تكبير الخط تصغير الخط

أجرت باكستان يوم السبت تجربة إطلاق صاروخ باليستي من طراز "عبدلي"، وسط تصاعد التوتر مع الهند على خلفية الهجوم الدموي الذي استهدف سائحين في منطقة كشمير المتنازع عليها الشهر الماضي.

وأعلنت القوات المسلحة الباكستانية أن الصاروخ أرض-أرض يبلغ مداه 450 كيلومتراً، دون أن يصدر أي تعليق فوري من الجانب الهندي.

رسالة استراتيجية للهند

أكد الجيش الباكستاني أن إطلاق صاروخ "عبدلي" يهدف إلى اختبار الجاهزية العملياتية للقوات المسلحة والتحقق من الخصائص التقنية المتقدمة، بما في ذلك نظام التوجيه والمناورة.

وقدّم الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري ورئيس الوزراء شهباز شريف التهاني للقائمين على العملية الناجحة.

ووفقاً للمحلل الأمني المقيم في إسلام آباد، سيد محمد علي، فإن تسمية الصاروخ بـ"عبدلي" — نسبة إلى قائد مسلم بارز غزا الهند — يحمل دلالة رمزية كبيرة في هذا التوقيت الجيوسياسي الحرج، خاصة بعد تهديد الهند بتعليق معاهدة تقاسم المياه.

توترات متصاعدة بعد مجزرة باهالغام

تتهم الهند باكستان بالضلوع في الهجوم المسلح الذي وقع في 22 أبريل بمدينة باهالغام السياحية، وأدى إلى مقتل 26 شخصاً من 13 ولاية هندية مختلفة، وهو ما تنفيه إسلام آباد.
وأشار أشوك مالك، مستشار سابق بوزارة الخارجية الهندية، إلى أن هناك "غضباً شعبياً واسعاً في الهند"، رغم أن لا أحد يرغب في حرب شاملة، إلا أن "الضغوط الداخلية متزايدة لرد محدود وحاد".

مواجهات مستمرة على خط السيطرة

يُظهر التصعيد الأخير استمرار "الاستعراضات العسكرية" على جانبي خط السيطرة — الحدود الفعلية بين الهند وباكستان في كشمير — مع تبادل مستمر لإطلاق النار لليلة التاسعة على التوالي بحسب الجيش الهندي، الذي وصف الهجمات بأنها "غير مبررة" وأكد أن قواته ردّت "بشكل فوري ومتوازن".
لم تؤكد باكستان حدوث هذا التبادل، ولم يمكن التحقق منه بشكل مستقل، حيث يتبادل الطرفان في العادة الاتهامات بإشعال المواجهات الحدودية.

عقوبات اقتصادية ودبلوماسية متبادلة

تفاقمت الأزمة مع قيام كل من الهند وباكستان بطرد دبلوماسيي بعضهما، وإغلاق الأجواء، ووقف البريد عبر البر والجو.
كما فرضت الهند حظراً فورياً على استيراد جميع البضائع من باكستان، ومنعت السفن التي ترفع علمها من دخول الموانئ الهندية، والعكس.

كشمير: بؤرة صراع لا تنطفئ

تظل كشمير مصدر النزاع المزمن بين الهند وباكستان، حيث يدعي كل طرف السيادة عليها بالكامل.
وقد خاض البلدان ثلاث حروب، اثنتان منها بسبب هذه المنطقة الجبلية الساحرة، التي تُمثل جوهر التوترات الدائمة بين الجارتين النوويتين.

خلاصة:
تشير التجربة الصاروخية الباكستانية والتصعيد المتبادل مع الهند إلى احتمالات انفجار الوضع في أي لحظة، ما يفرض على المجتمع الدولي تكثيف الجهود لاحتواء الأزمة المتفاقمة.