-
℃ 11 تركيا
-
16 يونيو 2025
"إسرائيل تحت الضغط: تصعيد ميداني، اضطراب سياسي، وتحركات دولية لإتمام صفقة الأسرى"
المشهد الإسرائيلي
"إسرائيل تحت الضغط: تصعيد ميداني، اضطراب سياسي، وتحركات دولية لإتمام صفقة الأسرى"
-
27 مايو 2025, 6:34:28 م
-
428
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
المشهد الإسرائيلي
إعداد وتحرير: رامي أبو زبيدة
يواصل المشهد الإسرائيلي تصاعده بين الأزمات العسكرية والداخلية والتوترات السياسية العميقة، وسط تعثر واضح في معالجة ملف الأسرى والمفاوضات المتعثرة بشأن وقف الحرب. ويظهر اليوم تداخلٌ بين الميدان المشتعل، والتحركات السياسية خلف الكواليس، وضغوط داخلية متنامية، وانكشاف متزايد للأزمات النفسية والمجتمعية. في هذا التقرير الجديد من "180 تحقيقات"، نرصد أبرز ما ورد في الإعلام العبري عبر أربعة محاور رئيسية: الشأن العسكري والميداني، الشأن الداخلي، الشأن الدولي، وآراء وتحليلات إسرائيلية.
أولاً: الشأن العسكري والميداني
توسّع الميدان: أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن باتجاه القدس، بينما دوت صفارات الإنذار في نيرعام قرب قطاع غزة. كما أُصيب جنديان بجروح خطيرة في معارك شمال غزة وبيت لاهيا.
تحقيقات في الإخفاقات: كشف تحقيق عسكري جديد أن نحو 200 مسلح تسللوا في ثلاث موجات خلال هجوم 7 أكتوبر على كيبوتس مفالسيم، وسط فشل استخباري وتكتيكي في الاستعداد لهجوم واسع النطاق.
عمليات بالضفة: بدأ الجيش عمليات واسعة ضد محلات الصرافة بدعوى محاربة "تمويل الإرهاب".
أزمة الأسرى تتصاعد: عائلات الجنود الأسرى يتحدثون عن تدهور في حالة أبنائهم، بينما يعترف مسؤولون رسميون بصعوبة المفاوضات، ويؤكدون استمرار الضغط العسكري على قيادة حماس دون تحديد موعد لإتمام الصفقة.
قضية إعادة الجثامين: طالب إيتمار بن غفير بمنع إعادة جثمان منفذ عملية الطعن في القدس، متذرعًا بأن هذه الخطوة تُحوَّل إلى أداة تحريض جماهيري.
ثانياً: الشأن الإسرائيلي الداخلي
تصاعد الاحتجاجات الشعبية: نفذ يمينيون من حركة "الأمر 9" اعتصامًا في ميناء أسدود لمنع دخول شاحنات مساعدات إلى غزة، وتم اعتقال رئيستهم رعوت بن حاييم. كما شهد الكنيست احتجاجات لأمهات جنود يطالبن بوقف الحرب.
الأوضاع النفسية متدهورة: كشفت تقارير أن 66 ألف جندي وعائلاتهم طلبوا دعماً نفسياً منذ بدء الحرب، إضافة إلى أكثر من نصف مليون مواطن مدني، وسط تحذيرات من أزمات اجتماعية متفاقمة.
الأمن القومي الداخلي: ذكرت صحيفة "معاريف" وجود مخاوف من تشكل خلايا داعشية بين المواطنين العرب داخل إسرائيل.
خلافات في المنظومة الأمنية: تقارير تفيد بعقد اجتماعات أمنية في مكتب المستشارة القضائية دون إشراك نتنياهو أو وزير الدفاع، مما يعكس تصدعات في منظومة اتخاذ القرار.
ثالثاً: الشأن الدولي
جهود التهدئة مستمرة: تقود الولايات المتحدة وقطر ومصر مفاوضات حثيثة للوصول إلى صفقة تبادل أسرى. مبعوثا ترامب، ويتكوف وآدم بولر، أعربا عن أمل بتحقيق تقدم قريب، بينما تضغط واشنطن على تل أبيب لتقديم ضمانات تُنهي الحرب.
التنسيق مع دمشق: كشفت القناة 12 عن لقاءات مغلقة بين مسؤولين إسرائيليين وسوريين بهدف تنسيق أمني وتجنّب الاحتكاك.
عزلة جوية متنامية: ألغت شركة "إيبيريا إكسبرس" الإسبانية رحلاتها من وإلى تل أبيب حتى نهاية يونيو.
تسليح متدفق: وزارة الأمن الإسرائيلية أعلنت وصول 90 ألف طن من المعدات العسكرية عبر أكثر من 800 رحلة جوية و140 بحرية منذ بداية الحرب.
رابعاً: آراء وتحليلات إسرائيلية
هآرتس – عاموس هرئيل: يرى أن ترامب يسعى جدياً لإنهاء الحرب عبر صفقة على مرحلتين، لكنه يواجه مماطلة من نتنياهو الحريص على بقاء ائتلافه الحاكم، مما يؤجل إتمام الصفقة لما بعد انتهاء دورة الكنيست الصيفية.
إيريس ليعال – هآرتس: كتبت مقالة لاذعة تدعو إلى اعتقال نتنياهو فوراً بتهمة تقويض الديمقراطية واستخدام الجيش لأغراض سياسية، واصفة إسرائيل بأنها تتجه نحو نظام ديكتاتوري.
يسرائيل هيوم: صرّح الحاخام موشيه لختنشتاين أن الحرب فقدت معناها، والجنود يتعرضون للخطر دون تحقيق أهداف ملموسة، مطالبًا بالتركيز على استعادة الرهائن.
قلق حول تعيين زيني رئيسًا للشاباك: أثار تعيين اللواء ديفيد زيني لرئاسة الشاباك جدلاً واسعًا، وسط مخاوف من عدم قدرته على الصمود أمام الضغوط السياسية.
يعكس المشهد الإسرائيلي اليوم حالًا من التخبط بين تصعيد ميداني لا نهاية له، وضغوط داخلية تتفاقم، وتدخلات دولية محكومة بالمصالح. لا يبدو أن الحكومة الإسرائيلية قادرة على ضبط بوصلة المعركة، في ظل تفاقم الغضب الشعبي والانقسامات داخل المؤسسة الأمنية، ومناورة القيادة السياسية بين حسابات البقاء والضغوط الخارجية. ويبقى ملف الأسرى، ومعه مصير الحرب، رهين مزيج متشابك من التردد، والرفض، والإرهاق المجتمعي والسياسي.










