آلاف العائلات محاصَرة.. لا قدرة على النزوح

المجاعة تُقيّد الأقدام.. آلاف العائلات عاجزة عن النجاة في دير البلح

profile
  • clock 21 يوليو 2025, 3:43:45 م
  • eye 421
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

محمد خميس

تحولت مدينة دير البلح وسط قطاع غزة إلى ساحة حرب جديدة، بعد ساعات فقط من إصدار جيش الاحتلال الإسرائيلي أوامر بإخلاء أحياء واسعة فيها، حيث شنت الطائرات الحربية سلسلة غارات مكثفة استهدفت منازل المدنيين والمساجد، وسط عجز آلاف العائلات عن النزوح بسبب الجوع الشديد والانهاك الجسدي وانعدام وسائل النقل.

القصف يبدأ فورًا بعد أوامر الإخلاء

وبحسب مصادر ميدانية  فقد استهدفت طائرات الاحتلال، مساء الإثنين، ثلاثة مساجد كبرى في المدينة وسوّتها بالأرض: مسجد عقبة بن نافع، وأهل السنة، والمجاهدين. كما طالت الغارات منازل مدنية لعائلات اللحام والسلقاوي، ما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى، بعضهم لا يزال تحت الأنقاض قرب جسر وادي السلقا.

وأفاد شهود عيان أن طواقم الإسعاف لم تتمكن من الوصول إلى الجثامين بسبب استمرار القصف الجوي والمدفعي.

آلاف العائلات محاصَرة.. لا قدرة على النزوح

في حي البركة، جنوب غرب المدينة، حُوصرت آلاف العائلات وسط قصف مدفعي مكثف أعاق الحركة تمامًا. الوضع الإنساني بلغ ذروته، لا سيما مع عدم قدرة النازحين على السير لمسافات طويلة، نتيجة الجوع الحاد والإنهاك المتواصل.

محمود عودة (61 عامًا)، أحد النازحين من خان يونس، قال: "نزحت أكثر من تسع مرات منذ بدء الحرب. اليوم لا أستطيع المشي أو حتى الوقوف، لم يتبقَّ لدي طاقة ولا مكان أذهب إليه. فليفعل الاحتلال ما يريد، فأنا لن أترك خيمتي".

أما عبد ربه صيام، فقال: "أجرة السيارة إلى مواصي خان يونس تتجاوز 700 شيكل (200 دولار)، ولا أملك هذا المبلغ ولا أتحمل عبء نزوح جديد".

دبابات الاحتلال تقترب وتحاصر المدينة

وأكدت مصادر محلية تقدم دبابات الاحتلال عبر شارع صلاح الدين قادمة من بوابة كيسوفيم، وبدأت بإطلاق النيران نحو المنازل في مناطق المشاعلة وأبو هولي.

فيما وصف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) أوامر الإخلاء الأخيرة بأنها: "الضربة القاصمة لما تبقى من شريان الحياة في غزة"، في إشارة إلى أن دير البلح كانت تُصنّف سابقًا ضمن "المناطق الآمنة" وتؤوي مئات آلاف النازحين.

استهداف مباشر للمنظمات الإنسانية

تضم دير البلح المراكز اللوجستية الرئيسية لمعظم الوكالات الدولية العاملة في غزة، منها:

برنامج الغذاء العالمي (WFP)

وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)

الهلال الأحمر والصليب الأحمر

اليونيسف

مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (OCHA)

عشرات الجمعيات المحلية والدولية

ويُخشى أن يتكرر سيناريو رفح وخان يونس، حيث تحولت مناطق الإيواء ومقار المنظمات إلى أهداف مباشرة، ووقعت فيها مجازر مروعة راح ضحيتها الآلاف.

دير البلح.. من "منطقة آمنة" إلى مسرح للتهجير والتدمير

شملت أوامر الإخلاء الإسرائيلية الأخيرة أحياء واسعة منها:
بلوكات 130، 132–134، 136–139، و2351، وهو ما يُعد تراجعًا رسميًا عن اعتبار المدينة "آمنة"، ويفتح الباب أمام كارثة إنسانية جديدة.

المواطنون والنازحون هناك يعيشون اليوم على وقع مأساة مركّبة، تجمع بين القصف والجوع، والخوف من المصير المجهول، في ظل غياب الممرات الآمنة وغياب أي تدخل دولي حقيقي يضع حدًا للانتهاكات.

في الخلفية: إبادة جماعية متواصلة

منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب دولة الاحتلال إبادة جماعية شاملة في قطاع غزة، تشمل:

قتل وتجويع ممنهج

تدمير شامل للمرافق والبنى التحتية

تهجير قسري للملايين

مجازر بحق المدنيين، لا سيما الأطفال والنساء

وقد أسفرت الحرب حتى الآن عن أكثر من 200 ألف شهيد وجريح، وأكثر من 11 ألف مفقود، في ظل مجاعة خانقة وموجات نزوح لا تنتهي.

التعليقات (0)