-
℃ 11 تركيا
-
18 سبتمبر 2025
الطبيب الفلسطيني علي النويري.. ناجٍ من المجزرة يسعى للعودة إلى الحياة والمهنة
فقد أسرته وقدرته على المشي.. لكنه متمسك بالأمل
الطبيب الفلسطيني علي النويري.. ناجٍ من المجزرة يسعى للعودة إلى الحياة والمهنة
-
7 يوليو 2025, 1:56:56 م
-
433
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
الطبيب الفلسطيني علي النويري
متابعات_ محمد خميس
فقد أسرته وقدرته على المشي.. لكنه متمسك بالأمل
في مأساة تجسّد آلام قطاع غزة تحت القصف الإسرائيلي، يروي اختصاصي جراحة العظام والكسور الفلسطيني، علي النويري (34 عامًا)، تفاصيل نجاته من مجزرة دمرت منزله، وأودت بحياة زوجته الحامل وطفله الصغير، وعدد من أفراد عائلته، وأفقدته القدرة على المشي.
النويري، الذي كان يعمل في مستشفى شهداء الأقصى في غزة، يتلقى حاليًا علاجًا طبيعيًا في تركيا، على أمل استعادة قدرته على الحركة، والعودة يومًا إلى ممارسة مهنته الإنسانية، رغم الخسارة القاسية التي لحقت به.
فجر المجزرة.. من مكالمة قصيرة إلى صمت تحت الأنقاض
تعود تفاصيل المجزرة إلى فجر يوم 29 أكتوبر 2023، حين عاد النويري من مناوبته في المستشفى، واتصل بزوجته التي طلبت منه بعض الحلوى لابنهما البالغ ثلاث سنوات. لكنه لم يجد ما طلبت، فاشترى رقائق بطاطا بدلاً منها.
قال النويري: "عدت للمنزل، تحدثت قليلًا مع العائلة، ثم نمت. وعندما استيقظت، كنت تحت الركام لا أستطيع التنفس. سمعت من ينادي: هذا الرجل ما زال حيًا! فأخرجوني من تحت الأنقاض. لكن زوجتي وابني وكل من أحببت كانوا قد رحلوا".
وقد أسفر القصف عن استشهاد زوجته الحامل، وطفله، ووالديه، وأشقائه، واثنين من أبناء أشقائه، وأدى إلى إصابته إصابة بالغة في العمود الفقري جعلته غير قادر على الحركة.
من غزة إلى أنقرة.. رحلة علاجية وأمل يتجدد
خضع النويري لعدة عمليات جراحية في مستشفيات غزة، قبل أن يُنقل إلى تركيا لتلقي العلاج الطبيعي. وبعد 3 أشهر من العلاج في أنقرة، بدأ يظهر تحسن تدريجي، إذ استعاد 60% من حركة ساقه اليسرى، وأصبح قادرًا على تحريك اليمنى بشكل محدود.
يقول النويري: "قال الأطباء إنني سأبقى معتمدًا على الأجهزة، لكنني الآن أتحسن، وأشعر أنني سأتمكن من المشي مجددًا. أملي كبير في العودة إلى المهنة التي أحبها".
مهنة الطب.. إرث عائلي ورسالة حياة
ينتمي النويري إلى عائلة طبية، فزوجته كانت طبيبة طوارئ، وشقيقته ممرضة، وزوج شقيقته طبيب أسنان. وقد عمل سابقًا في مستشفى غزة الأوروبي قبل انتقاله إلى مستشفى شهداء الأقصى.
أعرب عن إعجابه الشديد بالنظام الصحي التركي، مشيرًا إلى النظافة، الكفاءة الطبية، وتطور البنية التحتية الصحية. ورغم أن ممارسة المهنة في تركيا تتطلب معادلة الشهادة الجامعية، إلا أنه لا يفقد الأمل.
الشهداء أكثر من الإحصائيات
أكّد النويري أن عدد الشهداء في غزة يفوق بكثير ما يُعلَن رسميًا، بسبب وجود ضحايا ما زالوا تحت الأنقاض أو ماتوا بسبب نقص الأدوية ولم تُدرج أسماؤهم ضمن القوائم الرسمية.
وقال: "حتى من استشهد بعد شهور من الإصابة لا يُسجّل ضمن الشهداء. لهذا العدد الحقيقي يفوق بكثير ما يُنشر. ولكن رغم كل شيء، أواصل التمسك بالأمل والإصرار على المضي قدمًا".
حلم العودة إلى غزة رغم الألم
ورغم أنه يسعى حاليًا إلى ممارسة الطب في تركيا حتى تتحسن ظروفه، يؤكد النويري: "أرغب في العودة إلى بلدي فلسطين عندما تصبح الظروف مناسبة. هناك وُلدت، وهناك استشهدت عائلتي، وهناك ذكرياتي".
وختم حديثه برسالة أمل: "مهنتي هي مداواة الجراح. أمنيتي الكبرى أن أتمكن من الوقوف مجددًا، وارتداء اللباس الطبي، لأساعد كل من هو بحاجة إلى المساعدة. هذه رسالتي في الحياة".








