-
℃ 11 تركيا
-
12 يونيو 2025
تبادل واسع للأسرى بين روسيا وأوكرانيا.. من إسطنبول إلى أعراس العودة
تبادل واسع للأسرى بين روسيا وأوكرانيا.. من إسطنبول إلى أعراس العودة
-
9 يونيو 2025, 3:59:52 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا يشمل مصابين وشباناً تطبيقاً لاتفاق إسطنبول
متابعة: عمرو المصري
نفّذ اليوم 9 يونيو 2025 أولى مراحل اتفاق واسع لتبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا، تمّ التوصل إليه خلال محادثات مباشرة في إسطنبول بتاريخ 2 يونيو. شمل التبادل المجموعة الأولى من الأسرى الذين تقل أعمارهم عن 25 عامًا، وعددًا من الجرحى والمصابين، وتخطيطًا لنقل آلاف الجثث من كلا الطرفين.
وبذلك يُعد هذا التبادل الأكبر منذ اندلاع الحرب قبل ثلاثة أعوام، وهو أحد العناوين القليلة التي جمعت الطرفين رغم الجمود في المفاوضات العامة لإنهاء الصراع.
مشاهد عاطفية.. وامتثال متباين
في مواقع التبادل ظهرت مشاهد مؤثرة؛ حيث اتصل أحد الجنود الأوكرانيين بأمه فور وصوله، وهو يكرر عبر الهاتف “وصلت يا أمي، لقد عدت إلى الوطن” .
وفي المقابل، ظهرت مشاهد لجنود روس داخل حافلات بيلاروسية، وهم يرفعون العلم الروسي ويهتفون: “الحمد لله، نحن في الوطن”، وأكدوا أنهم تلقوا دعمًا نفسيًا وطبيًا قبل العودة إلى روسيا.
السلطات الروسية والمحلية في بيلاروسيا أوضحت أن هذه مجموعة أولى، وأن التبادل سيستمر لأيام، مع التركيز على تبادل أسرى من الطرفين بعدد متساوٍ.
إسطنبول: منصة إنسانية ووسيط نزيه
كان اتفاق إسطنبول بتاريخ 2 يونيو 2025 المحطة الحاسمة التي أفضت إلى أول تبادل كبير للأسرى منذ اندلاع الحرب. إذ التقى ممثلو روسيا وأوكرانيا في العاصمة التركية، ووافقوا على إطار تبادل يضم أكثر من 1,200 أسير من كلا الطرفين، مع أولوية للشباب والمصابين، إضافة إلى إعادة جثث الآلاف من الجنود القتلى.
دور تركيا، وخصوصًا إسطنبول، تعدى حدود الحدث العابر ليصبح تجربة دبلوماسية رائدة؛ فهي وفرت بيئة مستقلة للقاء الطرفين، وسط مناخ رباعي (بولايتي القتال المؤنيين، الكرملين، كييف، والأطراف الدولية الراعية) . واستنادًا إلى بيان عن الاتفاق، كان التركيز على الجانب الإنساني مباشرةً، مع وعد بتنفيذ تبادل الشباب والجرحى باحترامٍ فوري والحفاظ على التوازن في عدد الأسرى .
كما شدّد الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي على أن الاتفاق في إسطنبول يعكس الأفق الممكن للتعاون رغم التوتر الشديد، وشكّر تركيا ضمنيًا على "تحضير السبيل للاستمرار في تبادل الأسير والجرحى" . فيما اعتبر الكرملين الاتفاق مؤشرًا إلى إمكانية التوافق الإنساني حتى في ظل الجمود السياسي والعسكري.
كان لـإسطنبول دور تحت عنوان "الأرض المحايدة للإنسانية"، مكّن الأطراف من الخروج من نمط التواجه والتجاذب، والانخراط في مساحة مؤقتة للتعاطف والتنفيذ العملي، كخطوة أولى في طريق طويل من المحادثات.
خلافات تشغيلية رغم الاتفاق الإنساني
رغم اتفاق إسطنبول، ظهرت روايتان متنافرتان: الكرملين اتهم كييف بتأخير العملية، مشيرًا إلى تسلمه جثث 1,212 جنديًّا أوكرانيًا بالإضافة إلى قائمة أولى تضم 640 أسيرًا.
من جانبها، نفت كييف أي تأخير، وحمّلت موسكو المسؤولية، مؤكدة أنها تلتزم بالاتفاق الطارئ، وأنها لم تتسلم بعد القائمة النهائية، معتبرة هذه الاتهامات مجرد "لعبة سياسية" .
خطوات لجنة الأسرى.. والآليات المستقبلية
نطاق التبادل: سيتضمن على الأقل 1,200 أسير من كلا الجانبين، مع إعطاء أولوية للشباب والمصابين، بجانب إعادة آلاف الجثث.
مراحله: التبادل يتم على عدة دفعات تمتد خلال أيام قادمة، ويتطلب تنسيقًا يوميًّا .
الإسناد والدعم: يقدم للجنود المحررين دعم نفسي وطبي في بيلاروسيا وروسيا، فيما تتواصل كييف بمتابعة إعادة الوثائق والتعويضات .
ثقة ضئيلة.. ولكن الأمل قائم
هذا التبادل يحمل طابعًا إنسانيًّا وأملًا محدودًا بالإمساك بلبنة في بناء الثقة بين الطرفين، على غرار ما أطلق عليه عدة محللين بأنه "منخفض الثقة، لكنه مهم" .
ومع أن الحديث عن وقف شامل لإطلاق النار لا يزال بعيدًا بسبب استمرار القتال، خصوصًا هجمات الطائرات المسيّرة الأخيرة من موسكو ضد أوكرانيا، فإن هذا الفوز الرمزي يبقي غشاءًا رقيقًا من الحوار مفتوحًا .
طريق محفوف بالمخاطر
رغم الطابع الإنساني البحت لهذه الصفقة، فإنها تأتي وسط حرب شرسة لا تقبل التوقف. التبادل يعكس القدرة على التفاهم في ملف واحد، لكنه لا يغير من واقع النزاع ولا يُمهّد لسلام شامل. يتضح أن لكل جانب أوراق ضغط وميادين اشتباك عسكرية متزايدة.
ويبقى السؤال: هل سيكون هذا التبادل ممرًا للانطلاق نحو تفاهمات جديدة، أم مجرد استراحة مؤقتة في قلب الصراع الدموي؟










