موقف موسكو من العقوبات على إيران

لافروف أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: لا مبرر لاستخدام إسرائيل للقوة

profile
  • clock 27 سبتمبر 2025, 5:01:26 م
  • eye 432
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
لافروف

محمد خميس

ألقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف كلمة بلاده أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حملت رسائل قوية بشأن الأوضاع في الشرق الأوسط والأزمة الأوكرانية والعقوبات على إيران، إضافة إلى انتقادات مباشرة للسياسات الأوروبية تجاه موسكو.

جاء خطاب لافروف ليعيد التأكيد على الموقف الروسي الرافض لسياسة القوة، محذرًا من مخاطر التوسع العسكري الإسرائيلي في غزة والضفة الغربية وبلدان أخرى في المنطقة، ومؤكدًا أن العقوبات على إيران تفتقر إلى الشرعية الدولية، بينما تبقى روسيا منفتحة على أي مفاوضات جادة لإنهاء الأزمة الأوكرانية.

رفض التهديد بالقوة

أكد وزير الخارجية الروسي في مستهل كلمته أن التهديد بالقوة أصبح أمرًا غير مقبول وانتهى زمنه، مشددًا على أن الحلول العسكرية لا يمكن أن تكون بديلًا عن الحوار السياسي والدبلوماسية.

وأضاف أن استخدام القوة خارج إطار ميثاق الأمم المتحدة يمثل تهديدًا مباشرًا للأمن والسلم الدوليين، داعيًا الدول الأعضاء إلى الالتزام بالقانون الدولي ورفض منطق القوة كوسيلة لفرض السياسات أو تسوية النزاعات.

الموقف الروسي من الحرب الإسرائيلية على غزة

خصص لافروف مساحة واسعة من خطابه للحديث عن الوضع في قطاع غزة، مؤكدًا أنه لا شيء يبرر ما تفعله إسرائيل من عمليات عسكرية واسعة النطاق ضد المدنيين، واصفًا إياها بأنها أعمال انتقامية تسببت في كارثة إنسانية غير مسبوقة.

كما شدد على أن لا مبرر لإسرائيل كي تضم الضفة الغربية أو تستمر في بناء المستوطنات غير القانونية، معتبرًا أن هذه السياسات تهدد بشكل مباشر حل الدولتين وتقوض أي أفق لتحقيق السلام.

وانتقد لافروف استخدام إسرائيل غير القانوني للقوة، مشيرًا إلى أن عملياتها العسكرية لم تقتصر على غزة، بل امتدت إلى إيران وقطر واليمن ولبنان وسوريا، الأمر الذي وصفه بأنه تهديد شامل قد يؤدي إلى تفجير منطقة الشرق الأوسط برمتها إذا لم يتم وقفه بشكل عاجل.

موقف موسكو من العقوبات على إيران

انتقل وزير الخارجية الروسي للحديث عن إيران، مؤكدًا أن العقوبات المفروضة عليها غير قانونية وغير شرعية، كونها لم تصدر بقرار من مجلس الأمن الدولي وإنما بشكل أحادي من الولايات المتحدة وحلفائها.

وأشار إلى أن هذه العقوبات لا تؤدي إلا إلى تعميق الأزمات الإقليمية وزيادة التوتر في منطقة الخليج والشرق الأوسط، داعيًا المجتمع الدولي إلى دعم الحوار السياسي والعودة إلى الاتفاق النووي الذي يضمن الأمن والاستقرار في المنطقة.

انفتاح روسيا على المفاوضات بشأن أوكرانيا

وفيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية، أكد لافروف أن روسيا لا تزال منفتحة على المفاوضات ومستعدة لمناقشة جميع القضايا المتعلقة بالضمانات الأمنية، شرط أن تكون هذه المفاوضات جادة ومتوازنة وليست مجرد محاولة لفرض شروط غير واقعية على موسكو.

وأضاف أن روسيا مستعدة لمناقشة مسألة الضمانات الأمنية مع الأطراف الدولية، شريطة أن تضع في الاعتبار المصالح الاستراتيجية لروسيا وأمنها القومي.

كما شدد على أن موسكو لن تقبل أي صيغة تسعى إلى إضعافها أو حرمانها من حقوقها المشروعة في الدفاع عن نفسها، داعيًا الأطراف الغربية إلى التخلي عن سياسة التصعيد والانخراط في حوار بناء.

انتقادات حادة للسياسات الأوروبية

وجه لافروف انتقادات لاذعة للاتحاد الأوروبي، قائلًا إن أوروبا مهووسة بإلحاق الضرر بروسيا من خلال العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية، بدلًا من السعي إلى حلول عملية للأزمات العالمية.

وأشار إلى أن هذه السياسات لا تضر بروسيا فقط، بل تنعكس سلبًا أيضًا على الاقتصاد الأوروبي نفسه وعلى شعوب المنطقة، حيث تؤدي إلى ارتفاع الأسعار وأزمات الطاقة وانكماش الأسواق.

وأضاف أن استمرار النهج العدائي الأوروبي يُعقّد فرص الحوار ويزيد من عزلة الاتحاد الأوروبي على الساحة الدولية.

دعوة إلى نظام دولي متعدد الأقطاب

وختم لافروف كلمته بالتأكيد على أن العالم يعيش اليوم مرحلة انتقالية نحو نظام دولي متعدد الأقطاب، حيث لم يعد مقبولًا أن تحتكر مجموعة من الدول الكبرى تقرير مصير العالم.

ودعا إلى تعزيز دور الأمم المتحدة كمظلة جامعة للتعاون الدولي، وحماية الدول الصغيرة والمتوسطة من الضغوط والابتزاز السياسي والاقتصادي والعسكري.

أهمية خطاب لافروف

يأتي خطاب وزير الخارجية الروسي في وقت حساس يشهد فيه العالم تصاعد النزاعات في الشرق الأوسط، واستمرار الحرب في أوكرانيا، وتوترات في الخليج، بالإضافة إلى الاستقطاب بين الشرق والغرب على خلفية العقوبات والاصطفافات العسكرية.

ويرى مراقبون أن كلمة لافروف تعكس ثوابت السياسة الخارجية الروسية القائمة على رفض استخدام القوة خارج إطار القانون الدولي و دعم القضية الفلسطينية ورفض التوسع الإسرائيلي و التصدي للعقوبات غير الشرعية على إيران و الانفتاح على الحلول السياسية في أوكرانيا و انتقاد السياسات الأوروبية الأحادية.

التعليقات (0)