بين الحذر العسكري والمرواغة السياسية.. هل يُنفذ احتلال غزة بالتدريج؟

profile
  • clock 9 أغسطس 2025, 8:32:24 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
زامير وقيادة جيش الاحتلال الإسرائيلي

متابعة: عمرو المصري

كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، صباح السبت 9 أغسطس 2025، أن قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وعلى نحو جماعي، رفضوا خطة احتلال قطاع غزة خلال الاجتماع الأخير لمجلس الوزراء الأمني–السياسي. الرفض الأمني جاء في لحظة سياسية حساسة، إذ تحاول الحكومة بقيادة بنيامين نتنياهو تمرير قرار يعتبر من أكثر القرارات إثارة للجدل منذ بدء الحرب، فيما تؤكد مصادر إسرائيلية وأمريكية أن الخطة تواجه قيودًا كبيرة، أبرزها النقص الحاد في القوى العاملة العسكرية.

قيود القوى البشرية

وبحسب ما نقلته وول ستريت جورنال الأمريكية عن مسؤولين إسرائيليين، فإن العجز في أعداد الجنود يمثل أحد أكبر التحديات أمام أي عملية عسكرية واسعة النطاق في غزة. العميد الإسرائيلي المتقاعد أمير أفيفي توقّع أن تلجأ تل أبيب إلى تنفيذ الخطة بشكل تدريجي لتقليل الضغط على الموارد البشرية، موضحًا أن أي تقدم سريع على الأرض سيتطلب عدة فرق عسكرية تضم عشرات الآلاف من الجنود، وهو ما يبدو غير متاح حاليًا.

الصحيفة الأمريكية أضافت أن هناك مؤشرات متزايدة على تآكل الحافز القتالي لدى جنود الاحتياط، حيث نقلت عن عدد منهم قولهم بشكل صريح: "لن نعود إلى غزة إذا تم استدعاؤنا مرة أخرى". هذه الرسائل تعكس حالة الإحباط والتعب النفسي التي أصابت قطاعات من الجيش بعد جولات القتال المتكررة، وهو ما قد يشكل عاملًا ضاغطًا على وتيرة أي عملية مستقبلية.

تنفيذ تدريجي بلا موعد محدد

وكالة أسوشيتد برس الأمريكية، بدورها، نقلت عن مسؤول إسرائيلي مطلع أن خطة "السيطرة" على مدينة غزة لن تكون عملية خاطفة، بل ستُنفذ على مراحل، مع غياب أي موعد رسمي لبدء التنفيذ الفعلي. هذا التدرج، كما تشير المعطيات، يعكس مزيجًا من الحذر العسكري والمراوغة السياسية، إذ تحاول القيادة الإسرائيلية الموازنة بين الضغوط الداخلية من اليمين المتطرف، والتحذيرات الميدانية من القيادات العسكرية، وردود الفعل الدولية التي تتصاعد مع كل خطوة تصعيدية.

مصادقة مثيرة للجدل

رغم هذا الرفض الأمني والتحذيرات المتكررة، صادقت الحكومة الإسرائيلية فجر الجمعة على خطة احتلال مدينة غزة وتوسيع العمليات العسكرية في القطاع، بعد اجتماع ماراثوني للكابينت الأمني–السياسي امتد نحو عشر ساعات. في ختام المشاورات، منح المجلس تفويضًا لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الحرب يسرائيل كاتس بالمصادقة النهائية على الخطط العملياتية للجيش، في خطوة تعكس تمسك القيادة السياسية بخياراتها رغم التحفظات العسكرية.

المبادئ الخمسة المعلنة

وبحسب بيان صادر عن الحكومة الإسرائيلية، فقد تبنى الكابينيت خمسة مبادئ أساسية لإنهاء الحرب في غزة، جاءت بالترتيب وبالنص الحرفي كما يلي:

نزع سلاح حركة حماس.

إعادة جميع الأسرى، أحياءً وأمواتًا.

نزع سلاح قطاع غزة بالكامل.

فرض السيطرة الأمنية الإسرائيلية على القطاع.

إقامة حكومة مدنية بديلة، لا تكون من حماس ولا من السلطة الفلسطينية.

التعليقات (0)