فقدان أكثر من 40 كيلوغرامًا من وزنه

الطبيب الأسير حسام أبو صفية يواجه الموت البطيء في سجون الاحتلال

profile
  • clock 14 يوليو 2025, 2:50:07 م
  • eye 421
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
الطبيب الأسير حسام أبو صفية

محمد خميس

كشفت المحامية غيد غانم قاسم عن تفاصيل صادمة تتعلق بالوضع الصحي المتدهور للطبيب الفلسطيني حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان في شمال غزة، المعتقل منذ ديسمبر/كانون الأول 2024 في سجون الاحتلال الإسرائيلي. وأكدت قاسم أن موكلها يتعرض لتعذيب منهجي وإهمال طبي متعمد قد يفضي إلى وفاته في أي لحظة.

فقدان أكثر من 40 كيلوغرامًا من وزنه

ووفق ما نشرته قاسم عبر حسابها على "فيسبوك"، فإن أبو صفية فقد أكثر من 40 كيلوغرامًا من وزنه منذ لحظة اعتقاله، مشيرة إلى أن وزنه انخفض من 100 كجم إلى أقل من 60، وهو ما يعكس الظروف "القاسية والمميتة" التي يعيشها داخل المعتقل.

اعتداء جسدي عنيف في سجن عوفر

خلال زيارتها الأخيرة له في 9 يوليو/تموز 2025، أوضحت المحامية أن الطبيب تعرّض لاعتداء مبرح داخل زنزانته في سجن عوفر (قسم 24، غرفة 1) بتاريخ 24 يونيو/حزيران. الاعتداء استهدف منطقة الصدر بشكل مباشر، وتسبب في كدمات في الوجه، الرأس، الظهر والرقبة، واستمر لأكثر من نصف ساعة دون تدخل.

حرمان من العلاج رغم أمراض خطيرة

ورغم إصابته بـاضطراب في ضربات القلب، وارتفاع ضغط الدم المزمن، بالإضافة إلى معاناته من تضخم عضلة القلب، لم يتم عرض أبو صفية على طبيب مختص، كما رفضت إدارة السجن السماح بإجراء أي فحوصات طبية، في خرق واضح لأبسط معايير الرعاية الصحية.

المحامية أكدت أن موكلها ما زال يرتدي ملابس شتوية تحت الأرض، محرومًا من الهواء النقي وأشعة الشمس، ويقبع في عزلة تامة وسط سياسة تجويع وتعذيب ممنهجة. كما كُسرت نظارته الطبية ولم تُستبدل، مما زاد من معاناته اليومية.

تحقيق قاسٍ وعزل انفرادي طويل

تشير إفادات سابقة للمحامية إلى أن أبو صفية خضع لـتحقيق قاسٍ امتد 13 يومًا متواصلة، تعرض خلاله للتنكيل الجسدي والنفسي لفترات تتراوح بين 8 إلى 10 ساعات يوميًا. وقد نُقل بعد ذلك إلى معتقل سديه تيمان سيئ السمعة، حيث قضى 14 يومًا في العزل، ثم نُقل مجددًا إلى سجن عوفر ليقضي 25 يومًا إضافية في العزل قبل تحويله إلى قسم مخصص لمعتقلي غزة.

معاناة إنسانية وألم شخصي مضاعف

في أول لقاء جمعه بمحاميته بعد شهور من الاعتقال، لم يسأل أبو صفية عن وضعه الصحي أو القانوني، بل كان أول ما قاله يتعلق بـمصير جثمان نجله الذي استُشهد في غزة قبل اعتقاله بشهرين ودُفن مؤقتًا في محيط مستشفى كمال عدوان. كما فقد والدته بعد عشرة أيام فقط من اعتقاله، في مأساة شخصية تعكس حجم المعاناة.

القانون الإسرائيلي يشرّع الاعتقال بلا تهمة

يُحتجز أبو صفية حاليًا بموجب قانون "المقاتل غير الشرعي"، الذي أُقر عام 2002 وعدّل بعد بدء حرب الإبادة الإسرائيلية في أكتوبر/تشرين الأول 2023، ويسمح باحتجاز الفلسطينيين دون توجيه تهم أو إجراء محاكمة، في تجاوز صريح لمبادئ القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف.

منظمة العفو الدولية تطالب بالإفراج الفوري

وفي يناير/كانون الثاني الماضي، طالبت منظمة العفو الدولية بالإفراج العاجل عن أبو صفية، محذّرة من تدهور وضعه الصحي، ومؤكدة حصولها على شهادات موثقة عن التعذيب وسوء المعاملة التي يتعرض لها العاملون في القطاع الصحي الفلسطيني داخل سجون الاحتلال.

شهادة مصورة تؤكد سوء حالته

وكانت القناة 13 الإسرائيلية قد نشرت في فبراير/شباط 2025 تسجيلًا مصورًا نادرًا يظهر فيه الطبيب أبو صفية مكبّل اليدين والقدمين، ويبدو عليه الإرهاق الشديد، في أول ظهور له منذ اختطافه، ما يعكس حجم المعاناة التي يعيشها خلف القضبان.

التعليقات (0)