تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

كشف تقرير إسرائيلي نُشر للمرة الأولى عبر قناة "أخبار 14" العبرية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يسابق الزمن لإنهاء الحرب في قطاع غزة، ليس فقط تحت وطأة الضغط الداخلي المتصاعد، بل من أجل تمهيد الطريق لإطلاق مشروع استراتيجي ضخم متعدد الأطراف يجمع بين الولايات المتحدة، والهند، وإسرائيل، ودول الخليج.

مشروع يربط الشرق بالغرب: بديل للحزام والطريق الصيني

وبحسب التقرير، فإن الحديث يدور حول مبادرة اقتصادية دبلوماسية عملاقة بمئات المليارات من الدولارات، تهدف إلى إنشاء ممر تجاري يربط شرق آسيا بالغرب، انطلاقًا من الهند، مرورًا بالخليج، عبر إسرائيل، ووصولًا إلى أوروبا وأميركا.

ويُنظر إلى هذه المبادرة بوصفها ردًا أميركيًا استراتيجيًا على مشروع "الحزام والطريق" الذي تقوده الصين، والذي ضخت فيه بكين ما يزيد عن تريليون دولار خلال العقد الأخير.

إسرائيل نقطة الربط المحورية بين القارات

تقوم الرؤية على تحويل إسرائيل إلى محور لوجستي وجغرافي رئيسي، من خلال تطوير بنى تحتية ضخمة تشمل موانئ بحرية حديثة و مطارات ومناطق تجارة حرة و خطوط سكك حديدية تمتد إلى الخليج و طرق برية سريعة تصل آسيا بأوروبا

وتتطلب الخطة دورًا محوريًا لدول الخليج والسعودية، سواء من حيث التمويل أو تأمين الموارد الاستراتيجية والموقع الجغرافي.

غزة: العقبة الكبرى أمام تنفيذ الرؤية

لكن يبرز عائق أساسي أمام انطلاق المشروع، بحسب القناة العبرية، وهو استمرار الحرب في قطاع غزة. فطالما استمرت العمليات العسكرية، فإن انضمام الرياض وعواصم الخليج الأخرى للمشروع سيبقى مؤجلاً، ما يعطل كل الجهود الأميركية والإسرائيلية والهندية في هذا الاتجاه.

ولهذا يسعى نتنياهو إلى تحقيق ثلاثة أهداف متوازية تحرير الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس و القضاء على البنية العسكرية لحركة حماس و تسريع إطلاق أكبر مشروع اقتصادي في تاريخ المنطقة

مراقبون: المشروع قد يعيد رسم خريطة المنطقة لكنه يصطدم بالواقع

يرى محللون أن هذا المشروع الطموح قد يعيد تشكيل الجغرافيا السياسية والاقتصادية للشرق الأوسط، لكن تنفيذه يصطدم بعقبات كثيرة، أبرزها استمرار الحرب في غزة و تعقيدات الملف الفلسطيني و تحفظات بعض دول الخليج و المخاوف من ردود الفعل الإيرانية والتركية والصينية

اتصالات على أعلى مستوى: واشنطن، تل أبيب، نيودلهي، الرياض

وبحسب التقرير، فإن المشروع يجري بحثه حاليًا ضمن اتصالات مغلقة بين عواصم رئيسية، هي: واشنطن، تل أبيب، نيودلهي، والرياض. وتشمل الخطط المطروحة شبكات نقل عابرة للقارات و مناطق صناعية ولوجستية مشتركة و خطوط طاقة واتصالات و بنى تحتية تسهم في خلق ممر تجاري منافس للصين.