-
℃ 11 تركيا
-
6 أغسطس 2025
السيسي: ما يجري في غزة إبادة جماعية.. ومصر لن تكون بوابة للتهجير
السيسي: ما يجري في غزة إبادة جماعية.. ومصر لن تكون بوابة للتهجير
-
5 أغسطس 2025, 12:20:19 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
متابعة: عمرو المصري
في تصريح يُعد من بين الأشد لهجة منذ بدء العدوان على قطاع غزة، حذّر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من أن الحرب الإسرائيلية المستمرة لم تعد تقتصر على أهداف سياسية أو عمليات تحرير رهائن، بل تحوّلت إلى ما وصفه بـ"حرب تجويع وإبادة جماعية ممنهجة"، تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية من جذورها، وسط صمت دولي مريب.
إبادة ممنهجة وصفقة مكشوفة
وخلال استقباله نظيره الفيتنامي لوونج كوونج، اليوم الثلاثاء في قصر الاتحادية، قال الرئيس السيسي إن التطورات في غزة لم تعد مقبولة بأي معيار إنساني أو سياسي، مشددًا على أن ما يحدث يُستخدم كورقة سياسية للابتزاز والمساومة، في ما يبدو أنه انتقاد مباشر للضغوط الدولية الرامية لفرض ترتيبات ما بعد الحرب على حساب الفلسطينيين.
وأكد السيسي أن "الضمير الإنساني العالمي لن يصمت طويلًا"، وأن "التاريخ سيتوقف كثيرًا عند ما يجري، وسيحاسب دولًا كثيرة على مواقفها المخزية"، في إشارة إلى التواطؤ الدولي مع الاحتلال، لا سيما من قِبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، اللذين يواصلان دعم العدوان، سياسيًا وعسكريًا، رغم الكارثة الإنسانية المتصاعدة في غزة.
مصر ليست جزءًا من الحصار
وفي معرض الرد على مزاعم بشأن مشاركة مصر في فرض الحصار على غزة، قال الرئيس السيسي إن هذه الادعاءات تعكس "إفلاسًا سياسيًا وأخلاقيًا"، مؤكدًا أن أكثر من 5 آلاف شاحنة مساعدات إنسانية تقف جاهزة للدخول إلى القطاع من مصر ودول أخرى، لكنها تعجز عن الوصول بسبب إغلاق المعابر من الجانب الإسرائيلي.
وشدد السيسي على أن إسرائيل هي التي "تتمركز وتسيطر على الجانب الفلسطيني من معبر رفح"، موضحًا أن مصر لم تتوقف يومًا عن أداء دورها في إدخال المساعدات، رغم العراقيل الميدانية والأمنية التي يفرضها الاحتلال.
نداء مفتوح للعالم
وجّه الرئيس المصري نداءً إلى المجتمع الدولي والرأي العام العالمي، مطالبًا بتحمل مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية إزاء "الكارثة غير المسبوقة" في غزة، حيث يُحاصر أكثر من 2.2 مليون إنسان، يُمنعون من الغذاء والدواء والمياه، ويُستهدفون في منازلهم وملاجئهم ومراكز نزوحهم.
وتأتي تصريحات السيسي في وقتٍ تتصاعد فيه التحذيرات الدولية من مجاعة شاملة في القطاع، بعد شهور من الإبادة التي شملت القصف والتهجير والحصار، والتي أودت بحياة أكثر من 60 ألف فلسطيني، غالبيتهم من الأطفال والنساء، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.
موقف مصري أكثر وضوحًا
وتعكس تصريحات الرئيس المصري تحولًا لافتًا في الخطاب الرسمي، بعد أشهر من التروّي الدبلوماسي. فإدانة الحرب بوصفها "إبادة جماعية" تضع مصر في موقف أكثر انسجامًا مع الواقع الميداني ومع الغضب الشعبي العربي المتصاعد، كما تضع ضغطًا على إسرائيل وحلفائها ممن لا يزالون يسوّقون لهذه الحرب كحق دفاعي أو عملية أمنية.
وفي ظل الانسداد السياسي القائم، قد تمثّل هذه التصريحات خطوة مصرية أولى نحو تنسيق أوسع مع الأطراف الدولية والإقليمية الراغبة في وقف الحرب، وإعادة الاعتبار للحقوق الفلسطينية، بما في ذلك قيام دولة مستقلة ذات سيادة، وعاصمتها القدس الشرقية.









