الحرب المستمرة على غزة

القمة العربية الإسلامية في الدوحة: اجتماع وزاري تحضيري يبحث العدوان الإسرائيلي على قطر

profile
  • clock 14 سبتمبر 2025, 1:20:44 م
  • eye 421
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
القمة العربية الإسلامية في الدوحة

محمد خميس

انطلقت في العاصمة القطرية الدوحة، اليوم الأحد، أعمال الاجتماع الوزاري التحضيري المغلق، وذلك عشية انعقاد القمة العربية الإسلامية الاستثنائية التي ستبحث العدوان الإسرائيلي الأخير على دولة قطر.

ويشارك في الاجتماع وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية، برئاسة رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، حيث تناقش الجلسة الرئيسية صياغة مشروع البيان الختامي الذي سيتم رفعه إلى القادة والرؤساء في القمة المقرر انعقادها يوم غد الاثنين في الدوحة.

خلفية الاجتماع

يأتي هذا الاجتماع في ظل التوترات الإقليمية المتصاعدة بعد أن شن جيش الاحتلال الإسرائيلي هجومًا جويًا غير مسبوق على العاصمة القطرية الدوحة، مستهدفًا قيادة حركة "حماس" في المدينة، وهو ما اعتبرته قطر انتهاكًا صارخًا لسيادتها وأكدت احتفاظها بحق الرد.

الهجوم الإسرائيلي أسفر عن استشهاد عنصر من قوى الأمن الداخلي القطري، إلى جانب عدد من الضحايا من القيادات الفلسطينية. وقد أعلنت حركة "حماس" أن وفدها المفاوض بقيادة القيادي البارز خليل الحية نجا من محاولة اغتيال، بينما استشهد مدير مكتبه جهاد لبد ونجله همام الحية، وثلاثة من المرافقين.

تفاصيل الهجوم على الدوحة

استهدف العدوان الإسرائيلي اجتماعًا لقادة حركة "حماس" كان مخصصًا لمناقشة مقترح أمريكي جديد يتعلق بإبرام اتفاق تبادل أسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
الهجوم جاء رغم الدور القطري البارز كوسيط رئيسي إلى جانب مصر، وبإشراف أمريكي مباشر، في المفاوضات غير المباشرة بين "حماس" والاحتلال الإسرائيلي.

ورأى مراقبون أن هذا الهجوم يهدف إلى تقويض الدور القطري كوسيط محوري في ملف غزة، وإرسال رسالة مفادها أن إسرائيل قادرة على استهداف أي طرف يسعى إلى موازنة الميدان السياسي والعسكري.

إدانات عربية ودولية

أثار العدوان الإسرائيلي على قطر موجة واسعة من الإدانات العربية والإسلامية والدولية، حيث أكدت عدة دول أن الهجوم يمثل انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ويتطلب موقفًا جماعيًا رادعًا.

وشددت بيانات صادرة عن عدد من العواصم العربية على أن استهداف الأراضي القطرية يمثل سابقة خطيرة تهدد الأمن والاستقرار الإقليميين، وأن الرد على هذه الجريمة يجب أن يكون موحدًا ضمن إطار القمة العربية الإسلامية في الدوحة.

زيارة وزير الخارجية الأمريكي لإسرائيل

بالتزامن مع انطلاق الاجتماع الوزاري في الدوحة، بدأ وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو زيارة إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي، في خطوة اعتبرها مراقبون دعمًا دبلوماسيًا وسياسيًا لإسرائيل رغم العدوان على قطر.

وكان روبيو قد صرّح قبيل وصوله إلى تل أبيب أن الهجوم الإسرائيلي على الدوحة لن يؤثر على العلاقات الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وهو ما اعتبره محللون دليلًا إضافيًا على الغطاء الأمريكي للعدوان المتواصل على الفلسطينيين وعلى دول عربية

القمة العربية الإسلامية: اختبار للموقف الجماعي

ينتظر أن تناقش القمة العربية الإسلامية في الدوحة آليات الرد العربي والإسلامي على العدوان الإسرائيلي على قطر، إضافة إلى بحث سبل وقف الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي وصفتها المنظمات الحقوقية الدولية بأنها حرب إبادة جماعية.

ويشير مراقبون إلى أن القمة تمثل مفترق طرق تاريخيًا في الموقف العربي والإسلامي، إذ سيكون على القادة تبني قرارات حاسمة تشمل:

تفعيل مجلس الدفاع العربي المشترك لمواجهة أي اعتداءات مستقبلية.

إدانة رسمية قوية للعدوان الإسرائيلي على قطر.

وضع خطة عملية لدعم الشعب الفلسطيني ووقف جرائم الحرب في غزة.

بحث آليات مقاضاة قادة الاحتلال أمام المحكمة الجنائية الدولية.

الحرب المستمرة على غزة

يأتي هذا التطور بينما تواصل قوات الاحتلال حربها المدمرة على قطاع غزة منذ أكثر من عامين، بدعم أمريكي وغربي مباشر، ما أسفر عن استشهاد وإصابة أكثر من 229 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء.

كما أدت الحرب إلى نزوح مئات الآلاف من السكان، فيما حصدت المجاعة أرواح ما لا يقل عن 420 فلسطينيًا بينهم 141 طفلًا، نتيجة الحصار الخانق ومنع دخول المساعدات الإنسانية.

موقف قطر

أكدت الدوحة في بياناتها الرسمية أن العدوان الإسرائيلي يمثل تعديًا سافرًا على سيادتها الوطنية، وأنها تحتفظ بحقها الكامل في الرد على هذا الاعتداء. كما شددت على أن قطر ستواصل دورها في الوساطة لإنهاء الحرب في غزة، رغم محاولة الاحتلال تقويض هذا الدور عبر استهداف قادة "حماس" على أراضيها.

التعليقات (0)