تكبير الخط تصغير الخط

في مشهد يعكس عمق المأساة الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون في قطاع غزة، عبّرت فرانشيسكا ألبانيز، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، عن أسفها الشديد إزاء معاناة المدنيين بفعل سياسة التجويع الممنهجة التي تمارسها إسرائيل.

"جوعكم عار علينا".. رسالة مؤلمة من ألبانيز إلى سكان غزة

وفي منشور مؤثر على منصة "إكس"، خاطبت ألبانيز سكان القطاع بعبارات تحمل مشاعر الحسرة والغضب، قائلة: "يا أهل غزة.. يا فلسطينيين.. جوعكم اليوم عار علينا"، مشيرة إلى أن ما يجري لا يمكن تبريره أو الصمت عنه.

وأضافت المقررة الدولية في تساؤلها المحوري: "لماذا بعد 19 شهرًا من عنف الإبادة، و60 يومًا دون دخول حبة أرز واحدة إلى غزة؟ يُعرض الفلسطينيون على العالم وهم يتدافعون من أجل الطعام كما لو أنهم يلهثون لالتقاط أنفاسهم؟"

مشاهد مروعة تعكس الانهيار الإنساني الكامل

وصفت ألبانيز الواقع الصادم لسكان القطاع بعبارات دقيقة تُبرز حجم الكارثة، مؤكدة أن الفلسطينيين "ينتزعون الغذاء من أرض قذرة، ويتعرضون للأذى أثناء محاولاتهم جمع حفنة من الفراغ". وهي صورة تجسّد مدى الانحدار الذي وصلت إليه الأوضاع نتيجة الحصار الإسرائيلي المطبق.

الصمت الدولي في مواجهة التجويع: تواطؤ أم عجز؟

المقررة الأممية لم تُخفِ غضبها من الموقف الدولي المتقاعس، إذ نددت بـ**"الصمت والعجز تجاه مأساة غزة"**، معتبرة أن عدم التحرك لوقف ما يحدث يُعد تواطؤًا غير مباشر مع الجريمة.

وتابعت برسالة واضحة للمجتمع الدولي: "لا ينبغي أن نسمح بمعاناتكم إذا كنا غير مبالين، أو كسالى، أو أنانيين، أو فاسدين، لدرجة تمنعنا من إيقافها فورًا". هذه الكلمات تعكس شعورًا بالعار الجماعي الذي يطال الإنسانية بأسرها في حال استمر التجاهل.

العدوان الإسرائيلي مستمر بدعم دولي

في سياق متصل، استأنف جيش الاحتلال الإسرائيلي فجر 18 آذار/مارس 2025، عدوانه وحصاره المشدد على غزة، بعد هدنة استمرت شهرين بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 19 كانون الثاني/يناير. إلا أن الاحتلال لم يلتزم بالاتفاق، وواصل خروقاته على مدار التهدئة.

ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، تنفذ إسرائيل حملة إبادة جماعية في غزة، أسفرت حتى الآن عن أكثر من 170 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 14 ألف مفقود.

دعوة لتحرك عاجل

تحمل تصريحات ألبانيز رسالة إنسانية وسياسية عميقة، مفادها أن العالم لا يمكنه الاستمرار في التفرج على مأساة غزة، وأن التجويع سلاح محظور يجب وقفه فورًا. فالصمت لم يعد خيارًا، بل تواطؤ واضح مع جريمة مستمرة في حق شعب أعزل.