايدة للاحتلال

وتعكس عملية تل السلطان بوضوح اعتماد المقاومة على نمط حرب العصابات، التي تقوم على الاستنزاف، وتكبيد العدو خسائر بشرية ومادية دون الانجرار إلى مواجهة مفتوحة.


كما أن تنوّع الأسلحة المستخدمة، من العبوات الناسفة إلى الاشتباك القريب، يدلّ على تطوير مستمر في التكتيكات والأساليب، ما يُصعّب مهمة الاحتلال في التنبؤ بعمليات المقاومة أو إفشالها.

 

إحباط لأهداف الاحتلال المعلنة

وتهدف عمليات المقاومة المتكررة في رفح وغيرها إلى إفشال المساعي الإسرائيلية لفرض "واقع جديد" في القطاع، عبر ضرب نقاط التمركز، وإظهار هشاشة القوة العسكرية رغم الكثافة النارية والتقنية.
وهكذا، تُربك المقاومة أهداف الاحتلال، وتُضعف معنوياته، وتُحبط مساعيه في فرض سيطرة شاملة على القطاع، ما يعيد التأكيد على أن أي تقدم ميداني لا يعني نهاية المعركة.

 

روح معنوية مرتفعة ورسالة للشعب

 

وقال إن العملية أيضًا، ترفع من الروح المعنوية للشعب الفلسطيني، الذي يرى في استمرار العمليات دليلاً على بقاء نبض المقاومة، رغم الحصار والتدمير والقصف.


وهي رسالة واضحة بأن المقاومة، وإن كانت محاصرة، إلا أنها ليست عاجزة عن المبادرة، بل قادرة على قلب المعادلات في الميدان.

 

المقاومة لا تزال حاضرة... وفعّالة

واختتم حديثه أن عملية كمين تل السلطان تؤكد أن كتائب القسام، ورغم كل ما تواجهه من تحديات، لا تزال قادرة على التخطيط، والرصد، والتنفيذ، والانسحاب. إنها ليست فقط قوة نار، بل أيضًا جهاز استخباري وتحرك ميداني محسوب.
ولعلّ هذه العملية، وغيرها، تُشير إلى أن كلفة استمرار العدوان ستكون عالية على الاحتلال، وأن المقاومة تعرف جيدًا كيف تتكيّف مع تعقيدات الأرض وتُعيد صياغة معادلات الاشتباك.

 

التعليقات (0)