الشرع: قررنا تكليف فصائل محلية ومشايخ العقل بمهمة حفظ الأمن في السويداء

profile
  • clock 17 يوليو 2025, 8:27:43 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

متابعة: عمرو المصري

في خطاب متلفز أتى في أعقاب تصعيد خطير في محافظة السويداء، أعلن الرئيس السوري أحمد الشرع تكليف فصائل محلية ومشايخ العقل بمهمة حفظ الأمن، مؤكدًا على وحدة سوريا ورافضًا أي مشاريع انفصال أو تقسيم. وأكد الشرع أن من أساء إلى الدروز «سيُحاسب»، متعهدًا بعدم السماح للفوضى بالتمدد أو للخارج بالتدخل في الشؤون الوطنية، في وقت كانت فيه إسرائيل قد شنت غارات جوية على دمشق ودرعا بزعم "حماية الدروز".

تحذير من الفتنة الإسرائيلية

الشرع اتهم إسرائيل بالسعي إلى نشر الفوضى في سوريا عبر افتعال النزاعات الطائفية. وقال: "تل أبيب لا تكلّ عن محاولات زرع الفتن وتحويل أرضنا إلى ساحة صراعات"، مضيفًا أن الهجمات الأخيرة على دمشق ودرعا تؤكد مجددًا أن إسرائيل تعمل على إضعاف النسيج السوري وتشتيت قواه الوطنية.

ووجه رسالة مباشرة إلى أهالي السويداء من الطائفة الدرزية، أكد فيها أن حقوقهم وحرياتهم مصونة، وأن الدولة لن تسمح لأي طرف خارجي باستغلالهم أو دفعهم نحو الانقسام. وشدد على أن "الدروز نسيج وطني أصيل من سوريا"، وأن الوحدة الوطنية هي السلاح الأهم في مواجهة المؤامرات الخارجية.

تدخل خارجي واشتباكات داخلية

جاء خطاب الشرع بعد سلسلة غارات إسرائيلية استهدفت مواقع حكومية سورية، شملت مقر وزارة الدفاع وقصر الرئاسة في دمشق، بالإضافة إلى مواقع عسكرية في محافظة درعا. وبررت إسرائيل هجماتها بأنها تأتي ردًا على أحداث السويداء التي شهدت اقتتالًا داخليًا بين مجموعات مسلحة من أبناء المحافظة وأخرى من خارجها.

الشرع أكد أن الدولة السورية تحركت عبر مؤسساتها كافة لضبط الأوضاع ومنع تمدد العنف، غير أن مجموعات "خارجة عن القانون"، بحسب وصفه، استغلت الفوضى لتأجيج النزاع. وأشار إلى أن هذه المجموعات سبق أن رفضت الحوار لشهور، وفضّلت مصالحها الشخصية على حساب الوطن، وارتكبت جرائم مروعة بحق المدنيين.

 

الدولة تستعيد زمام الأمور

رغم كل التعقيدات، قال الرئيس السوري إن مؤسسات الدولة نجحت في إعادة الاستقرار إلى السويداء وطرد المجموعات المسلحة، على الرغم من محاولات إسرائيل تقويض تلك الجهود عبر استهداف المنشآت الحيوية.

وأوضح الشرع أن الغارات الإسرائيلية الأخيرة هدفت إلى منع عودة الهدوء، لكن جهود الوساطة الأميركية والعربية والتركية نجحت في الحيلولة دون تصعيد كارثي، وأنقذت المنطقة من منزلق دموي لا يُحمد عقباه.

انسحاب الجيش وتفاهم مع المشايخ

بموجب اتفاق تم التوصل إليه مؤخرًا، بدأت قوات الجيش السوري بالانسحاب من السويداء، بعدما "أنجزت مهمتها في ملاحقة الخارجين عن القانون"، وفق ما أفادت به وكالة "سانا". وجاء هذا الانسحاب نتيجة تفاهم بين الدولة السورية ووجهاء الطائفة الدرزية.

وفي هذا السياق، قال الشرع إن السلطة كانت أمام خيارين: إما الانجرار إلى مواجهة مفتوحة مع إسرائيل بما يهدد أمن الدروز ويزعزع استقرار سوريا والمنطقة، أو إعطاء الفرصة للعقلاء من أبناء الجبل للعودة إلى جادة الصواب وتغليب المصلحة الوطنية. وأكد أن الخيار الذي اتُخذ كان هو «الأمثل»، موضحًا: "قررنا تكليف فصائل محلية ومشايخ العقل بمهمة حفظ الأمن في السويداء".

لا إفلات من العقاب

في ختام كلمته، شدد الرئيس السوري على أن الدولة لن تتهاون مع من ارتكب جرائم بحق أبناء الطائفة الدرزية، مؤكدًا أن «من أساء سيُحاسب»، وأن العدالة ستطال الجميع دون استثناء. كما أشار إلى أن الحكومة "حريصة على حماية الدروز"، باعتبارهم جزءًا لا يتجزأ من نسيج الوطن السوري، وأن القانون سيكون الفيصل في حماية الحقوق وردع المعتدين.

التعليقات (0)