-
℃ 11 تركيا
-
13 يونيو 2025
تحت حراب الاحتلال.. الأقصى يُقتحم ونتنياهو يتحدى العالم
تحت حراب الاحتلال.. الأقصى يُقتحم ونتنياهو يتحدى العالم
-
27 مايو 2025, 7:05:36 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تحت حراب الاحتلال.. الأقصى يُقتحم ونتنياهو يتحدى العالم
كتب: محمد أبو غالي
تحدى رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو العالم الإسلامي والعربي باقتحام المسجد الأقصى، في خطوة تعكس تعنته المستمر واستفزازه لمشاعر الملايين من المسلمين. تأتي هذه الاقتحامات في وقت يتزايد فيه التخاذل العربي، حيث تكتفي بعض الدول بإصدار بيانات الإدانة دون اتخاذ خطوات فعلية لمواجهة هذا العدوان.
العرب في حالة انقسام
إن تصرفات نتنياهو، التي تزامنت مع احتفالاته بما يسمى "توحيد القدس"، تعكس تجاهله التام للحقوق التاريخية والدينية للشعب الفلسطيني، بينما يبدو العالم العربي في حالة من الانقسام والضعف، مما يثير تساؤلات حول جدوى المواقف الرسمية التي لا تتجاوز حدود الكلام.
في ظل هذه الظروف، يزداد القلق بشأن مستقبل المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية، حيث يسعى الاحتلال الإسرائيلي لفرض واقع جديد يعزز من سيطرته على المدينة المقدسة. إن هذا التحدي يتطلب من الدول العربية والإسلامية موقفًا موحدًا وقويًا، يتجاوز التصريحات إلى إجراءات ملموسة تدعم حقوق الفلسطينيين وتواجه الأطماع الإسرائيلية.
يوم توحيد القدس
احتفل رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بما يسمى يوم "توحيد القدس" من نفق تحت المسجد الأقصى المبارك. وعقدت حكومة الاحتلال اجتماعًا في بلدة سلوان بالقدس المحتلة، بمناسبة الذكرى السنوية لاحتلال المدينة عام 1967 وفق التقويم العبري. جاء ذلك بالتزامن مع اقتحام أكثر من 2000 مستوطن للأقصى واعتداءات على سكان البلدة القديمة.
خلال الاجتماع، كرر نتنياهو مزاعم "وحدة القدس"، متعهدًا بعدم تقسيمها وتعزيز سيادة إسرائيل عليها، وفق بيان صادر عن مكتبه. وأشار إلى أنه قدم للحكومة قرارات تهدف إلى تطوير القدس في جميع أجزائها، مستندًا إلى ما وصفه بـ "الحق التاريخي" في المدينة، ولصالح "جميع السكان".
كما ذكر نتنياهو أن حكومته عملت في السنوات الأخيرة على تعزيز الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارات إليها، واستثمار مليارات الشواقل في مشاريع تهويدية تشمل البنية التحتية والإسكان والنقل والتعليم والسياحة.
اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى
شهد المسجد الأقصى يوم الاثنين اقتحامًا واسعًا نفذه أكثر من ألفي مستوطن متطرف، في مقدمتهم الوزيرين إيتمار بن غفير وبتسئيل سموتريتش. تزامن الاقتحام مع "مسيرة الأعلام" في منطقة باب العامود، وشهد زيادة في عدد المقتحمين بنسبة 37% عن الاقتحامات السابقة، مما جعله يُعتبر "اليوم الأسوأ في تاريخ المسجد الأقصى" منذ احتلاله عام 1967.
سمحت شرطة الاحتلال لست مجموعات استيطانية متطرفة باقتحام باحات الأقصى في وقت واحد، حيث رقص المستوطنون المتطرفون وحملوا سموتريتش على الأكتاف، في مشهد غير مسبوق. وهدد المستوطنون المتطرفون "الموت للعرب" خلال تجولهم في أزقة البلدة القديمة، ووجهوا إهانات للنبي محمد عليه السلام.
هذا الاقتحام غير المسبوق يتجاوز الوضع القائم للمسجد الأقصى، الذي يحظر على غير المسلمين تأدية طقوس دينية فيه.
ردود فعل رسمية
من جانبها، اعتبرت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية ما يجري داخل المسجد الأقصى "انتهاكًا صارخًا لحرمة المقدسات الإسلامية"، واعتداءً واضحًا على المشاعر الدينية لملايين المسلمين حول العالم. وأكدت الوزارة أن حكومة الاحتلال لم تعد تكتفي بتوفير الغطاء السياسي والأمني لهذه الاقتحامات، بل أصبحت شريكة فعلية فيها بمشاركة شخصيات تنفيذية وتشريعية. وناشدت بضرورة اتخاذ موقف إسلامي وعربي موحد لمواجهة هذه الأطماع.
الدول العربية تدين
كما أدانت الخارجية الأردنية بأشد العبارات اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف، إيتمار بن غفير، وعدد من أعضاء الحكومة والكنيست المسجد الأقصى المبارك، واعتبرت ذلك انتهاكًا صارخًا للوضع التاريخي والقانوني القائم والتزامات "إسرائيل" بصفتها القوة القائمة بالاحتلال.
وكذلك أدانت مصر وعدة دول عربية عملية اقتحام الأقصى من قبل نتنياهو والمتطرفين اليهود وسط تخاذل عربي وإسلامي غير مسبوق.







