-
℃ 11 تركيا
-
2 أغسطس 2025
تحالف يتوسع وحدود تشتعل: إسرائيل ترى في المحور القطري التركي تهديدًا استراتيجيًا جديدًا
دعوات لاغتيال قادة حماس بالدوحة
تحالف يتوسع وحدود تشتعل: إسرائيل ترى في المحور القطري التركي تهديدًا استراتيجيًا جديدًا
-
19 يوليو 2025, 10:14:09 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
متابعة: عمرو المصري
تتصاعد التحذيرات في الأوساط الأمنية والسياسية الإسرائيلية من ما باتت تل أبيب تصفه بـ"الخطر الاستراتيجي الجديد" الذي يُهدد أمنها القومي، والمتمثل في التحالف المتنامي بين قطر وتركيا، والتواجد التركي المتزايد داخل الأراضي السورية. هذا التوجس الإسرائيلي يعكس تحولًا في أولوياتها الأمنية، حيث لم تعد طهران وحدها محور التهديد، بل باتت أنقرة، العضو الفاعل في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، تمثل أيضًا مصدر قلق مستجد.
ونقلت صحيفة إسرائيل هيوم العبرية عن مصادر سياسية رفيعة أن المؤسستين الأمنية والعسكرية في إسرائيل تتابع عن كثب التطورات الميدانية في سوريا، لكن المقلق بشكل خاص هو "الدور التركي المتعاظم في الشمال السوري"، والذي تسبب سابقًا في احتكاكات كادت أن تتطور إلى مواجهة مباشرة بين أنقرة وتل أبيب. وترى إسرائيل أن "التحالف القائم بين قطر وتركيا" يعيد رسم خريطة التهديدات في المنطقة، حيث يُنظر إليه ككتلة موحدة ذات أهداف استراتيجية متقاطعة.
قلق استخباراتي متزايد
تقرير الصحيفة العبرية أشار إلى أن جهات عليا في الاستخبارات الإسرائيلية تعتبر أن "العلاقات المتينة بين أنقرة والدوحة تشكل تهديدًا طويل الأمد"، نظرًا لأن كلتا الدولتين تحتضنان قادة من حركة حماس، وتمتلكان، بحسب تعبير الصحيفة، "آذانًا صاغية في البيت الأبيض"، في إشارة ضمنية إلى ما تراه إسرائيل نفوذًا ناعمًا لهما داخل الإدارة الأمريكية الحالية.
وذهب أحد المصادر الإسرائيلية للقول إن "الارتباط التركي القطري طبيعي في السياق السوري أيضًا"، مضيفًا أن قطر تلعب دورًا متناميًا في دعم النظام السوري الجديد، وإن لم تظهر بعد مؤشرات سلبية مقلقة من تدخلها، إلا أن "الخشية تبقى قائمة من تطور هذا الدور مستقبلًا"، بحسب تعبيره.
الإخوان وملء الفراغ
من جانبه، اعتبر مئير بن شبات، رئيس هيئة الأمن القومي الإسرائيلي السابق، أن "قطر وتركيا تقودان فعليًا محور الإخوان المسلمين في المنطقة"، وأن لديهما طموحًا مشتركًا لملء الفراغ الجيوسياسي الذي خلفه تراجع النفوذ الإيراني في بعض الساحات الإقليمية. وحذّر من أن هذا المحور بات يُمثل تهديدًا متعدد الأبعاد، ليس فقط على مستوى سوريا، بل على امتداد الإقليم.
وتربط الصحيفة الإسرائيلية هذا التحول في سوريا بما تسميه "الشراكة القطرية التركية"، مشيرة إلى أن الدوحة تحولت سريعًا إلى الممول المركزي للنظام الجديد في دمشق. وأوضحت أن قطر تسعى للتأثير السياسي والإنساني عبر دعم عمليات الإغاثة، ومنها تمويل منظمة "الخوذات البيضاء" وتقديم مساعدات عاجلة للمناطق المتضررة مثل اللاذقية.
هاكان فيدان في الواجهة
التحليل الإسرائيلي يولي أهمية خاصة لشخص وزير الخارجية التركي الحالي، هاكان فيدان، الذي يُنظر إليه كأقوى المرشحين لخلافة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وهو ما يزيد من قلق تل أبيب. فتاريخ فيدان، بصفته الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات التركي لمدة 12 عامًا، يجعله، في نظر الإسرائيليين، "مهندس الرؤية العثمانية الجديدة" وصاحب النفوذ الواسع داخل ملفات النزاع في سوريا.
الصحيفة العبرية ذكرت أن فيدان كان الشخصية التركية الأبرز التي أدارت العلاقات مع "الثوار السوريين" حتى سقوط نظام بشار الأسد، كما أنه حافظ على صلات وثيقة بحركة حماس، وكان من أوائل المسؤولين الأجانب الذين زاروا دمشق بعد سقوط النظام السابق في ديسمبر الماضي. وتخشى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أن تؤدي سيطرة فيدان على الرئاسة التركية مستقبلًا، في ظل الحضور التركي شمال سوريا، إلى احتكاكات مباشرة مع الجيش الإسرائيلي على تخوم الحدود.
دعوات للاغتيال وتوتر ميداني
في السياق نفسه، تصاعدت لهجة التهديد داخل الأوساط العسكرية الإسرائيلية، حيث دعا الجنرال المتقاعد ديدي سيمحي بشكل علني إلى تنفيذ اغتيالات تستهدف قادة حركة حماس المقيمين في قطر. جاءت تصريحاته خلال مشاركته في برنامج "أستوديو الجمعة" على القناة 12 العبرية، معتبرًا أن سياسة التصفيات يجب أن تشمل قادة الخارج، لا سيما في ظل ما يصفه بتوسع نفوذ الحركة المدعومة من "محور أنقرة–الدوحة".
وتأتي هذه الدعوات في وقت حساس شهد توترًا ميدانيًا متصاعدًا بين تركيا وإسرائيل، على خلفية غارات جوية نفذتها تل أبيب في أبريل الماضي ضد ثلاث قواعد جوية سورية كانت أنقرة تسعى لاستخدامها. الحادث دفع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان لإصدار تصريحات نادرة عبّر فيها عن امتعاض بلاده، مؤكدًا أن "تركيا لا تسعى لمحاربة أي دولة على الأراضي السورية"، في تلميح واضح إلى الرغبة في تجنب التصعيد، مع التمسك في الوقت نفسه بالمصالح التركية في الشمال السوري.






