"اليمن في مرمى نيران الاحتلال: جبهة يجب أن لا تغفو عيونها"

profile
  • clock 23 يوليو 2025, 6:03:59 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
"اليمن في مرمى نيران الاحتلال: جبهة يجب أن لا تغفو عيونها"

رامي أبو زبيدة – رئيس تحرير منصة شؤون عسكرية

 

في ضوء التصريحات الإسرائيلية الأخيرة، يتضح أن العدو شرع فعليًا في *تحضيرات استخبارية وعملياتية لشن هجمات مركّزة ومؤثرة ضد اليمن*، وتحديدًا ضد قوة "أنصار الله"، في مسعى يهدف إلى تحييد الجبهة اليمنية التي باتت تشكّل عبئًا استراتيجياً على "إسرائيل" منذ بدء الحرب على غزة.

العمليات التي نفذتها صنعاء ضد السفن المرتبطة بالاحتلال في البحرين الأحمر والعربي، إضافة إلى الصواريخ والطائرات المسيّرة التي حلّقت في سماء الكيان، *كشفت عن فجوة في قدرة "إسرائيل" على حماية عمقها الاستراتيجي البحري والجوي، ووجّهت ضربة مباشرة لما يُسمّى بـ"هيبة الردع الإسرائيلي".*

هذه الإهانة الأمنية والعسكرية تدفع الاحتلال نحو خيار الانتقام، ليس فقط لاستعادة الردع، بل لاستعادة ماء وجهه أمام جمهوره وأمام خصومه على امتداد المنطقة.

* تحضيرات مكثفة... على مدار الساعة*

*تصريحات القناة 14 العبرية عن أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تعمل على مدار الساعة على خطة هجومية واسعة ضد الحوثيين تشير إلى أن:*

*الأجهزة الاستخبارية (أمان، الموساد، وحدة 8200) كثّفت نشاطها لجمع بنك أهداف عالي الدقة داخل اليمن.*

*يتم العمل على تهيئة بيئة عملياتية جوية وبحرية (عبر التعاون مع الأسطول الأمريكي والبريطاني في البحر الأحمر وخليج عدن).*

*هناك سعي لإنشاء تفويض سياسي واستراتيجي يتيح توجيه ضربات "مؤثرة وواسعة" كما فعلت "إسرائيل" خلال الهجمات على إيران مؤخرًا.*


 *عقيدة الضربة الاستباقية تعود للواجهة*

تلميح المسؤول الأمني الإسرائيلي بأنهم *"سيعرفون كيف يكررون ما فعلوه في إيران، في اليمن"*، يعني أن تل أبيب تتبنى مجددًا عقيدة الضربة الاستباقية المؤلمة، بهدف:

*تدمير البنية التحتية العسكرية والتقنية لأنصار الله.*

*كسر الروح المعنوية داخل الجبهة اليمنية.*

*إبعاد ساحة البحر الأحمر عن معادلة الصراع مع غزة.*

*ما قد تُقدم عليه "إسرائيل" ليس بلا مخاطرة:*

أنصار الله أثبتوا قدرة على الصمود والرد في أصعب الظروف، ويملكون بنية صاروخية ومسيّرة تطال عمق العدو وحلفائه.

الجغرافيا اليمنية الممتدة والمعقدة لا تُشبه مسارح العمليات التقليدية.


خلاصة تقديرية وتنبيه:

 

في ظل التسريبات الإسرائيلية المتزايدة عن نية توجيه ضربة كبيرة لليمن، فإنه من الضروري أن تكون صنعاء على أهبة الاستعداد على كل الصعد: عسكريًا، أمنيًا، إعلاميًا وشعبيًا.

*فعلى اليمن أن تُدرك أن المرحلة المقبلة قد تشهد محاولات لاختراق جبهتها الداخلية، عبر أدوات التجسس، أو التحريض، أو حتى خلق حالة من الانهاك الأمني في العمق. وهذا يتطلب:*

*رفع الجهوزية الأمنية والاستخبارية لرصد أي تحرك معادٍ من الداخل.*

*مواصلة التحصين الشعبي والتعبئة المعنوية لمواجهة أي محاولة لإضعاف الجبهة الداخلية.*

*تنسيق ميداني مع الحلفاء الإقليميين، خاصة على صعيد التقديرات الجوية والبحرية.*

فاليمن اليوم لم تعد فقط في موقع "الداعم"، بل باتت طرفًا فاعلًا في معادلة الحرب على الكيان، وكل تحرك ضدها هو محاولة لضرب روح المواجهة في غزة والمنطقة.

*البقاء في موقع التأهب المستمر، هو جزء من معركة كسر الهيمنة الصهيونية على الأمة بأكملها.*

التعليقات (0)