تكبير الخط تصغير الخط

كتبت/ غدير خالد

تجمع آلاف الأشخاص، اليوم السبت، في العاصمة الألمانية برلين، احتجاجًا على العدوان المتواصل الذي يشنه الكيان الصهيوني على قطاع غزة الفلسطيني المحاصر منذ ما يقرب من عامين، في مظاهرة ضخمة تُعد من أبرز التحركات الشعبية الأوروبية المناصرة للقضية الفلسطينية هذا العام.

انطلاق المظاهرة من قلب العاصمة

بدأت المظاهرة في وقت مبكر من بعد ظهر اليوم أمام مبنى البلدية الأحمر، قبل أن تتجه نحو ميدان "جروسر شتيرن" في حي تيرجارتن، حيث توافد المشاركون من مختلف أنحاء المدينة. وردد المتظاهرون هتافات عبر مكبرات الصوت مثل "حرروا فلسطين"، و"عاش التضامن الدولي"، فيما رُفعت لافتات تحمل شعارات قوية مثل "غزة – أوقفوا المجزرة"، و"الحرية لفلسطين"، و"لن يتكرر ذلك أبدًا"، في إشارة إلى الجرائم النازية، ولكن هذه المرة بحق الفلسطينيين.

مطالب واضحة ضد الاحتلال والدعم العسكري

دعا إلى هذه الاحتجاجات تحالف يضم نحو 50 مجموعة، من بينها منظمات مؤيدة لفلسطين، و"ميديكو إنترناشونال"، و"أمنيستي إنترناشونال"، وحزب اليسار الألماني المعارض. وطالب المنظمون بوقف فوري لصادرات الأسلحة الألمانية إلى الكيان الصهيوني، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، التي تعاني من حصار خانق وحرب تجويع مستمرة، بالإضافة إلى فرض عقوبات أوروبية على إسرائيل بسبب انتهاكاتها المتكررة.

وقالت الشرطة الألمانية إنها نشرت نحو 1800 عنصر أمن في أنحاء المدينة لتأمين المسيرة، التي سجلت حضورًا أوليًا بلغ 30 ألف مشارك، وسط توقعات بارتفاع العدد مع حلول المساء.

أصوات يهودية تنتقد العدوان وتصفه بالإبادة

الموسيقي اليهودي ميشائيل بارنبويم، أحد أبرز المشاركين في المظاهرة، وصف ما يحدث في غزة بأنه "إبادة جماعية"، وقال لقناة "آر بي بي 24":

"لا أرى أن هذا توصيف مبالغ فيه، فهذا هو المصطلح الذي تستخدمه معظم منظمات حقوق الإنسان وكل الخبراء تقريبًا."

وتساءل بارنبويم عما إذا كانت ألمانيا تتحمل جزءًا من المسؤولية، مضيفًا:

"منع الإبادة الجماعية ومعاقبتها هو واجب علينا جميعًا."

تحوّل في الرأي العام الألماني

من جانبه، قال الباحث يانيس جريم من جامعة برلين الحرة إن الدعوات للتظاهر صيغت بطريقة شاملة ومنفتحة، ما ساهم في جذب جمهور واسع من مختلف الخلفيات. وأضاف أن هناك تحولًا ملحوظًا في الرأي العام الألماني تجاه العدوان على غزة، لكنه لم ينعكس بعد بشكل كامل على مستوى السياسات الرسمية أو الاحتجاجات الشعبية.

برلين ترفع صوتها ضد الاحتلال

المظاهرة الحاشدة في برلين تعكس تصاعد الغضب الشعبي الأوروبي تجاه العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة، وتُظهر أن الدعم للحقوق الفلسطينية لم يعد مقتصرًا على الجاليات العربية أو الإسلامية، بل بات قضية إنسانية تتبناها أطياف متعددة من المجتمع الألماني. وفي ظل استمرار الاحتلال وسياسات الحصار، تبقى هذه التحركات الشعبية بمثابة رسالة قوية للضغط على الحكومات الأوروبية لوقف دعمها العسكري والسياسي للكيان الصهيوني، والوقوف إلى جانب العدالة والكرامة الإنسانية.