"أنصار الله" تُسقط هيبة أوروبا في البحر الأحمر: هكذا فشلت "مهمة أسبيدس" أمام ضربات اليمنيين

profile
  • clock 23 يوليو 2025, 11:34:49 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
غرق السفينة "إترنيتي سي" بعد استهدافها بقذائف صاروخية يمنية

متابعة: عمرو المصري

في تحليل لافت نشرته مجلة الإيكونوميست البريطانية، سلّطت الضوء على فشل الجهد الأوروبي العسكري في البحر الأحمر في التصدي لهجمات جماعة أنصار الله اليمنية، مشيرة إلى أن الجماعة "حطّمت أسطورة القوة البحرية الأوروبية"، وكشفت حدود النفوذ العسكري غير الأمريكي في هذه المنطقة الاستراتيجية.

وأوضحت المجلة أن الهدنة التي أُبرمت في مايو بين الولايات المتحدة وأنصار الله أفسحت المجال أمام الاتحاد الأوروبي ليتحرك بصورة مستقلة خارج المظلة الأمريكية، عبر إطلاق "مهمة أسبيدس" العسكرية ذات الطابع الدفاعي، التي انتشرت في مياه البحر الأحمر والمحيط الهندي والخليج، بحجة حماية حرية الملاحة واستعادة أمن النقل البحري.

لكن، وبحسب المجلة، فإن المهمة الأوروبية لم تُحقق الكثير على أرض الواقع، بل فشلت في توفير الحماية حتى لأقرب السفن التجارية إلى نفوذها، كما حدث مع السفينتين اليونانيتين "ماجيك سيز" و"إتيرنيتي سي"، اللتين تعرّضتا لهجوم مباشر من جماعة أنصار الله في أوائل يوليو، مما أدى إلى غرقهما.

قدرات عسكرية هزيلة وموازنات رمزية

أرجعت الإيكونوميست هذا الفشل إلى ضعف القدرات العسكرية المخصصة للمهمة الأوروبية. ففي الوقت الذي تحتاج فيه المهمة – بحسب قائدها الأدميرال فاسيليوس غريباريس – إلى ما لا يقل عن عشر سفن حربية ودعم جوي مستمر، كانت في لحظة الهجمات الأخيرة تمتلك فرقاطتين فقط ومروحية واحدة، وهو عدد غير كافٍ لمجرد الردع، فضلاً عن الدفاع الفعلي.

وبالإضافة إلى ضعف الانتشار العسكري، تعاني المهمة أيضًا من فقر شديد في الموارد المالية. فبحسب التقرير، لا يخصص الاتحاد الأوروبي أكثر من 19.8 مليون دولار سنويًا للمهمة برمتها، وهو مبلغ يوازي – بحسب المجلة – عُشر ما أنفقته الولايات المتحدة على إعادة ملء نوع واحد فقط من صواريخها ضمن "مهمة حارس الازدهار" التي أطلقتها واشنطن ضد جماعة أنصار الله في ديسمبر 2023.

وأشارت المجلة إلى أن هذه الأرقام تكشف بوضوح مدى الهوة بين ما تطرحه أوروبا على الورق من طموحات عسكرية، وما تمتلكه فعليًا من قدرات ميدانية.

أوروبا عارية في مواجهة البحر الأحمر

اعتبرت الإيكونوميست أن أزمة "مهمة أسبيدس" ليست سوى صورة مصغّرة لانحدار طويل الأمد في القدرات الدفاعية الأوروبية، التي تراجعت منذ عقود نتيجة ضعف الإنفاق العسكري وغياب إرادة استراتيجية موحّدة.

وفي مقارنة واضحة مع القوة الأمريكية، أوضحت المجلة أن دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) مجتمعة لا تمتلك سوى ثلاث حاملات طائرات، بينما تنفرد الولايات المتحدة وحدها بإحدى عشرة حاملة، وهو ما يعكس – بحسب المجلة – التبعية الهيكلية التي لا تزال أوروبا ترزح تحتها في المجال العسكري، رغم كل شعارات الاستقلال الاستراتيجي التي تطرحها بروكسل وباريس وبرلين.

وهكذا، تجد السفن التجارية الأوروبية نفسها اليوم عُرضة لهجمات أنصار الله دون غطاء حقيقي، فيما تفقد أوروبا صدقيتها كقوة قادرة على حماية مصالحها البحرية، وتعود لتُذكر مرة أخرى بأن النفوذ العسكري الحقيقي في المنطقة لا يزال أمريكياً في جوهره، إن لم يكن هشًا على نحو جماعي.

التعليقات (0)