نداء دولي عاجل لوقف جريمة التجويع

المرصد الأورومتوسطي: غزة تواجه كارثة إنسانية غير مسبوقة تحت وطأة الحصار الإسرائيلي

profile
  • clock 3 مايو 2025, 1:43:54 م
  • eye 417
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

في ظل تصاعد الحصار الإسرائيلي الخانق على قطاع غزة، حذّر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، ومقره جنيف، من أن المجاعة بدأت تدخل مراحل كارثية، مؤكدًا في بيان رسمي صدر اليوم السبت، أن معدلات الوفيات بين السكان، خاصة الأطفال، تشهد ارتفاعًا غير مسبوق بفعل ما وصفه بـ"جريمة إبادة جماعية تُرتكب في وضح النهار".

 

حصار شامل منذ أكثر من شهرين: الأطفال أول الضحايا

منذ 62 يومًا، تفرض إسرائيل حصارًا كاملًا برًا وبحرًا وجوًا على قطاع غزة، مانعة دخول الغذاء والدواء والسلع الأساسية، بحسب ما وثقه المرصد. وقد أدى هذا الوضع المأساوي إلى وفاة عشرات المدنيين بسبب الجوع ونقص الرعاية الصحية، كان آخرهم الطفلة جنان صالح السكافي (4 أشهر)، التي توفيت في مستشفى الرنتيسي غرب غزة.

 

نداء دولي عاجل لوقف جريمة التجويع

وجّه المرصد نداءً عاجلًا إلى المجتمع الدولي، داعيًا إلى تحرك فوري لإنهاء الحصار غير القانوني، الذي يشكل انتهاكًا فاضحًا للقانون الدولي الإنساني. وأكد أن هذا الحصار يُستخدم كأداة للتجويع الجماعي، وهو ما يرتقي إلى جريمة حرب مكتملة الأركان.

المرصد أشار إلى أن إغلاق المعابر منذ 2 آذار/مارس أدى إلى نفاد الغذاء، وارتفاع أسعار السلع الأساسية بنسبة تجاوزت 500% منذ أكتوبر الماضي، ما جعل الحصول على الطعام مهمة شبه مستحيلة للفئات الأكثر ضعفًا، وعلى رأسهم الأطفال والنساء والمرضى.

 

أضرار طويلة الأمد تهدد المجتمع الفلسطيني

لا تقتصر آثار الحصار على الجوانب الإنسانية الفورية، بل تمتد إلى التأثيرات الجسدية والنفسية والمعرفية بعيدة المدى، التي تهدد مستقبل الفلسطينيين كجماعة وطنية. واعتبر المرصد أن هذه السياسة التدميرية تستهدف تقويض بنية المجتمع الفلسطيني بالكامل.

من جانبها، قالت ليما بسطامي، مديرة الدائرة القانونية في المرصد، إن "جريمة التجويع في غزة تُرتكب بوضوح تام، في ظل اعترافات إسرائيلية علنية، بينما يواصل العالم دفن رأسه في رمال الانتظار والمماطلة".

 

أرقام صادمة: 60 ألف طفل يعانون من سوء تغذية حاد

وفقًا لوزارة الصحة في غزة، فإن نحو 60 ألف طفل يعانون من سوء تغذية حاد، في حين تحتاج أكثر من 16 ألف امرأة حامل أو مرضعة إلى رعاية صحية عاجلة. ومع الانهيار شبه التام للنظام الصحي، تزداد التهديدات الصحية وتتفشى الأمراض المرتبطة بالجوع والحرمان.

 

توقف المطابخ المجتمعية واستهداف البنية الغذائية

رغم الدور الحيوي الذي كانت تلعبه المطابخ المجتمعية في توزيع عشرات الآلاف من الوجبات على النازحين، أشار المرصد إلى توقفها بالكامل بسبب نفاد الموارد. وأدان استهدافها المتكرر من قبل قوات الاحتلال، معتبرًا ذلك محاولة متعمدة لحرمان السكان من الحد الأدنى من الغذاء.

 

بيع الممتلكات لتأمين الغذاء

أدى الحصار إلى تدمير البنية التحتية الغذائية والزراعية، مما دفع العديد من السكان إلى بيع ممتلكاتهم الشخصية لتأمين وجبات محدودة. وبيّن المرصد أن وجبات الطعام تقلصت إلى الحد الأدنى، مع انخفاض ملحوظ في أوزان السكان، نتيجة الاعتماد شبه الكامل على المعلبات القليلة والمساعدات النادرة.

 

العدوان مستمر: خروقات إسرائيلية ودعم غربي

 

من الجدير بالذكر أن الاحتلال الإسرائيلي استأنف عدوانه المكثف فجر 18 آذار/مارس 2025، بعد هدنة استمرت شهرين فقط، خرق خلالها الاتفاق عدة مرات. ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، تنفذ إسرائيل إبادة جماعية في غزة، أدت إلى أكثر من 170 ألف شهيد وجريح، غالبيتهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى 14 ألف مفقود حتى الآن.

 

تشكل هذه الحقائق المؤلمة شهادة دامغة على أن غزة تعيش كارثة إنسانية حقيقية تحت سمع وبصر العالم، ما يستوجب تحركًا فوريًا وفعّالًا لوقف هذه الجريمة المستمرة، وإنقاذ ما تبقى من حياة في القطاع المحاصر.

 

التعليقات (0)